ما هي سبب دراسة علم الاجتماع
يهتم علم الاجتماع بدراسة أحوال البشر وسلوكهم الذي يسلكونه في الجماعات والمجتمعات التي يعيشون فيها، وهو من العلوم الإنسانية الهامة والضرورية لمعرفة وتحليل السلوكات الجماعية للبشر والتنبؤ بأحوالهم وردات فعلهم اتجاه القضايا والأفعال التي تواجههم خلال حياتهم. يتخصص علماء الاجتماع في عدة مجالات من أهمها علم السكان وعلم الشيخوخة وعلم الإجرام والتقسيم الطبقي الاجتماعي والتعليم والعائلة والعلاقات الإثنية والعرقية وعلم الاجتماع المقارن وعلم الاجتماع الريفي والتنظيم الاجتماعي والتغير الاجتماعي وغيرها العديد من التخصصات المتفرعة من هذا العلم الإنساني الهام.
أول مؤسس لعلم الاجتماع هو العلامة موسوعي العربي ابن خلدون المتوفى عام ميلادية، أما علم الاجتماع بقواعده وشكله الحالي المتعارف عليه بين العلماء فيعود إلى القرن التاسع عشر حيث عمل فيه واشتغل على تطويره عدد من المفكرين كأوغست كونت وماكس فيبر وكارل ماركس.
من المفاهيم الأساسية المتعلقة بعلم الاجتماع المجتمع حيث يعرف المجتمع على انه مجموعة من الناس التي تعيش على قطعة معينة من الأرض بحيث يرتبطون مع بعضهم البعض في مجموعة علاقات تحددهم وتنظم علاقاتهم، إضافة إلى أن بينهم مصالح مشتركة تسبب لهم ما يعرف بالاكتفاء الذاتي الذي يجعلهم في غنى إلى حد ما عن الاعتماد المطلق على الجماعات الأخرى. وبالتالي فهناك محددات ثابتة تحدد ماهية المجتمع وهي الأرض والبشر والمصالح أو العلاقات المشتركة التي ينظمها ويكون مسؤولاً عنها النظام المتوافق عليه، وأخيراً هناك الحد الأدنى من الاكتفاء الذاتي بينهم.
يجتمع أفراد المجتمع كلهم على ما يعرف بالثقافة وهي كل ما يشترك فيه الأفراد جميعاً من أسلوب في العيش والحياة ونمط التفكير السائد والعادات والتقاليد المتبعة والأعرف أو الدين، وكل هذا ليس مكتسباً مع الإنسان منذ ولادته بل إن الإنسان يتعلمه خلال فترة حياته الطويلة ويبدأ هذا التعلم منذ فترة الطفولة، حيث يكتسبها من الوالدين والإخوة في المنزل نفسه ومن المدرسة والأقارب والمعلمين والجيران وغيرهم ممن يحيطون به خلال حياته.
علم الاجتماع مهم جداً في عملية إحداث التنمية والتطوير في المجتمع، فعلماء الاجتماع هم الأشخاص القادرين على دراسة تفاصيل المجتمع واهتماماتهم وعاداتهم وتقاليدهم والتنبؤ بطريقة الاصلاح الواجب اتباعها في هذا المجتمع. إلى ذلك فعلم الاجتماع مهم أيضاً في حل المشاكل الاحتماعية المنتشرة بين الناس، فمختصو علم الاجتماع قادرون على تشخيص أمراض المجتمع أكثر من غيرهم ووصف الدواء الناجع لهذه المشاكل. وأخيراً لعلم الإجتماع القدرة على تحديد الطرق والأهداف التي يتوجب على المجتمع انتهاجها وكما ينبؤهم بالنتائج المرجوة من العمل على تحقيق هذه الأهداف.