ما هو قنديل البحر
عالم البحار والمحيطات عالم كبير، تختفي فيه الكثير الكثير من الأسرار والخفايا. يحاول المهتمّون بهذا العالم اكتشاف خباياه، وعلى الرّغم من ذلك لا زال هناك الكثير من الأسرار. في البحار توجد كائنات بحريّة جميلة الشّكل مجهولة الهويّة بعد، ومنها من تمّ التّعرّف عليه وعلى خصائصه. من الكائنات البحريّة التي سنتحدّث عنها هنا “قنديل البحر”.
قنديل البحر هو حيوان بحريّ من فصيلة الرّخويّات والإسفنجيّات (اللافقاريّات)، وهو حيوان عل شكل كيس شفّاف ويشبه شكل الهلام، مختلف الألوان بإختلاف أنواعه، فمنه الأحمر، والأخضر، والأبيض، والأصفر. يتمّيز هذا الحيوان بعدم إمتلاكه للعقل، أو للقلب، أو العظم، أو العيون، أو حتّى الخياشيم، ورغم ذلك فإنّه تشعر بالخطر، وتتفاعل مع ما حولها، ووتتذوّق الطعام، وتهاجم فريستها بالسّم. ويعتبر قنديل البحر من أقدم الكائنات البحريّة التي وجدت في الماء، حيث قدّر عمر وجودها بما يزيد عن 700 مليون عام وربّما أكثر.
تفضّل قناديل البحر العيش في المياه المالحة، وتتكاثر عن طريق البيوض، حيث أنّها تضع بيضها وتتركه ليسبح في الماء حتّى يصل إلى مكان ثابت يلتصق به حتى يفقس. تتغذّى قناديل البحر على يرقات الأسماك وبيوضها، كما وتتغذّى على العوائق البحريّة الحيوانيّة الأخرى. وهو يعتبر غذاء للسلاحف البحريّة، وبعض أنواع السّمك.
تختلف أحجامه بشكل متباين، فمنها ما يكون حجمه لا يتجاوز السنتمترات، وبعض الأحجام تصل إلى اثني عشر قدماً. وقد تمّ اكتشاف أكثر من 200 نوع من قناديل البحر، ومن أشهر أنواعه وأجملها تلك التي تشبه “الفسيفساء”؛ حيث يعيش هذا النّوع في المياه الباردة والدافئة أيضاً.
وهناك أيضاً قنديل البحر القمريّ الذي يشبه شكل القمر، وقنديل البحر قرمزيّ التخطيط وهذا النّوع يعيش في سواحل كاليفورنيا. لدينا أيضاً قنديل البحر المحيط الهادئ، وقنديل البحر ذو رأس الأسد والذي تشبه مجسّاته شكل شعر الأسد. ومن أنواعه كذلم قنديل البحر المشط، والذي تشبه أهدابه شعيرات المشط. وفي عام 1998م تم إكتشاف نوع جديد من أنواع قناديل البحر، واسمه العلمي “Chrysaora achloyos”.
يعتبر قنديل البحر من أكثر الكائنات البحريّة سميّة، حيث أنّ لسعة منه كافية بقتل إنسان في ثوانٍ معدودة، خاصّة الأنواع المنتشر على سواحل أستراليا، بينما تسبّب الأقلّ سميّة حساسية عالية في جلد الإنسان. حيث أنّ قنديل البحر يضع سمّه في أكياس صغيرة، ويحتوي هذا الكيس على السمّ وفيه أشواك تلتصف بجسم الإنسان في حالة ملامسته، ويتضمن سمّه مركبات كيميائيّة خطيرة منها “الهيستامين”.
ومع اقتراب فصل الصّيف وزيادة عدد زوّار السواحل، فإنّه يتمّ تحذير النّاس من خطر لسعة قنديل البحر وضرورة الحذر منها وأخذ الحيطة. حيث أنّ هذه الكائنات البحريّة يزداد معدّل وجودها على الشواطئ في فصل الصيّف، حيث تجرفها التيّارات المائيّة إلى هناك. ويتواجد من هذه الأنواع أيضاً – عدا عن سواحل أستراليا – في سواحل البحر الأبيض المتوّسط، وسواحل البحر الأحمر.