أعمال عثمان بن عفان
من بين الصّحابة العظماء برز اسم عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه كواحدٍ من أهم الرّجالات الّذين بذلوا النّفس والمال في سبيل رفع راية الدّين ونصرة الإسلام والمسلمين، وقد كان سيّدنا عثمان بن عفان من السّابقين الأوّلين الّذين دخلوا في الإسلام، وتحمّلوا في سبيل الثّبات عليه الكثير من الأذى من عشيرتهم، وقد صبر عثمان وتحمّل وحمل على عاتقه همّ الدّعوة الإسلاميّة مع غيره من المسلمين، وقد كان سيّدنا عثمان يحمل من الصّفات والأخلاق الحميدة ما جعله مقربًا من رسول الله عليه الصّلاة والسّلام.
وقد كان النّبي الكريم يستحيي منه ويقول ألا أستحي من رجلٍ تستحي منه الملائكة، وقد زوّجه النّبي من ابنته رقيّه، وعندما توفّيت زوّجه بابنته أمّ كلثوم حتّى لقّب بذي النّورين بسبب ذلك، وقد تولّى الخلافة بعد وفاة الفاروق رضي الله تعالى عنه، وقد سلك فيها مسلك الخلفاء الراشدين من قبله حتّى حصل ما حصل في أواخر عهده من الفتنة والشّقاق الّذي انتهى باستشهاده رضي الله تعالى عنه وهو صائم يتلو القرآن.
أهم أعمال عثمان بن عفّان
لقد كانت لسّيدنا عثمان رضي الله تعالى عنه كثيرٌ من الأعمال الخالدة، فقد كان مشهورًا بالبذل والعطاء وإنفاق المال في سبيل الله تعالى، ومن صور ذلك نذكر:
- إنفاقه ومساهمته في جيش العسرة، فحين أراد النّبي عليه الصّلاة والسّلام تجهيز جيش العسرة أو جيش تبوك كان لسيّدنا عثمان اليد الأولى في تجهيزه؛ حيث قام بتوفير المال لشراء العدّة والمؤونة، وقد كانت نسبة مشاركته في الإنفاق على هذا الجيش تقارب الثّلث، وقد فرح النّبي الكريم بسبب هذا البذل حتّى قال ما ضرّ عثمان ما فعل بعد ذلك .
- شراؤه بئر رومة، فحينما أتى المسلمون المدينة المنوّرة مهاجرين وجدوا بئرًا يملكها رجلٌ من أهل المدينة ويبيع المال لأهلها، فشقّ ذلك على المسلمين حتّى أتوا النّبي فرغّب من يريد شراءها من المسلمين واعدًا إيّاه بعينًا له في الجنّة عوضًا، فبلغ ذلك سيّدنا عثمان فعزم على شرائها من صاحبها فاشتراها وجعلها وقفًا للمسلمين .
- توسعة المسجد النّبوي؛ فقد اشترى سيّدنا عثمان رضي الله عنه أرضاً ملاصقةً للمسجد النّبوي بعد أن ضاق بالمسلمين وقام بتوسعته.
أمّا في خلافته فقد حرص على استكمال الفتوحات الإسلاميّة؛ ففتحت في عهده أرمينية، والري، وخراسان، وسجستان، كما جمع النّاس على مصحفٍ واحدٍ بلغةٍ واحدة وهي لغة قريش، وأنشأ في عهد أوّل أسطولٍ بحري إسلامي يحمي الشّواطىء الإسلاميّة من هجمات الرّوم البيزنطيين، رحمه الله تعالى رحمةً واسعة ورضي عنه.