أفلام نشرت لغة “الروشنة” بين البنات 2019
يقولون إن لكل عصر لغته، وأنها لغة طلاب وطالبات الجامعات، ولكن في الحقيقة هي عبارة عن مصطلحات دخيلة على لغتنا العربية وتصيبها في مقتل، وهي في تزايد وانتشار مع موجة “الأفلام السينمائية” السائدة التي أنعشتها لدرجة أن يعتبرها الشباب “لغتهم الخاصة والسرية”.
كلمات أم شيفرة
تؤكد شيماء محمد، طالبة جامعية، أن استخدامها مثل هذه الكلمات يعتبر شيفرة سرية بينها وبين صديقاتها، فربما لو تحدثت بها أمام غرباء أو أمام الأهل الذين يفرضون الرقابة الصارمة لن يفهموها، ولكن تفهمها زميلاتها ويتبادلنها على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “نفضي لنفسك، وكبري دماغك” وتقال بمعنى لا تهتمي، وكذلك عبارة”خليك في كوزك لما نعوزك” وتعني عدم الرغبة في التحدث لهذا الشخص، أما كلمة “يروشن” أي يخرج على المألوف، و”يهيس” أي يقول كلاماً غير مفهوم و”يأنتخ” أي يتكاسل ولا يفعل شيئاً، وهي كلمات للسخرية من أفعال زملاء الجامعة.
الكثير من المرح
أما ريم علي، فترى أن هذه العبارات تبعث على المرح، حيث تنادي على زميلاتها بكلمة “يا حاجة” حين تريد منها أن تنهي حديثاً مع شخص غير مرغوب فيه، كما يفعل الشباب حين ينادون على زملائهم باسم “يا علي” بمعني اترك هذا الشخص، أما لفظ “دبة” فهي كلمة من الدراما السورية وتعني أنها فتاة مهملة لصديقاتها.
وصف يوم جامعي
وتقول ميرا عزيز، طالبة في كلية الصيدلة: نصف اليوم المرهق الطويل بأنه يوم “بلحة”، ونصف المحاضر الذي لا يعجبنا بكلمة “خنيق”، كما يصف الشباب المعيدة الشابة الجديدة والجميلة بكلمة “مزة” وهي شائعة كثيراً بينهم في وصف جمال البنات، بالاضافة لكلمة “أوكشة” وهي الجميلة، أما الشتيمة فهي كلمة “تيت” لأي شخص غير مهذب، أما عن الامتحان الذي يكون سهلاً ورائعاً فيكون التعبير “الهانس في الدانس”، أما عندما تكون الامتحانات صعبة فتكون كلمة “توتة”.
تحديد للعلاقة
وتستخدم، غدير صادق، كلمة “كانسل” بمعنى انهي علاقتك مع شخص ما أو مع زميلة، وتستخدم مصطلح “كبر الجي وصغر الدي” وتعني نظام التعايش مع شخص لا يوجد بينك وبينه أي تفاهم لأن الـ “جي” هي الجمجمة، والـ “دي” هي الدماغ.
وللملابس والأناقة مصطلحاتها
وتستخدم إباء يوسف، لغتها المنتقاة من السينما مع زميلاتها، حيث تصف الملابس الجميلة والأنيقة بكلمة واحدة هي “قلق”، وتصف كلمة “شفرة” البنت الجميلة جداً والبنت المتفوقة بكلمة “موس” والشفرة والموس هي أدوات الحلاقة، أما التعبير عن الإعجاب الشديد فكلمة “قلقيشن” المأخوذة أيضاً من كلمة” قلق”.
وإذا كانت هذه الكلمات موضة عابرة ولكل جيل كلماته، كما يرى الأستاذ الناقد عمرحمودة، فهو يراها أيضاً دليلاً على الانحطاط في المجتمع من كل النواحي، وربما تزول مع جيل آخر، فقد كان لجيل الثلاثينات والأربعينات والخمسينات من القرن الماضي مصطلحاته المستوحاة من بيئته وأفلامه، وزالت وانتهت من الذاكرة مثل عبارة “شيش بيش” والمأخوذة من إدمان لعب الطاولة مثلاً، التي كانت هواية الشباب في ذلك الزمن، وعبارة “نشنت يا فالح”.