موت محمد علي باشا
محتويات المقال
محمد علي باشا
هو محمد علي باشا المسعود بن إبراهيم آغا القوللي، ولقب بالعزيز أو عزيز مصر، ويعدّ مؤسساً للأسرة العلويّة، وكان والياً على البلاد المصريّة التي دامت إلى ثلاثة وأربعين عاماً، وكانت بداية ولايته مليئةً بالحروب ضدّ المماليك، والإنجليز، والثوار اليونانيين، واستطاع أن يبسط سيطرته على الكثير من الدول الأخرى بفضل قوته آنذاك كالسودانيّة، والشاميّة، والحجازيّة، والموريّة، والطاشوزيّة، والكريتيّة، وكان يمتلك القدرة إلى الإطاحة بالدولة العثمانيّة إلّا أنّه لم يقم بذلك؛ لأنّها تتعارض مع مجموعة المصالح المتفق عليها مع الدول الغربيّة، وله دور كبير في النهضة المصريّة من الجوانب العسكريّة، والتعليم، والزراعيّة، والتجاريّة.
نشأة محمد علي باشا
ولد الباشا في اليوم الرابع من شهر مارس لعام 1769 ميلاديّة لأحد الأسر الألبانيّة في مدينة تُعرف باسم قولة توجد في مقدونيا، وتتبع إدراياً إلى الجزء الشماليّ من البلاد اليونانيّة، ويعدّ أبوه إبراهيم آغا رئيس الحرس المنوط بخفارة الطريق، وكان تاجراً للتبغ، وأنجب والده سبعة عشر ولداً، لم يعش منهم سوى هو نفسه، وتوفي والده، ووالدته قبل أن يكمل الرابعة عشر من عُمره، فكفله طوسون الذي توفي بعد فترة، ثم كفله بعدها حاكم قوله الشوربجي إسماعيل، ودخل بعد ذلك سلك الجنديّة، وكان شجاعاً، ومقداماً، وبعدّ مرور فترة من العمل زوجه الحاكم بأحد الفتيات الحسنوات والتي عُرفت باسم أمينة هانم، وأنجب الباشا منها ثلاثة أولاد وهم إبراهيم، وطوسون، وإسماعيل، وابنتان.
بايع أعيان الشعب الباشا في اليوم السابع من شهر مايو لعاك 1805 ميلاديّة في دار المحكمة على أن يكون والياً على البلاد المصريّة، وعلى الرغم من الخطر الكبير الذي كان يواجه من المماليك بزعامة محمد بك الألفيّ الذي دعم الإنجليز بطرد الفرنسيين من مصر، وهذا ما حدث بعد مرور ثلاثة أشهر من حكمه بهجوم من المماليك على العاصمة القاهرة، حيث لم يتمكنوا من احتلالها بسبب الحنكة العسكريّة التي كان يتمتع بها.
وفاة محمد علي باشا
عانى محمد علي باشا خلال فترة حكمه القصيرة من المرض، وقد وصل إلى مرحلة الخرف؛ لذلك لم يقم أحد بإخباره بوفاة ابنه إبراهيم، وعاش الباشا بعد وفاة ولده لشهور قليلة، وفي اليوم الثاني من شهر أغسطس من عام ثمانمئة وتسعة وأربعون بعد الألف ميلاديّة توفي الباشا عن عمر يناهز الثمانين من عُمره في قصر رأس التين الموجود في مدينة الإسكندريّة المصريّة، ودفن في العاصمة القاهرة، وكانت مراسم الجنازة معتدلةً جداً من حيث الحضور؛ وذلك لأنّ الوالي عباس حلمي كان يمتلك مجموعة من الآراء التي تختلف تماماً مع أقارب الباشا وخاصةً عمه وجدّه.