أم تدافع يأسها برجائها
أم تدافع يأسها برجائها ما تنقضي الآمال في أبنائها
أمسى الشقاء لها خديناً ما له متحول عنها فيا لشقائها
هذا لعمركم العقوق بعينه أكذا تخلى الأم في بلوائها
أكذا تغادر للخطوب تنوشها وتمد أيديها إلى حوبائها
غرض النوائب ما تزال سهامها تهوي مسددة ً إلى أحشائها
صرعى تواكلها الحماة فما لها إلا ترقب موتها وفنائها
تبكي وتضحك دونها ولو أننا بشرٌ بكينا رحمة ً لبكائها
تشكو البلايا التاركات نعيمها بؤساً وما تشكو سوى جهلائها
يا آل مصر وأنتم أبناؤها ولكم جوانب أرضها وسمائها
إن تسألوا فالجهل داء بلادكم ومن البلية أن تموت بدائها
والمال وهو من الودائع عندكم نعم الدواء المرتجى لشفائها
إن يبن زارعها الحياة لقومه فبكف صانعها تمام بنائها
عود الثقاب أما يكون بأرضنا إلا تراه العين من أقذائها
يا قوم هل من إبرة ٍ مصرية ٍ تشفي بقايا النفس من برحائها
إن الصنائع للحياة وسيلة ٌ فتعاونوا طراً على إحيائها
لا تبخلوا يا قوم إن كنتم ذوي كرمٍ فما الدنيا سوى كرمائها
قوموا قيام الأكرمين وجردوا همماً تود البيض بعض مضائها
وتدفقوا بالمكرمات ونافسوا في بذل عارفة ٍ وكسب ثنائها
عز الثراء فجئت مصر وأهلها متبرعاً بالشعر عن شعرائها