أشعار و قصائد عن التعاون
محتويات المقال
التعاون
إنّ التعاون من الصفات الجميلة التي يجب على المجتمع أن يتحلى بها؛ لأنّها من سبل النجاح والتقدم، وقد حثّنا الله تعالى في كتابه العزيز على التعاون في قوله (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (مَثَل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمَثَل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى)، ومن القول المأثور عند العرب (يد الله مع الجماعة).
شعر عن التعاون
- ھموم رجال في أمور كثیرة
وھميِمن الدْنیا صدیق مساعد
نكون كروح بین جسمینُ قِسمت
فجسماھما جسمان والروح واحد
- إني رأیت نملة في حیرة بین الجبال
لم تستطع حمل ال َّطعام وحدھا فوق الرمال
نادت على أخت لھا تعینھا فالحمل مال
لم یستطیعا حملھ تذكرا قوًلاُ یَقال
تعاونوا جمیعكم فالخیر یأتي بالوصال
نادت على إخوانھا جاءوا جمیًعا بالحبال
جروا معا طعامھم لم یعرفوا شیًئا محال
- وكل عضٍو لأمٍر ما یمارس
لا مشي للكف بل تمشي به القدم
- وبلوت أسباب الحیاة وقستھا
فإذا التعاون قوةٌ ونجاح
- وإن ضاع التعاون في أناس
عفت آثارھم في الضائعینا
- باركَ اللّهُ في جهودِ شبابٍ
بيدَيها مفاتيحُ الأغلاقِ
عرفوا نعمةَ التعاونِ في الخـ
ـيرِ فوافَوا به على ميثاقِ محمد مصطفى الماحي
- خابَ قومٌ أَتَوا وغى العيشِ عُزْلاً
من سلاحي تعاونٍ واتحادِ
قد جَفَتْنا الدنيا فهلا اعتصمنا
من جفاءِ الدنيا بحبل ودادِ
- بفَضْلِ الله ثُمَ التَّعَاوُنِ أَرسَت أُمَمْ
صُرُوحاً مِنَ الْمَجْدِ فوْقَ الْقِمَمْ
فلَمْ يُبْنَ مَجْدٌ عَلَى فرْقةٍ
وَلَنْ يَرتفِعْ باختِلافٍ عَلَمْ
مَعاً لِلمَعَالِي يَداً بِاليَدِ
نشِيدُ البناءَ بكُلِّ الهِمَم
فمَبدَا التَّعَاوُنِ مِنْ دِينِنا
بهِ الْلَهُ فِيْ مُحْكَمَاتٍ حَكَمْ
فمُدُّوْا أَيَادِيْكُمُ إِخْوَتِي
نعيدُ بناء مجدنا في شممْ
قصائد عن التعاون
من القصائد التي قيلت عن التعاون، اخترنا لكم ما يأتي:
واذكر له فضل التعاون
جبران خليل جبران
واذكر له فضل التعاون يقتفي
فيه طريق شقيقه المفضال
رأي به إفلاح مصر وعزّها
نسجاه من برّ على منوال
عمر إليه دعا وأحمد لم يدع
سعياً يسير به إلى الإكمال
فاليوم إذ بلغ التعاون ما نرى
في مصر من شأن ومن إقبال
فليذك في القوم الثناء عليهما
طيباً كما يذكو نسيم غوالي
ذاد الكرى عن مقلتيك حمامُ
أحمد شوقي
ذاد الكرى عن مقلتيك حمامُ
لباه شوقٌ ساهرٌ وغرام
حيرانُ، مشبوبُ المضاجعِ، ليلُه
حربٌ، وليلُ النائمين سلام
بين الدُّجى لكما وعادية ِ الدّجى
مهجٌ تُؤلِّفُ بينها الأَسقام
تتعاونان، وللتعاون أمة ٌ
لا الدهرُ يخذلها ولا الأَيام
يا أيها الطيرُ الكثير سميرة
هل ريشة ٌ لجناحه فيقام؟
عانقت أغصاناً، وعانقت الجوى
