من هو اول من أسلم من الموالي
محتويات المقال
دعوة الرَّسول صلى الله عليه وسلم
أنزل الله سبحانه وتعالى الوحي على النّبي صلى الله عليه وسلم آمرًا إياه بالدَّعوة إلى عبادة الله وحده لا شريك له والكُفر بعبادة الأصنام والأوثان، وأنْ يبدأ بعشيرته وأهل مكّة، ومنذ ذلك الحين قرر النّبي صلى الله عليه وسلم الدَّعوة سرًّا؛ لمعرفته بقومه حيث كانوا جُفاة لا دِين لهم إلا عبادة الأوثان، ولا سبيل لديهم في حل المشاكل إلا السَّيف، كذلك في الدَّعوة السِّرية سيتوجّه بها إلى من يعرف فيه الخير وحبّ الحق، ويثق ويطمئن إليه من أهله وعشيرته وأصدقائه وندمائه ومواليه.
الرَّعيل الأول
هم من توجّه لهم النَّبي صلى الله عليه وسلم عارضًا عليهم الدُّخول في الإسلام، ممّن يتوسم فيهم الخير والصَّلاح وتقبل الدِّين الجديد، وهم من عُرفوا فيما بعد باسم السَّابقين الأوَّلين؛ ممّن كُتب لهم السبق إلى دُخول الإسلام وقد أسلموا جميعهم في يومٍ واحدٍ، وهم:
أوّل من أسلم من الموالي
زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ رضي الله عنه، وكان قد أُسر في الجاهلية؛ فاشتراه حكيم بن حزام ثُمّ وهبه لعمته خديجة بنت خويلد التي وهبته للرَّسول صلى الله عليه وسلم، وعندما علم أبوه حارثة بالأمر جاء إلى الرَّسول لفِداء ابنه؛ فما كان من نبيّ الإنسانيّة إلا أن دعا زيدًا وخيّره ما بين البقاء أو الذّهاب مع أبيه؛ فاختار البقاء مع الرَّسول، ممّا حدا بالرَّسول إلى أنْ يُعلن على الملأ من قوم قريش أنّ زيدًا ابنه بالتَّبني وارثًا موروثًا وكان ذلك قبل النُّبوة؛ فأصبح يُدعى زيد بن محمد بن عبد المطلب حتى جاء الإسلام؛ فأبطل التَّبني وعاد يُدعى زيد بن حارثة، وعندما عرض الرَّسول الإسلام على مولاه زيد آمن على الفور.
أول من أسلم من الرِّجال
أبو بكرٍ الصِّديق رضي الله عنه؛ فهو الصديق الحميم للرَّسول قبل البِعثة وقد سارع إليه النّبي صلى الله عليه وسلم يُخبره بكرامة الله له بالرِّسالة، ويدعوه للإيمان به وبدعوته؛ فآمن رضي الله عنه دون ترددٍ؛ فكان إيمانه أعدل شهادةٍ على صدق صديقه صلى الله عليه وسلم.
أول من أسلم من النِّساء
أم المؤمنين خديجة بنت خويلدٍ رضي الله عنها زوجة الرَّسول صلى الله عليه وسلم الأولى وأمّ جميع أبنائه ما عدا إبراهيم، الزَّوجة التي وقفت إلى جانب زوجها وساندته وعاونته على نشر الإسلام، وعلمت من ابن عمها ورقة بن نوفل بأنّ الذي نزل على زوجها في غار حراء هو جبريل عليه السلام؛ فعرفت ببعثة زوجها وآمنت به قبل الجميع؛ لتكون نِعم الزَّوجة.
أوّل من أسلم من الصِّبيان
علي بن أبي طالبٍ رضي الله عنه ابن عمّ الرَّسول صلى الله عليه وسلم وكان صبيًّا تحت كفالته ومقيمًا عنده، ويتكفّل الرَّسول بطعامه وشرابه وملبسه ومسكنه وكلِّ أمره؛ لأنّ قريشًا في تلك الفترة أصابتها مجاعة، وكان أبو طالبٍ عم النّبي صلى الله عليه وسلم كثير الأبناء؛ ممّا اضطر بالعباس بن عبد المطلب إلى كفالة جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهما، وكفل النَّبي صلى الله عليه وسلم عليًّا فكان في بيته كواحدٍ من أبنائه، وعند نزول الوحي كان قد بلغ من العُمر عشر سنينٍ، وكان يرافق الرّسول في كُلّ أعماله؛ فلمّا دعاه للإيمان بالله أجاب دعوته؛ ليكون أوّل الصِّبيان إيمانًا.