أنواع المقال الفلسفي
المقال الفلسفي
يتكوّنُ المقالُ الفلسفيّ من جملٍ وكلمات خطابيّة بلغةٍ فلسفيّة لا أدبيّة، وتكمن أهميّة هذا المقال في تشكيل تصورات فلسفيّة في ذهن المتلقي، الأمر الذي ينتج عنه توسيع مداركه وخياله، وسنتحدّث في هذا المقال حول الطريقة الجدليّة في الفلسفة.
أنواع المقال الفلسفي
- المقال الجدليّ: يتناول هذا المقال قضيّة تتكوّن من موقفيْن متناقضيْن، يسعى كلٌ منهما إلى إثبات نفسه عن طريق إلغاء الموقف الآخر، وتأخذ جلّ المقالات الفلسفيّة صيغة (هل)، كأن يقال: هل يتوقف الإدراك الذاتيّ على فاعليّة الموضوع أو الذات؟ كما أنّ هذه المقالات قد تأتي على شكل صيغ أخرى أو على شكل مقولةٍ فلسفيّة لأحد الفلاسفة كقول (دولاكروا): “الفكر يصنع اللغة واللغة تصنعه”، (حلل وناقش).
- طرح المقدمة (الإشكال): المقدّمة هي المدخل الأساسيّ لكل موضوع، ومن خلال التمهيد يتمّ الإشارة إلى الموضوع والطبيعة الفلسفيّة له، كما أنه تتمّ الإشارة إلى وجود رأيين متناقضيْن يعملانِ على معالجة الطرح يليه الإشكال على شكل صيغٍ استفهاميّة جدليّة، حيث إنه تتمّ إعادة إثارة جوهر السؤال لكن بصيغةٍ مغايرة، بحيث لا تكون تلك الصيغة خارج نطاق جوهر الموضوع أو الأطروحة المراد تحليلها.
- عرض الأطروحة (الإشكال) ونقدها: ويقصد هنا تناول الموقف والرأي الأوّل من القضيّة الفلسفيّة التي تمّ طرحها، ويتمّ هنا تحليل الرأي والموقف بشكلٍ موسع، وهنا يجب الأخذ بعين الإعتبار ترتيب الموقف أولاً، كأن نقول هل العادة سلوكٌ سلبيّ؟
ففي الأطروحة الأولى يتمّ نقاش سلبيّات العادة وغيرها، يليها تأتي مرحلة جمع البراهين والحجج في محاولةٍ لتبرير العادة أو الموقف مع ذكر لأمثلةٍ من الواقع.
- وفي مرحلة نقد الأطروحة يكون المطلوب توجيه تقييم معين للقضيّة من ناحيةٍ إيجابيّة، وذلك من خلال ذكر محاسن وميّزات الأطروحة، إضافةً إلى ذكر سلبياتها من خلال ذكر عيوبها، في محاولةٍ لإبطال البراهين والحجج التي قامت باعتمادها الأطروحة الأولى، وذلك في سبيل المرور إلى المرحلة التالية.
- نقيض الأطروحة ونقدها: والمراد هنا النقيض أو الموقف الثاني الذي يعمل على معالجة الأطروحة، ويتم فيه تناول نقيض الأطروحة (الأطروحة الثانية) بالأسلوب والطريقة نفسها التي تمّ بها عرض الأطروحة الأولى، مع عرضٍ للبراهين والحجج، ويتمّ نقد نقيض الأطروحة من خلال عرض سلبيّات وإيجابيّات الأطروحة بالخطوة الأولى نفسها في النقد.
- التجاوز أو التركيب: في هذه الحالة يكون للمتلقي حريّة الاختيار إما الجمع بين الموقفين دون الميل لأي طرف، وذلك من خلال الإشارة إلى أنّ لكل موقف دوراً في حلّ ومعالجة المشكلة، مع إعطاء أدلةٍ وأمثلة تؤكد تكامل كلا الموقفين، من جهة أخرى فإنه يمكن للمتلقي التجاوز لموقفٍ ثالث، وهنا عليه إظهار نظريّة أو موقف جديد بحيث يكون أكثر دقة وشموليّة، وفي النهاية على المتلقي ذكر رأيه الشخصي في المشكلة، ودعم هذا الرأي بما يثبته.
- حل المشكلة: في نهاية كل مقال يجب إيجاد حلّ للمشكلة، ويجب عدم إهمال هذه المرحلة، وذلك عن طريق وضع نتائج جيدة للتحليل، يتمّ فيها بيان فهم المشكلة السليم للمتلقي، ويجب دعم هذا الفهم بأمثلة وأقوال.