واحة سيوة
تقع واحة سيوة المصريّة في الصحراء الغربيّة من مصر وتحديداً تتوسط منخفض القطارة وبحر الرمال المصريّ، وبالنسبة لمحافظة مرسى مطروح فسيوة تقع في الجهة الجنوبيّة الغربيّة منها وتتبع هذه المحافظة إداريّاَ وهي تبعد عن ساحل البحر الأبيض المتوسط ما يُقارب حوالي 300 كيلومتر، وفي منطقة واحة سيوة تقع منطقة شالي والتي يوجد بها آثار تتمثل في المعبد الفرعونيّ والقلعة الأثريّة، وقد تَمّ اكتشاف أقدم آثار أقدام بشريّة على سطح الأرض فيها. وتُعد سيوة من المحميّات الطبيعيّة في مصر، وهي تنخفض إلى ما يُقارب حوالي 18 متر تحت سطح الأرض، ويصل عدد سكانها إلى ما يُقارب حوالي 30 ألف نسمة والغالبيّة العُظمى منهم من البربر ويتحدثون بالسيويّة.
كون أنّ هذه الواحة تتسم بالعزلة فإنّ أهل سيوة استمروا في الحفاظ على عاداتهم وتقاليدهم الموروثة ولغاتهم القديمة. وتعتبر سيوة البوابة الشرقيّة للأمازيغ أي أنّ السيويين هم بالأصل من الأمازيغ الذي أتوا إلى هذه المنطقة وتجمعوا وعاشوا فيها، فأهل سيوة هم نفسهم البربر وهم نفسه الأمازيغ المصريين، وتنسب لغتهم إلى لغة الأمازيغ وتعرف لهجتهم بالتاسيويت أو اللهجة السيويّة وهم أيضاً يتحدثون العربية باللهجة المصريّة. ويقسم الأمازيغ إلى عشرة قبائل وهم الحدادين واللحمودات والزناين والجواسيس والسراحنه والشحايم وأغورمى وأم الصغير وأيت موسى والشرامضه. والجدير بالذكر أنّ أصل قبيلة أغورمى من المغرب وقبيلة الزناين تعتبر من فروج قبيلة الزناتة المشهورة والموجودة في الجزائر، أمّا القبائل المُتبقيّة فهي بالأصل أتت في عهد الفراعنة مع ملك الأمازيغ شيشنق. ويعتبر المجتمع السيوي مجتمعاً محافظاً فهناك فصل ما بين الذكور والإناث ولا تجد السيدات والفتيات تتجول في الشوارع فهم يقضون وقتهم في البيت في معظم الأحيان.
هناك تنوع بالحياة البريّة في واحة سيوة فهي تحتوي على ما يُقارب حوالي 28 نوعاً من الثديات ومنها الثعالب والغزلان إضافة إلى وجود 164 نوعاً من الطيور، و52 نوعاً من الحشرات وحوالي 32 نوعاً من الزواحف ونوعين من البرمائيّات. وتمتاز طبيعتها بوجود تكوينات صخريّة غاية في الجمال، وقد تَمّ الكشف من خلال الحفريّات وجود كائنات بحريّة يعود تاريخها إلى ما يقارب 30 مليون سنة أو أكثر. ويوجد في واحة سيوة حوالي اكثر من 320 عين من عيون المياه الطبيعيّة ومنها عين أبو شروف والتي يوجد فيها عيون ساخنة من الماء، يوجد أيضاً عين حمام كليوبترا، و كما يوجد بحيرات مالحة مثل بحيرة الزيتون وهذه ترسب الملح على شواطئها فيبدو منظرها وكأنّها ثلج. وهناك معبد أمون وجبل الموتى والتي عثر فيها على مومياءات ومقابر للأسرة 26 وهناك ما يعود منهها لعهد الرومان وهناك يعتقد بأنّ الإسكندر الأكبر قد دفن فيها.