مهارات الاتصال
تحتاج جميع الكائنات الحية إلى التواصل مع بعضها البعض، ومن ضمنهم الإنسان الذي يعتبر من الكائنات الاجتماعيّة إذ إنّه يحتاج إلى الاتصال مع الآخرين كي يستمر في حياته، ويقوم كل نوع من الكائنات الحيّة بالتواصل مع بعضهم البعض بطريقة مختلفة عن باقي الكائنات الحية، إلّا أنّ الإنسان يمتاز بطريقة مميّزة في التواصل تختلف عن باقي الكائنات الحيّة كلّها وهذا يرجع إلى الذكاء الموجود في الإنسان والناتج عن وجود العقل الذي يمتاز به الإنسان، حيث يقوم الإنسان بالتواصل عن طريق مهارات الاتصال المختلفة، وهي المهارات التي من خلالها يقوم الناس بالتواصل مع بعضهم البعض حيث يتم من خلالها نقل أفكارهم المختلفة إلى باقي الأشخاص ويقوم الشخص الآخر بتحليلها في الدماغ وفهم هذه الرسائل، وتختلف طريقة إرسال وفهم هذه الرسائل باختلاف مهارات الاتصال المتنوعة من شخص إلى آخر، حيث يمتلك بعض النّاس مهارات اتّصالٍ عالية جداً يستطيعون من خلالها إيصال المعلومات المختلفة إلى الناس بطريقة سهلة وبسيطة مهمّا كانت الأفكار التي يقومون بنقلها معقدّة.
وتبدأ مهارات الاتصال بالقدرة على التعبير عن النّفس والتي تحتاج في البداية إلى التمكُّن من اللُّغة بشكل جيّد، حيث يساعد امتلاك كميّة واسعة من المصطلحات المختلفة على التعبير بشكل أفضل عمّا تريد إيصاله من أفكار وتُعتبر اللّغة المهارة الأهم التي يجب امتلاكها والتي تفيد في جميع أنواع التواصل المختلفة، كما أنّ مهارات الاتصال تختلف بحسب طريقة الاتصال أيضاً، حيث تَختلف المهارات المُستخدمة عند التواصل وجهاً إلى وجه عن تلك التي يتم استخدامها في التواصل عن طريق الكتابة.
وعلى سبيل المثال يحتاج الإنسان عند التواصل وجهاً إلى وجه مع الشخص الآخر إلى مهارات معيّنة والتي يًعتبر الاستماع أهمّها، فمن المهم من أجل التّواصل بشكل جيّد أن تقوم بالاستماع أكثر ممّا تقوم بالتحدُّث وبشكل كبير جداً، ويختلف الاستماع عن السَّمع إذ إنّ السَّمع يُعتبر أحد الحواس التي يمتلكها الإنسان ولا يستطيع التحكُّم بها ولا تتطلّب التركيز أيضاً، أمّا الاستماع فيعتبر الإدراك الفعلي لما نقوم بسماعه وفهمه جيّداً عن طريق الدماغ وتحليله بشكل منطقي، كما أنّ المهارة في التحكُّم بلغة الجسد ونبرة الصوت تعتبر أحد المهارات المُميّزة والتي لا يستطيع الكثير من النّاس التحكُّم بها بشكل جيّد، ولكنّها تلعب دوراً مهمّاً في التواصل حتّى من دون أن نُدرك ذلك، فنحن نقوم بتحليل لغة الوجه ونَبرة الصّوت والتفاعل نتيجةً لها من دون أن نقوم بإدراك ذلك، ومهارات الاتصال متعدّدة وتتطلّب تدريباً كي تتمكّن من إتقانها واستخدامها بفعاليّة أثناء التواصل مع الآخرين.