متى يقال دعاء الاستفتاح
اختلفت المذاهب الفقهيّة في دعاء الاستفتاح سواء كان قبل تكبيرة الإحرام أمّ بعدها إلا أنّ القول الرّاجح بأنّه بعد تكبيرة الإحرام وقبل بداية قراءة سورة الفاتحة، كما ورد في شرح منتهى الإرادات عن تكبيرة الإحرام:(قبل التكبير تقول شيئاً، قيل لأحمد، قال: لا، يعني ليس قبله دعاءٌ مسنونٌ، إذ لم ينقل عن النّبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه رضي الله تعالى عنهم أجمعين)، والقول الرّاجح عند أهل العلم والمشروع بأنّ ينوي الشّخص الصّلاة ويستقبل القبلة ويكبّر تكبيرة الإحرام ويقول دعاء الاستفتاح وهو سنةٌ محبّبة لمن فعلها ويُثاب فاعلها ولا يُحاسب تاركها ولكنها سنةٌ من سنن نبيّنا الكريم، وعلينا الاقتداء بنهجه الكريم.
وردت عدةٌ من الصّيغ لدعاء الاستفتاح عن الرّسول صلى الله عليه وسلم ومن هذه الصّيغ (سبحانك اللّهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدّك، ولا إله غيرك)، (اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب)، ((اللهم نقّني من خطاياي كما يُنقى الثّوب الأبيض من الدّنس)، (اللّهم اغسلني من خطاياي بالماء والثّلج والبرد)، وهذه الصّيغ منقوله من الحديث الآتي: عن مسلم _ أيضاً _ من حديث أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كبّر في الصّلاة سكت هُنيّةً قبل أنّ يقرأ فقلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي أرأيت سكوتك بين التّكبير والقراءة ما تقول ؟ قال أقول: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقّني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدّنس، اللّهم اغسلني من خطاياي بالماء والثّلج والبرد.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يبدأ بترديد تكبيرة الإحرام استعداداً للصّلاة، ثمّ يبدأ بدعاء الاستفتاح، تليه سورة الفاتحة وما تيسّر من القرآن، وكان بعد الانتهاء من صلاة الفجر يجلس في مكانه حتّى طلوع الشّمس يلازم الأذكار ثمّ يصلّي صلاة الضّحى أربع ركعات أو يزيد، وفي بيته كان يقوم عليه الصلاة والسّلام بخدمة نفسه بنفسه فكان يصلّح نعله ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، وكانت أمور الدّين وشؤون المسلمين هي أهمّ أحداث يومه.
من السّنن عن النّبي صلى الله عليه وسلم وأذكاره بعد الصّلاة ما يلي:
عن ثوبان رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً، وقال: (اللّهم أنت السّلام، ومنك السّلام تباركت يا ذا الجّلال والإكرام)، قيل للأوزاعي وهو أحد رواة الحديث: كيف الإستغفار ؟ قال تقول أستغفر الله، أستغفر الله، أستغفر الله. رواه مسلم.
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه أنّ رسول الله صّلى الله عليه وسلم كان إذا أفرغ من الصّلاة وسلم قال: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، اللّهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ) متفق عليه.
عن عبد الله بن الزّبير رضي الله عنهما أنّه كان يقول دبر كل صلاة، حين يسلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيءٍ قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إيّاه، له النّعمة، وله الفضل وله الثّناء الحسن ، لا إله إلا الله مخلصين له الدّين ولو كره الكافرون. فال ابن الزبير: وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يُهلّل بهن دُبر كل صلاةٍ مكتوبةٍ، رواه مسلم.