أسباب و أعراض تأخّر الدّورة الشّهرية
محتويات المقال
أسباب تأخّر الدّورة الشّهرية
الدّورة الشّهرية هي دورة من التّغيرات التي تحدث في بطانة الرّحم والمبيض عند المرأة خلال السّنوات، بهدف تمكين عمليّة التّكاثر فيها، ويحدث ذلك كل 28 يوماً في الدّورات المنتظمة. ويعرّف الحيض بأنّه بداية نزول الدّم من المهبل، وتكون تلك المرحلة بدايةً لمرحلة البلوغ والإخصاب، والتي تصبح فيها الفتاة قادرةً على الحمل والإنجاب، وتتراوح فترة نزول الدّم أو الحيض من ثلاثة إلى سبعة أيّام. وعند تأخّر موعد الدّورة الشّهرية، فإنّ أول سبب يخطر على بال السّيدات هو الحمل، لكنّ ما خفي كان أعظم، فالحمل ليس هو المسبّب الوحيد لتأخر الدّورة الشّهرية، وفيما يلي مجموعة من الأسباب التي قد تؤدّي إلى تأخّر الدّورة الشّهرية:
- الحسابات الخاطئة: تتميّز الدّورة الشّهرية المنتظمة بأنّها تأتي كلّ 28 يوماً. ومع ذلك فقد يختلف وقت التّبويض من شهر لآخر.
- الإجهاد: في الواقع يعدّ الإجهاد من أكثر الأسباب شيوعاً لتأخّر الدّورة الشّهرية، حيث أنّه يلعب دوراً هامّاً في حياتنا، وله تأثير فعّال على العديد من الجوانب. حيث تعمل زيادة التّوتر على إفراز الجسم كمّيات زائدة من الهرمونات، ممّا يتسبّب في عدم حدوث الإباضة أو تأخّر الدّورة الشّهرية ليوم أو يومين. ويفضّل استشارة الطّبيب حول كيفيّة التّقليل من أعراض التّوتر، حتّى تعود الدّورة الشّهرية إلى طبيعتها.
- الأمراض: يمكن لفترة المرض أن تساعد في تأخّر الدّورة الشّهرية أو منعها لفترة مؤقّتة.
- اضطربات التّغذية: يمكن أن تؤدّي اضطربات التّغذية أو نقص الوزن إلى منع الدّورة الشّهرية أو عدم انتظامها .
- زيادة الوزن: يمكن لزيادة الوزن أن تؤدّى إلى عرقلة الدّورة الشّهرية، حيث تؤدّي زيادة الوزن إلى تراكم الدّهون في الجسم وتخزين الهرمونات في الدّهون، مما يقلّل من عمل الهرمونات في الجسم، ويُأخّر الدّورة الشّهرية، ممّا يؤثر على حدوث عمليّة التّبويض، وعدم انتظامها، ومن المتوقّع أن يؤدّي إلى دورات متقطّعة وغير منتظمة.
- تكيّس المبايض: تكيّس المبايض عبارة عن عدّة أعراض متلازمة معاً، إلى جانب حدوث خلل هرمونيّ في الجسم. وقد يكون له العديد من الأعراض الظاهريّة: مثل زيادة نموّ الشّعر غير المرغوب به، وانتشار الحبوب في الوجه، والصّدر، والجسم. وقد يؤدّي إلى ارتفاع الهرمون الذّكوري في الدّم، ممّا يؤدّي إلى عرقلة التّبويض، وبالتالي تصبح الدّورة الشّهرية غير منتظمة.
- اضطرابات الغدّة الدّرقية: بعض النّساء اللواتي يعانين من اضطرابات في الغدّة الدّرقية يُنتج ذلك مشاكلاً في التبويض لديهنّ، وتأخراً في الدّورة الشّهرية، وعدم انتظامها.
- التّغير في السّاعة البيولوجيّة: أي شئ يؤدّي إلى الضّغط على الجسم يمكن أن يتسبّب في تأخّر التّبويض. فمثلاً إذا قمت في البدء في عمل جديد، أو السّفر، أو تغير وقت الاستيقاظ، فقد يحتاج الجسم بعض الوقت للتّكيف مع هذا التّغيير.
