أسباب تلوث الهواء
كل شيء في هذا الكون مخلوق لغاية وغرض محددين، فلا يمكن لأي عنصر من عناصر الكون العمل بشكل منفرد، إذ تتكامل العناصر وتتكامل الأهداف التي خلقت لأجلها هذه العناصر معاً، فلا يمكن – على سبيل المثال – أن يستغني الحيوان عن النبات أو أن يستغني الإنسان عن النبات أو الحيوان أو أن يستغني النبات عن الماء أو الغيوم عن الرياح أو النبات عن الهواء أو الهواء عن النبات والحيوان والإنسان، كل هذه العناصر وغيرها الكثير تتأثر وتأثر بشكل مباشر أو غير مباشر على بعضها البعض بحيث تنتج المنظومة الكونية المتكاملة التي تجعل جميع الكائنات والمخلوقات والكائنات تعيش لأجل تحقيق غاياتها التي خلقت لأجلها.
ولما كانت هذه العناصر مترابطة ارتباطاً وثيقاً مع بعضها البعض فإن أي خلل سيظهر على أحدها سيُخلُّ بأداء باقي العناصر وسيؤثر عليها وربما يهدد بقاءها، فمثلاً إذا شحت المياه لسبب أو لآخر سينتشر الجفاف، و إذا قلَّ الغطاء النباتي في منطقة معينة سيقل التواجد الحيواني فيها وبالتالي ستتهدد حياة الإنسان، وإذا أصاب الهواء خللٌ معين ستتهدد حياة جميع الكائنات، إذ لا يمكن الإستغناء بأي شكلٍ من الأشكال عن الهواء ومحتوياته من غازات وأبخرة وغيرها، إذ تدخل الغازات الموجودة في الهواء إلى داخل الكائنات الحية، كلٌّ حسب احتياجه، لتضمن الكائنات الحية بقائها، فإذا تسربت الغازات السامة والتي تلوث الهواء كانت النتيجة الحتمية موت الكائنات الحية وتناقصها في المناطق ذات التلوث الهوائي.
السبب المباشر والرئيسي للتولث الهوائي هو الإنسان، وخصوصا في القرون الأخيرة، حيث شهدت هذه القرون ثورات صناعية هائلة خصوصاً بعد اكتشاف الفحم والنفط والوقود والتي تعتبر العدو الأكبر للبيئة والهواء نتيجة لما تصدره من غازات سامة خلال احتراقها، كغاز أول أكسيد الكربون الذي ينتج من عملية الاحتراق غير الكامل لأنواع الوقود وغاز ثاني أكسيد الكربون والذي ينتج من عملية الاحتراق الكامل للوقود، إلا أن غاز ثاني اكسيد الكربون هو غاز ضروري لعملية التنفس النباتي، ولكن التوغل الحاصل في بعض مناطق الكرة الأرضية على الغطاء النباتي والذي ساهم إلى تراجعه وتناقصه، زاد من نسبة تركيز هذا الغاز في الجو مما أدى إلى أضرار على الحيوان والإنسان، خصوصاً وأنَّ هذا الغاز ينتج أيضاً من عملية التنفس في الإنسان والحيوان.
ومن أسباب زيادة التلوث الجوي تراكم النفايات التي ساهمت في انبعاث الروائح والغازات السامة إلى الجو، إضافة لما ينتج من التلوث الإشعاعي من التفجيرات النووية وغيرها.
حاولت بعض الدول مكافحة هذا التلوث عن طريق وضع تشريعات صارمة على المناطق الصناعية، ومراقبة الغازات المنبعثة من عوادم السيارات، ووضع حد للتفجيرت النووية والمواد الإشعاعية والمفاعلات النووية، والتقليل من إستخدام الوقود في إنتاج الكهرباء وإستبداله بالموارد البديلة والنظيفة للطاقة كطقة الرياح والطاقة الشمسية وطاقة المياه.