من هو الجاحظ ؟ !

هو أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الكناني الليثي العربي

، ولد في البصرة سنة ـ . توفي أبوه وهو طفل ، وتعلم في أحد كتاتيب البصرة ، وتلقى اللغة والفصاحة شفاها من العرب في المربد . اتصل بالعلماء والأدباء الذين تصدروا الحركة الفكرية والأدبية ، وكانت البصرة مجمعا للعلماء والأدباء يجتمعون في مسجدها ، فتتلمذ عليهم ، وهم الذين عرفوا بالمسجديين . ثم شخص إلى بغداد ، وأخذ عن كبار علمائها في اللغة والأدب والدين .
نشأ نشأة الفقراء الذين يعتمدون على أنفسهم ؛ فكان يبيع الخبز والسمك بناحية من البصرة ، وكانت أمه تمونه في حداثته ، ويظهر أنها ضاقت بإقباله على الكتب والدراسة ؛ لأنه لما طلب يوما طعاما جاءت له بطبق به كراسات ، فقال لها : ما هذا؟ قالت: هذا هو الذي تجيء به ، فخرج مغتما ، وجلس في الجامع ، فلما رآه يونس بن عمران قال له : ما شأنك ؟ فحدثه ما صنعت أمه ، فاصطحبه معه إلى منزله ، وقدم إليه الطعام ، وأعطاه خمسين دينارا ، فمضى الجاحظ إلى السوق ، واشترى دقيقا وطعاما ، ومشى إلى داره مزهوا ، والحمالون من ورائه ، فلما رأت أمه ذلك دهشت وقالت : من أين لك هذا ؟ فكانت إجابته ردا على سخريتها بكتبه ، إذ قال لها : من الكراريس التي قدمتها إلي .
ما كاد الجاحظ يكتهل حتى ذاع صيته ببغداد وسامراء ؛ فاتصل بالخلفاء والوزراء ؛ ذلك أن المأمون قرأ كتاب ” الإمامة ” للجاحظ فأعجب به ، فاستدعاه ، وطلب منه أن يؤلف كتابا في ” العباسية ” فألفه ، فعينه في ديوان الرسائل ببغداد ، ولكن الجاحظ لم يبق بالديوان غير ثلاثة أيام ، واستعفى .
وفي عهد المعتصم استخدمه محمد بن عبدالملك الزيات كاتبا له ، فانقطع إلى ابن الزيات مدة وزاراته الثلاث ، وأهدى إليه كتاب الحيوان ، فكافأه بخمسة آلاف دينار.
كان الجاحظ في عصر كل من المأمون والمعتصم والواثق وسنوات من عصر المتوكل يكثر التردد على بغداد ، ويقيم بها ، ويتصدى للتدريس والتعليم والمناظرة.
اتصل الجاحظ بالفتح بن خاقان ، الحسن بن وهب ، وإبراهيم بن العباس الصولي، وأحمد بن أبي دؤاد.
تقدمت بالجاحظ السن ، وأصيب بالفالج ( الشلل النصفي ) فلزم بيته حتى توفي عن ست وتسعين سنة قضاها في القراءة والتأليف .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى