من هو خطيب الرسول
هو الصّحابي ثابت بن قيس بن شمّاس زوج جميلة بنت عبد الله بن أبي بن سلول ، وأنجب منها ولداً وسماه محمداً ، كما تزوّج حبيبة بنت سهل التي وقعت معها قصّة الخلع المشهورة ، وقِيل بل كان ذلك مع جميلة .
كان ثابت خطيب رسول الله وخطيب الإسلام ، وكانت الكلمات تخرج من فمه صادعة جامعة رائعة ، ففي عام الوفود أذن له الرسول بأن يجيب على خطيب وفد بني تميم . شهد ثابت مع الرسول غزوة أحد والمشاهد بعدها ، وشارك مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين فى غزوة بدر ، كما شهد مع المسلمين بيعة الرضوان ، وكانت فدائيّته وجهاده فى الحروب والمعارك من الطّراز الفريد .
كما كان ثابت في حروب الردّة في المقدّمة دائماً ، يحمل راية الأنصار ، ويضرب بسيف لا يكبو ، وفي معركة اليمامة ، رأى ثابتٌ وقع الهجوم الذي شنّه جيش مسيلمة الكذاب على المسلمين أوّل المعركة فصاح بصوته : ( والله ، ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله )ثم ذهب غير بعيد ، وعاد وقد تحنط ، ولبِس أكفانه .
وانضم إلى ثابت سالم مولى أبي حذيفة والذى كان يحمل راية المهاجرين ، وحفر الاثنان لنفسيهما حفرة عميقة ثم نزلا فيها قائمين ، وأهالا الرمال عليها حتى غطّت وسط كل منهما . فكان ثابت بن قيس يتوقع الشهادة فى حياة رسول الله ، والموقف الذى جعل ثابت بن قيس يتوقّع شهادته فى حياة الرسول هو عندما أنزل الله تعالى قوله : ( يا أيها الذين امنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ) ، فعندما سمع ثابتٌ بقول الله تعالى رجع الى بيته وأغلقه على نفسه ، فافتقده رسول الله فسأل عنه ، فجاء ثابت بن قيس إلى رسول الله وأخبره خبره وقال لرسول الله : أن الله عز وجل يقول لا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي وأنا جهير الصّوت فأخاف أن يكون حبط عملي ، فقال له رسول الله : لست منهم يا ثابت فإنّك سوف تعيش حميداً وتقتل شهيداً ، ويُدخلك الله الجنة .
إنّ الإنسان يوصي قبل أن يموت ، إلا ثابت بن قيس فقد أوصى بعدما مات ، وهذه كرامة من الله عز وجل لثابت بن قيس ، عندما كان خارجاً إلى يوم اليمامة مع خالد بن الوليد ، فلمّا التقوا انكشفوا فقال ثابت وسالم مولى أبى حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله، ثم قام كل منهم بحفر حفرة لكل منهما، فثبتا وقاتلا حتى قتلا ،وكان على ثابت يومها درع له نفيسة، فمرّ به رجل من المسلمين فأخذها، فبينما كان رجل من المسلمين نائم ، فجاءه ثابت فى منامه وقال له : إنِّي قُتلت أمس وقام رجل من المسلمين بأخذ دِرعي ، فأتى الرجل فبعث إليَّ الدّرع فأتى به ، وحدّث أبو بكر عنه برؤياه فأجاز وصيته بعد موته .