- ممارسة الرّياضة بصورة زائدة: إنّ النّساء اللواتي يمارسن الرّياضة بشكل مفرط أحياناً يكنّ أكثر عرضةً لتوقّف أو تأخّر الدّورة الشّهرية.
أعراض تأخّر الدّورة الشّهرية
من الواضح أن الأعراض قد تكون انقطاع الحيض أو ندرة الحيض، وعلى المرأة الاهتمام ومراقبة انتظام الدّورة الشّهرية، لتعرف موعد ظهور الحيض ومدى انتظامه. وقد توجد أعراض أخرى مرافقة لعدم انتظام الدّورة الشّهرية، مثل: غزارة الحيض، عسر الحيض، أو أعراض أخرى، كإفراز الحليب، والومضات السّاخنة، وأخرى عديدة.
علاج تأخّر الدّورة الشّهرية
يتعلّق علاج تأخّر الدّورة الشّهرية بالبحث في سبب تأخّر الدّورة الشّهرية. ومن شأن العلاج للأمراض المختلفة أن يكفي لعلاج تأخّر الدّورة الشّهرية، وذلك تبعاً لما يقرّره الطّبيب المختصّ، ومنها:
- وسائل منع الحمل الهرمونيّة: وسائل منع الحمل الهرمونيّة عديدة، وتشمل: حبوب منع الحمل، واللصقات الجلديّة، والحلقة المهبليّة، وحقنة منع الحمل. وجميع هذه الوسائل يُمكن استخدامها في العديد من الحالات لتنظيم الدّورة الشّهرية.
- علاج سوء التّغذية أو القهم العصابيّ: وذلك يتطلّب الحفاظ على تغذية مفيدة، بالإضافة إلى المعالجة النّفسية، واستشارة طبيب نفسي. أمّا إذا كان عدم انتظام الدّورة الشّهرية نتيجةً للنّشاط البدنيّ الزّائد، فيجب العمل على التّقليل من النّشاط البدنيّ، والقيام به بشكل معقول.
- فشل المبيض المبكّر وانقطاع الحيض الدّائم: من الطّبيعي أن ينقطع الحيض في ما حول سنّ الخمسين، ولا توجد طريقة لعلاج الأمر.
أمراض مرتبطة بتأخّر الدّورة الشّهرية
من الممكن أن يكون عدم انتظام الحيض لدى النّساء الشّابات عرضاً تحذيريّاً للنقص في المخزون الهرمونيّ، والذي قد يؤدّي بدوره إلى تخلخل العظم. ومن الممكن أن يكون تشخيص الفشل المبيضيّ أمراً معقّداً، غير أنّ التّأخر في التّشخيص والعلاج قد يزيد من خطر الإصابة بتخلخل العظم في عمر مبكّر. ويحدث تخلخل العظم كنتيجة لفقدان كثافة العظم، والذي يؤدي لضعف العظم، مع زيادة احتمال تكسّره. ويساعد الإستروجين بالإضافة إلى هرمونات التّكاثر الأخرى التي تنتج في المبيضين على المحافظة على كثافة العظام. وبالرّغم من كون تخلخل العظم أكثر شيوعاً بعد توقّف الحيض، إلا أنّ النّساء المصابات بالنّقص الهرموني، خصوصاً اللواتي أصبن بفشل المبيض المبكّر، يمكن لهنّ أن يصبن بهذه الحالة أيضاً.
انقطاع الحيض
يمكن تصنيف انقطاع الحيض إلى نوعين:
- أوّلي: وهو عدم بدء الدّورة الشّهرية إطلاقاً حتّى سنّ 16 سنةً.
- ثانوي: وفيه تبدأ الدّورة الشّهرية، لكنّها تعود وتتوقّف. ويشكّل الحمل السّبب الأكثر شيوعاً لانقطاع الحيض بين النّساء ذوات الصّحة الجيّدة. وفي الغالب لا يكون سبب انقطاع الحيض عاملاً خطيراً، لكنّ انتظار نزول الدّم، أو استيضاح سبب عدم حدوثه قد يثير القلق والتّوتر.
