أهمية العلم
محتويات المقال
أهمية العلم
مما لا شك فيه أن العلم هو اللبنة الأولى والأساسية لنهضة الأمم والشعوب، فبالعلم والعلم ترتقي الأمم وتتقدّم، وهو العامل الأساسي والأهم لانتقال الأمم من طور الانحطاط، والتخلف، والرجعية، والتبعيّة إلى طور الازدهار، والتقدّم، والقيادة، وإذا ما أردنا تصنيف أهمية العلم على سلم أساسيات الحياة فإنّه يقع على نفس الدرجة التي تقع عليها أهمية المأكل، والمشرب، والحياة الآمنة، فإذا ما أرادت أي دولة أن تصبح من دول العالم الأول فوجب عليها أن تعطي العلم والعلماء اهتماماً يضاهي اهتمامها بمواردها وزادها البشري؛ لأن الدولة التي تملك الموارد والقدرات البشرية لا تساوي شيئاً دون عقل مفكر ومدبّر يسيرها، وإذا ما نظرنا فالتاريخ القديم والحديث سنجد أنّ كلّ الأمم التي تقدّمت وتحضّرت وتطوّرتفوّقت بالعلم.
أهمية العلم في تطوّر الإنسان والمجتمعات
منذ فجر التاريخ، ومنذ النشأة الأولى، ومنذ أن كان الإنسان يستخدم أوراق الأشجار لكي يستر عوراته، كانت أهمية العلم واضحة وجلية، حتى عند الإنسان الحجري، فالفطرة البشرية السليمة التي دفعت الإنسان وما زالت إلى البقاء والتطوّر حثته على إعمال العقل والتفكير، ابتداءً من اختراعه لأبسط الأدوات التي تساعده على الحياة وانتهاءً بوصوله إلى سطح القمر.
التعليم في الإسلام
لا بدّ لنا من التطرّق إلى أهميّة العلم في الأديان السماوية وعلى وجه الخصوص الدين الإسلاميّ، فيكفي أن نذكر أنّ أوّل كلمة وردت في القرآن الكريم هي كلمة اقرأ (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)[العلق: 11]، وما ذلك إلا تأكيداً على أهمية التعلّم وواجب وضعه على سلم الأولويات، وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدرك أهمية العلم والتعلّم في مسيرة الأمة الإسلامية، فقد افتدى مجموعة من أسرى معركة بدر ممّن ليس لهم فدية بتعليم جماعة من المسلمين القراءة والكتابة، قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد: (فصل في حكمه في الأسرى: ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في الأسرى أنّه قتل بعضهم، ومنَّ على بعضهم، وفادى بعضهم بمال، وبعضهم بأسرى من المسلمين، واسترقّ بعضهم، ولم يسترقّ رجلاً بالغاً، وفادى بعضهم على تعليم جماعة من المسلمين الكتابة).
التعليم في سنغافورة
مما يستشهد به في مجال أهمية التعليم قصة نجاح سنغافورة في انتقالها من كونها جزيرة فقيرة معدومة الموارد يقطنها شعب أُمّي جاهل إلى بلد يضاهي مستوى معيشته مستويات البلدان الأكثر تطوّراً وذلك في أقل ّمن خمسين عاماً، وكل ذلك جاء بعد أن أولت الحكومة العلم والتعليم جلّ اهتمامها، ففي تقرير بيرسون لعام 2014م الذي صدر عن أفضل نظم التعليم في العالم في المهارات المعرفية والتحصيل العلمي جاءت سنغافورة في المركز الثالث عالمياً بعد كوريا الجنوبية واليابان، فهي تمتلك نظاماً تعليمياً عالي الجودة يمكن للأنظمة الأخرى أن تتعلّم منها