وشكوتَ، والشكوى عليَّ حرام
أمحرمَ الأجفانِ إدناء الكرى
يَهْنِيكَ ما حرَّمتْ حين تنام
حاولن منه إلى خيالك سلماً
لو سامحتْ بخيالك الأحلام
فأْذَنْ لِطَيْفِك أَن يُلِمَّ مُجامِلاً
ومؤمَّلٌ من طيفك الإلمام
بفضل التعاون
غانم الروحاني
بفضل التعاون أرست أمم
صروحاً من المجد فوق القمم
فلم يبن مجد على فرقة
ولن يرتفع باختلاف علم
معاً للمعالي يداً باليد
نشيد البناء بكل الهمم
فمبدأ التعاون من ديننا
به الله في محكمات حكم
فمدو أياديكم إخوتي
نعيد بنا مجدنا في شمم
فهذا المعلم جيلاً يربي
وهذا طبيب يزيل الألم
وهذا المهندس ينشأ صروحاً
وجهد المزارع بالخير عم
وكل الأيادي إذا اجتمعت
دنا المجد حتما لنا وابتسم
بغير التعاون لن نرتقي
وليس لنا ذكر بين الأمم
أمّة الأرانب
أحمد شوقي
يَحكون أَن أُمَّة َ الأَرانِبِ
قد أخذت من الثرى بجانبِ
وابتَهجَتْ بالوطنِ الكريمِ
ومثلِ العيالِ والحريمِ
فاختاره الفيلُ له طريقاً
ممزِّقاً أصحابنا تمزيقاً
وكان فيهم أرنبٌ لبيبُ
أذهبَ جلَّ صوفهِ التَّجريب
نادى بهم يا مَعشرَ الأَرانبِ
من عالِمٍ، وشاعرٍ، وكاتب
اتَّحِدوا ضِدَّ العَدُوِّ الجافي
فالاتحادُ قوّة ُ الضِّعاف
فأقبلوا مستصوبين رايهْ
وعقدوا للاجتماعِ راية
وانتخبوا من بينِهم ثلاثه
لا هَرَماً راعَوْا، ولا حَداثه
بل نظروا إلى كمالِ العقلِ
واعتَبروا في ذاك سِنَّ الفضْل
فنهض الأولُ للخطِاب
فقال إنّ الرأيَ ذا الصواب
أن تُتركَ الأرضُ لذي الخرطومِ
كي نستريحَ من أَذى الغَشوم
فصاحت الأرانبُ الغوالي
هذا أضرُّ من أبي الأهوال
ووثبَ الثاني فقال إني
أَعهَدُ في الثعلبِ شيخَ الفنِّ
فلندْعُه يُمِدّنا بحِكمتِهْ
ويأخذ اثنيْنِ جزاءَ خدمتِه
فقيلَ لا يا صاحبَ السموِّ
لا يدفعُ العدوُّ بالعدوِّ
وانتَدَبَ الثالثُ للكلامِ فقال
يا معاشرَ الأقوامِ
اجتمِعوا؛ فالاجتِماع قوّة
ثم احفِروا على الطريق هُوَّه
يهوى إليها الفيلُ في مروره
فنستَريحُ الدهرَ من شرورِه
ثم يقولُ الجيلُ بعدَ الجيلِ
قد أَكلَ الأَرنبُ عقلَ الفيل
فاستصوبوا مقالهُ، واستحسنوا
وعملوا من فورهم، فأحسنوا
وهلكَ الفيلُ الرفيعُ الشَّانِ
فأَمستِ الأُمَّة ُ في أَمان
وأقبلتْ لصاحبِ التدبير
ساعية ً بالتاجِ والسرير
فقال مهلا يا بني الأوطانِ
إنّ محلِّي للمحلُّ الثاني
فصاحبُ الصَّوتِ القويِّ الغالبِ
منْ قد دعا يا معشرَ الأرانب
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ
حافظ إبراهيم
لمِصرَ أم لرُبُوعِ الشَّأمِ تَنْتَسِبُ
هُنا العُلا وهُناكَ المجدُ والحَسَبُ
رُكْنانِ للشَّرْقِ لا زالَتْ رُبُوعُهُما
قَلْبُ الهِلالِ عليها خافِقٌ يَجِبُ
خِدْرانِ للضّادِ لَم تُهْتَكْ سُتُورُهُما
ولا تَحَوَّلَ عن مَغْناهُما الأدَبُ
أمُّ اللُّغاتِ غَداة َ الفَخْرِ أَمُّهُما
