مفهوم المعرفة
المعرفة تعني إدراك الحقائق إدراكاً تاماً، بالإضافة إلى عملية جمع المعلومات وتعلم الطريقة الصحيحة التي بهذه العملية. ولا تقف المعرفة عند جمع المعلومات فقط بل تشمل عمليات أخرى كتحليل هذه المعلومات المكتسبة والتعامل معها بطريقة صحيحة عن طريق توظيفها بشكل جيد ليبني عليها ما هو جديد. في الحقيقة فإن العملية المعرفية ما هي إلا تفاعل بين الإنسان وبين المواضيع المختلفة، وهذا التفاعل هو تفاعل يعطي أكله وثماره.
طرق الحصول والتوصل إلى المعرفية عديدة، فمنها على سبيل المثال، التأمل في ما يجري من حول الإنسان من متغيرات وأحداث أو وقائع، أو من خلال معرفة ما مر الآخرون به من تجارب والأفكار التي عصفت بعقولهم، إضافة إلى ضرورة البحث في كل شيء سواء كان جديداً من قديماً، فلا يوجد أي شيء تنعدم الفائدة منه، إذ أن كل ما يتواجد حول الإنسان من آراء وأفكار ومعتقدات مهما كانت صفتها هي في نهاية المطاف تمتلك الحد الأدنى من الفائدة، ولكن مقدار هذه الفائدة نسبي، ولا يمكن الحكم على أي مصدر من المصادر المعرفية بأنه ذات فائدة أم لا إلا عن طريق الغوص في أعماقه ودراسته، ومن ثم إعطاء الرأي العلمي فيه.
أنواع المعرفة متعددة فمنها – على سبيل المثال – المعرفة الحسية، وهي المعرفة المكتسبة عن طريق الحواس الخمسة التي حبانا الله تعالى بها، في حين أن النوع الثاني من أنواع المعرفة هي المعرفة الفلسفية وهذا النوع من أنواع المعرفة هي التي تعتمد على التأمل والتحليل واستعمال المنطق إلى أبعد، واكتشاف الأسباب الكامنة والخفية وراء كل ما يحدث حولنا من ظواهر. أما النوع الثالث من أنواع المعرفة فهي المعرفة التجريبية والتي يتم اكتسابها عن طريق التجربة العملية وجمع البيانات وتحليلها.
المعرفة تعني القوة، هذه هي الحقيقة التي تغيب عن أذهان العديد من الناس، فمن يمتلك المعرفة هو الذي يهيمن، وكلما امتلكنا معرفة أكبر كلما ازدادت السيطرة، إلى أن نصل إلى المعرفة المطلقة التي لا يمتلكها إلا الله تعالى، والتي لا يمكن لأي مخلوق سواه أن يمتلكها، لهذا السبب نجد أن الله تعالى هو المهيمن على كل شيء، والمسيطر ذو القوة العظيم. ولكن إذا ما نظرنا وسلطنا المجهر على المعرفة النسبية المنتشرة بين البشر نجد أن الدول العظمى هي دول ذات معرفة أكبر من غيرها من باقي الدول، وإذا ما كبرنا الصورة أكبر ووصلنا إلى المستوى الفردي، نجد أن العلاقة ذاتها هي الحاكمة والمسيطرة على هذه الحياة.