مكان ولادة سيدنا عيسى
محتويات المقال
ولادة سيدنا عيسى
في يومٍ من الأيّام المباركة بزغ نجم نبيّ من أنبياء الله، شاء له سبحانه أن يكون آيةً للعالمين ودلالة على قدرته سبحانه وإعجازه في الكون، فقد ولد سيّدنا عيسى عليه السّلام من أمّ بلا أب كما شاء الله أن يوجد آدم عليه السّلام من قبل بدون أن يكون له والدين، فالله سبحانه وتعالى أمره بين الكاف والنّون فإذا أراد شيئاً فإنّما يقول له كن فيكون.
مكان ولادة سيدنا عيسى
لقد بدأت أحداث الولادة المباركة لسيّدنا عيسى عليه السّلام حينما جاء الملك إلى السّيدة الطّاهرة مريم بنت عمران ليخبرها ببشارة الله تعالى لها بأنّه سوف يهبها غلاماً زكيًّا طاهراً، ولقد تلقّت السّيدة الطّاهرة هذه البشارة بكثيرٍ من العجب والفزع، فلقد كانت مشهورة بالعبادة والصّلاح بين قومها من بعد أن اصطفاها الله تعالى لخدمة بيته المقدس وفضّلها على نساء العالمين، وقد خشيت من كلام قومها في عرضها ولكنّ الله تعالى ثبّت قلبها وربط عليه وأراها سبحانه من المعجزات ما سكنت له نفسها حيث جعل من تحتها نهراً جارياً لتشرب منه كما أسقط عليها الرّطب لتأكل منه فتقرّ عينها إلى وعد ربّها ومعيته لها، وعندما جاءها المخاض ولدت مريم سيّدنا عيسى عليه السّلام من بعد أن نفخ فيها الرّوح في منطقة بيت لحم في الأرض المباركة فلسطين.
قصة تكلّم عيسى في المهد
بعد أن ولدت مريم عيسى عليه السّلام حملته وأتت به قومها، وعندما رأها القوم تعجبّوا من صنيعها وبدت عليهم علامات اللّمز والهمز، وقد اعتذرت مريم عن الكلام وأشارت إلى ابنها، فزاد القوم تعجباً وقالوا: كيف نكلّم من كان في المهد صبيًّا صغيراً، لا يعقل، وفجأة خرج من الفم الطّاهر كلماتٍ أبهرت السّامعين وأسرت عقولهم بيّن فيها المولود أنّه عبد الله الذي آتاه الكتاب وجعله نبيًّا، وأنّ الله أوصاه بالصّلاة والذّكر وجعله برًّا بوالدته ومباركاً اينما كان.
أيّد الله سبحانه وتعالى نبيّه عيسى عليه السّلام بعددٍ من المعجزات التي تدلّ على صدق رسالته، فلقد كان يبرىء الأكمه والأبرص ويحيي الموتى بإذن الله، وينبّىء القوم بغيبّات أطلعه الله عليها، ولقد آمن به جماعةٌ من قومه كان أقربهم إليه الحواريّون وكاد له آخرون حتّى همّوا أن يشوا به إلى الحاكم، وقد تعرّض عليه الصّلاة والسّلام إلى محنةٍ شديدة ولاقى أذىً كثيراً حتّى شاء الله أن يخلّصه من مكر أعدائه ويرفعه إليه.
إنّ نزول سيّدنا عيسى عليه السّلام من السّماء إلى الدّنيا هو من علامات السّاعة التي تدلّ على اقترابها حيث ينزل ليقتل الخنزير ويكسر الصّليب ويضع الجزية ويقتل الدّجال ويكون حكماً عدلاً بين النّاس.