أعراض انقطاع الحيض
انقطاع الدّورة الشّهرية هو في حدّ ذاته عرض وليس مرضاً. فانقطاع الحيض الأوليّ هو عدم بدء الدّورة الشّهرية حتى سنّ 16 عاماً. أمّا انقطاع الحيض الثّانوي فهو عدم ظهور الدّورة الشّهرية عند امراة ظهرت عندها الدّورة الشّهرية من قبل، إذ تتوقّف لمدة تتراوح بين أربعة إلى ستّة أشهر. وفي كلّ واحدة من هذه الحالات، يجب التّوجه للحصول على التّوضيحات والرّعاية الطّبية اللازمة. وقد يكون هذا العرض مرتبطاً أيضاً بأعراض أخرى إضافيّة، مثل: كثرة الشّعر، والصّداع، واضطرابات في الرّؤية، وإفراز الحليب من الثّدي، وفـقد الوزن.
أسباب انقطاع الحيض
*الحمل: وهو السّبب الأكثر شيوعاً لتوقّف الدّورة الشّهرية لدى النّساء في سنّ الإنجاب.فخلال فترة الحمل يتمّ زرع الجنين في بطانة الرّحم، ممّا يمنع تفكّكها وسقوطها على شكل نزيف دمويّ، وهو الدّورة الشّهرية.
- علاج لمنع الحمل: حبوب منع الحمل تمنع الحيض. وعند التّوقف عن تناولها يمكن أن تستغرق عودة الحيض بشكل منتظم فترةً تصل إلى ستة أشهر. ويمكن أيضاً للعلاجات المختلفة التي تحقن أو تدخل في المهبل أن تمنع ظهور الدورة لفترات طويلة من الزّمن.
- الإرضاع: فقد لا يظهر نزيف الدّورة الشّهرية خلال فترة الإرضاع الطبيعيّة، على الرّغم من وجود الإباضة. لكن من المهمّ التأكيد على أنّ عدم ظهور الدّم لا يعني بالضرورة أنّه لا يمكن أن يتمّ حمل أثناء فترة الإرضاع الطبيعيّة.
- الاضطرابات الهرمونيّة: وعادةً ما تعاني النّساء في هذه الحالة من: الوزن الزّائد، والنّزيف الحادّ أثناء الحيض، وحبّ الشّباب، وكثرة الشّعر (الشّعر الزّائد).
- نقص الوزن: عند النّساء ذوات الوزن المنخفض جدّاً، أو اللاتي يعانين من اضطرابات في الأكل، مثل فقد الشهية.
- بذل جهود جسمانيّة كبيرة: إنّ المرأة التي تشارك في أنشطة رياضيّة مكثّفة، مثل رقص الباليه، والرّكض لمسافات طويلة، والجمباز، أو أيّ رياضة أخرى تتطلّب بذل مجهود كبير، تحدث لديها اضطرابات في انتظام الدّورة الشّهرية.
علاج انقطاع الحيض
علاج انقطاع الحيض يتوقّف على العامل الأوّلي المسبّب للاضطراب. ويشمل العلاج تعليمات لتغيير نمط الحياة، سواءً أكان السّبب هو الضّغط النّفسي أو مشكلة في الوزن، أو العلاج الدّوائي، إذا كانت المشكلة في الغدّة الدّرقية أو اضطرابات هرمونيّة، والعلاج الجراحيّ في حال وجود ورم في الغدّة النّخامية. وعلى أيّ حال، فإنه من المهم جدّاً اتّباع نظام غذائيّ صحيّ متوازن، وممارسة النّشاطات الرياضيّة، وخفض الضّغط والتوتّر النّفسيين. وفي حال وجود اضطراب في انتظام الدّورة الشّهرية، فمن الأجدى توثيق مواعيد ظهور الدّورة، وعرضها على الطّبيب، لتقديم المشورة والمساعدة الملائمة للحالة.