أهمية الاستغفار
محتويات المقال
الاستغفار
كم هي الذنوب التي حالت بيننا وبين ما نريد، بين حلم طالما راودنا طيفه وأمنية وقفت على أبواب الرجاء طويلاً، هموم وكروب وهموم أحزان أقلقت راحتنا، وضيق بالصدور لا ندري ما سببه ونغفل أنه: “لعلّ الضيق المفاجئ ذنب يطلب منا الاستغفار”، ليكون دواؤها جميعها الاستغفار، كما في قصّة عن الحسن البصري، أن ّرجلاً جاء يشكو إليه الدين، وآخر يشكو إليه الفقر وثالث يطلب كذا ورابع فكان جوابه لهم جميعا أن استغفروا.
أدلة على فضل الاستغفار
النصوص الشرعية في أهمية الاستغفار كثيرة أكتفي هنا ببعض منها: قال تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُُوُا رَبَكُمْ إِنَهُ كانَ غَفَّاراً، يرْسِلُ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدْراراً، وَيُمْدِدْكُمْ بأَِمْوال ٍوَبَنيناً وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَناَّتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً”، وفي آية أخرى يقول المولى عزّ وجلّ: “وَما كانَ الله مُعَذِّبُهُمْ وَأَنْت فيهِمْ وَما كانَ الله مُعَذِّبُهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُوُنْ”، يقول العلماء عن هذه الآية أنّ الله سبحانه وتعالى رحم الأمة بالنبي المصطفى حين كان فيهم، حتّى إذا مات لم يعدمهم الوسيلة بل ترك لهم الباب الذي لا يغلق ألا وهو الاستغفار الذي دلهّم عليه النبيّ كما أمره الله، به يمنع عنهم عذابه، ومن الأدلة على أفضليته قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: “طُوبَى لِمَنْ وَجَدَ فِي صَحِيفَتِهِ اسْتِغْفَارًا كَثِيرًا”، وهنا المقصود بذلك يوم القيامة حين تعرّض الأعمال على الله، فيكون الاستغفار حاجباً ماحياً للذنوب.
عجائب الاستغفار
لقد أمرنا الله بالاستغفار لما له من فوائد عظيمة يجنيها الفرد في الدنيا قبل الآخرة، حتّى أدهش العلماء في عظمته التي لا يضاهيها شيء، ومن فوائده:
- تغفر الذنوب وتحطّ السيئات وترفع الدرجات .
- تُنال الرغائب وتحقق المطالب ويقرب البعيد، وتتيسّر الأمور.
- راحة النفس والبال وسكينة الصدر ووقاره، وبه الأنس والإنابة لله فتجعله على قرب ووصال دائم مع الله.
- يجلب الرزق ويوسعه كما قال تعالى: “يُرْسِلُ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدْراراً”.
- سبب للنصرة والغلبة والقوة والتمكين على الأعداء، وهو سلاح النبي الذي كان لا يفتتح معاركه إلّا به لأنّ به تأييد الله لعباده في جميع المواطن أشدها وأيسرها.
- ومنه تيسير الأمور وتذليل الصعاب كما قال تعالى: “فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُُوُا رَبَكُمْ إِنَهُ كانَ غَفَّاراً، يرْسِلُ السَّماءَ عَلَيْكُم مِدْراراً، وَيُمْدِدْكُمْ بأَِمْوال وَبَنينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَناَّتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً”.
- سبب لرزق لمن حرم المال والأولاد، والزواج والوظيفة.
- يرفع به الله عباده ويدنيهم منه، فالملائكة تستغفر للمؤمنين، لذا فهو من أقوى العلاجات في زوال كل هم وغم.
- شفاء للأمراض البدنية والروحية، فجميع أوجاع البدن لها جانب نفسي وآخر جسدي، فالاستغفار يجمع شقيها تحت مظلة واحدة وهو الشفاء التام.
- سبب عام وقاعدة عامة لكل حاجة من حوائج الدنيا والآخرة، مهما كبرت أو عظمت كما يُذكر عن النبي أنه قال: “مَن لَزِم الاستغفار جعل الله له من كلِّ هَمٍّ فرَجاً ومن كلِّ ضيقٍ مَخْرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب”.
- النجاة من المصائب كما قال الله في عن سيدنا يونس”فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ، لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ”، والتسبيح هنا ذكر الله تعالى وبه الفلاح كما قيل: “إنّ الله يعطي الذاكرين أكثر ممّا يعطي يعطي السائلين”.
- ركن مهم في النجاح حيث أن النجاح هو توفيق من الله لعباده، كما قال تعالى: “وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ”.
- سبيل للحسنات الكثيرة والأجرالعظيم في الدنيا والآخرة و المنزلة العالية والجنة التي لا تحول ولا تزول.
أفضل صيغ الاستغفار
هو ما ورد عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في أحاديثه، منها سيد الاستغفار: “اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ إلّا أنْت”، كذلك منها: “أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ الَّذِي لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ، الحَيُّ القَيُّومُ، وَأتُوبُ إلَيهِ”، فهي من أذكار ما قبل النوم حيث تقرأ سبعاً، وبعد كل صلاة ثلاثاً، وما ثبت عن النبيّ أنّه كان يستغفر أكثر من سبعين مرة، كل هذا يدلنا على أهميّة وفضل الاستغفار.