وإنْ سَأَلْتَ عن الآباءِ فالعَرَبُ
أَيَرْغَبانِ عن الحُسْنَى وبَيْنَهُما
في رائِعاتِ المَعالي ذلك النَّسَبُ
ولا يَمُتّانِ بالقُربى وبينَهُما
تلكَ القَرابة ُ لَمْ يُقْطَعْ لها سَبَبُ؟
إذا ألَمَّتْ بوادي النِّيلِ نازِلَة ٌ
باتَتْ لها راسِياتُ الشّأمِ تَضطَرِبُ
وإنْ دَعَا في ثَرَي الأَهْرامِ ذُو أَلَمٍ
أَجابَهُ في ذُرَا لُبْنانَ مُنْتَحِبُ
لو أَخْلَصَ الِّنيلُ والأرْدُنُّ وُدَّهما
تَصافَحَتْ منهما الأمْواهُ والعُشُبُ
بالوادِيَيْنِ تَمَشَّى الفَخرُ مِشيَتَه
يَحُفُّ ناحيَتَيْه الجُودُ والدَّأَبُ
فسالَ هذا سَخاءً دونَه دِيَمٌ
وسالَ هذا مَضاءً دونَه القُضُبُ
نسيمَ لُبنانَ كم جادَتْكَ عاطِرَة ٌ
من الرِّياضِ وكم حَيّاكَ مُنْسَكِبُ
في الشَّرقِ والغَربِ أنفاسٌ مُسَعَّرَة ٌ
تَهْفُو إليكَ وأكبادٌ بها لَهَبُ
لولا طِلابُ العُلا لم يَبتَغُوا بَدَلاً
من طِيبِ رَيّاكَ لكنّ العُلا تَعَبُ
كم غادَة ٍ برُبُوعِ الشّأمِ باكيَة ٍ
على أَليِفٍ لها يَرْمِي به الطَّلَبُ
يَمْضِي ولا حِيلَة ٌ إلاّ عَزِيمَتُه
ويَنثَني وحُلاهُ المَجدُ والذَّهَبُ
يَكُرُّ صَرفُ اللَّيالي عنه مُنقَلِباً
وعَزْمُه ليسَ يَدْرِي كيفَ يَنْقَلِبُ
بِأَرْضِكُولُمْبَأَبْطالٌ غَطارِفَة ٌ
أسْدٌ جِياعٌ إذا ما وُوثِبُوا وَثَبُوا
لَم يَحْمِهمْ عَلَمٌ فيها ولا عُدَدٌ
سوى مَضاءٍ تَحامَى وِرْدَهُ النُّوَب
أسطُولُهُمْ أمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ
وجَيْشُهُمْ عَمَلٌ في البَرِّ مُغْتَرِبُ
لهم بكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ
وفي ذُرَا كُلِّ طَوْدٍ مَسْلَكٌ عَجَبُ
لَمْ ثَبْدُ بارِقَة ٌ في أفْقِ مُنْتَجَعٍ
إلاّ وكان لها بالشامِ مُرتَقِبُ
ما عابَهُم انّهُم في الأرضِ قد نُثِرُوا
فالشُّهبُ مَنثُورَة ٌ مُذ كانت الشُّهُبُ
ولَمْ يَضِرْهُمْ سُرَاءَ في مَناكِبِها
فكلّ حَيِّ له في الكَوْنِ مُضْطَرَبُ
رَادُوا المَناهِلَ في الدُّنْيا ولو وَجَدُوا
إلى المَجَرَّة ِ رَكباً صاعِداً رَكِبُوا
أو قيلَ في الشمسِ للرّاجِينَ مُنْتَجَعَ
مَدُّوا لها سَبَباً في الجَوِّ وانتَدَبُوا
سَعَوا إلى الكَسْبِ مَحْمُوداً وما فَتِئَتْ
أمُّ اللُّغاتِ بذاكَ السَّعْي تَكْتَسِبُ
فأينَ كان الشَّآمِيُّونَ كان لها
عَيْشٌ جَدِيدٌ وفَضْلٌ ليسَ يَحْتَجِبُ
هذي يَدي عن بني مِصرٍ تُصافِحُكُم
فصافِحُوها تُصافِحْ نَفسَها العَرَبُ
فما الكِنانَة ُ إلاّ الشامُ عاجَ على
رُبُوعِها مِنْ بَنِيها سادَة ٌ نُجُبُ
لولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم
مِنّا ومِنْهُمْ لَمَا لمُنْا ولا عَتَبُوا
إِنْ يَكْتُبوا لِيَ ذَنْباً في مَوَدَّتِهمْ
فإنّما الفَخْرُ في الذَّنْبِ الذي كَتَبُوا