ما معني الفلسفة
محتويات المقال
محتويات
- ١ مقدمة
- ٢ الفلسفة
- ٣ أسلوب التفكير ومكانة الأسلوب الفلسفي
- ٤ موجز للعصور التاريخية للفلسفة
مقدمة
تعتبر الفلسفة علم من العلوم البارزة منذ العصور القديمة، حيث إنّها قائمة على التفكير والحكمة بأسلوب فلسفي راقي، يوصلنا لحقيقة الأمور بفلسفة واقعية، ويرجع الأصل اللغوي للفلسفة، لكلمة يونانية مركبة من جزأين وهما فيلو ويقصد بها حب، وكلمة سوفيا ويقصد فيها حكمة، وتصبح الكلمة وهي مجمعّة (فيلوسفيا)، وبما أنّ معاني الأجزاء حب وحكمة، فهي كمعنى مكتمل تعني حب الحكمة؛ ولهذا أصبح الفيلسوف محب للحكمة، ويقصد بالحكمة: الإدراك المتكامل للحقيقة والمعرفة العقلية الراقية، والتأمل التفكيري لتصدي كل المشاكل التي قد تواجهك في الحياة، ويتم حلها وتفسيرها على أحسن حال.
الفلسفة
لم يجتمع فلاسفة العصور على وضع تعريف أو مفهوم واحد وثابت للفلسفة، حيث إنّهم اختلفوا عليه، وبهذا تعددت المعاني للفلسفة وكثرت التعريفات على حسب علماء الفلسفة، فكل فيلسوف أعطى مفهوماً من ذاته، واختلف من عصر لآخر، وذلك بناءً على اختلاف ظروف الحياة الواقعة لكل فيلسوف في كل عصر، فمن عادة الفيلسوف أن يدرس كافة الحقائق المختلفة والمتفرقة ثم يجمعها، وبعد ذلك يجردها من الصيغة المادية ليربطها بتسلسل منطقي ذات ترتيب خاص فيه، ليشرح الظواهر بتفكير عقلاني متناسق ومتجانس،وأصبح كل فيلسوف يدلي برأيه الخاص في تفسير أي ظاهرة، على حسب عقليته مع وجود الأدلة والبراهين؛ ولذلك لم نحصل لهذا اليوم على تعريف ومفهوم محدد للفلسفة سوى أنها حب الحكمة، وقائمة على تفسير الظواهر من فيلسوف لآخر حسب العصر الذي فيه، والأدلة والبراهين الموجودة لديه.
أسلوب التفكير ومكانة الأسلوب الفلسفي
بالطبع نحن نعلم أنّ الله عزّ وجلّ قد ميّز الإنسان دوناً عن سائر خلقه بالعقل، والعقل يترجم الأفكار والأساليب التي تتبعها الأفكار، فالإنسان الوحيد القادر على التفكير بسلوك ذو وعي منظم مع أسلوب يتبع السلوب بتنوع، والتفكير يعتبر مجموعة من العمليات الفكرية الراقية التي تنتج لدى عقل الإنسان اتجاه مسألة أو قضية أو مشكلة ما، بينما الأسلوب فهو الطريقة المختلفة في التعبير عن ما في داخل الإنسان من فكر وتفكير، ويختلف التفكير من شخص لآخر، والأسلوب المتبع للتفكير أيضاً مختلف من شخص لغيره، ويختلف الأسلوب المتبع في التفكير من بيئة لأخرى، ومن عصر لآخر، ويتعدد الأسلوب الفكري للإنسان لأربعة أنواع رئيسية، وهي:
- الموقف الخرافي أو البدائي وأسلوبه: كان الأسلوب البدائي في تفسير أي ظاهرة تحدث في ذلك العهد سيّئ للغاية، حيث إنّه كان ينظر للظاهرة بأسلوب ساذج ولا ينم على وعي، فكانت تختلف التفسيرات نظراً لعقليته وعدم نضجها، فكان التفسير لديه محدود جداً، وليس من السهل تعليل حدوث الظاهرة ومعرفة السبب الحقيقي وراء حدوثها،فمثلاً، كان قديماً يربطون الظواهر الطبيعية بوجود أكثر من إله لافتعال تلك الظواهر، ولحل هذه المشكلة كانوا يقدمون القرابين لها، باعتقادهم أنها ستحل المشكلة.
- الموقف الديني وأسلوبه: كان الإنسان في ذلك الوقت ينظر للظاهرة من ناحية دينية، باعتبارها ظاهرة تفوق قدرات الإنسان، فكان يتم ربط حدوث الظواهر بقدرة الإله، وأن هناك إله قدراته تفوق قدرات البشر، ويقوم بفعل تلك الظواهر، فمثلاً، بالنسبة لظاهرة الرعد والبرق، كان يربطونها بالقدرات الإلهية غير المحدودة، باختلاف الأديان السماوية، وكانوا يسعون وراء تفسير الظاهرة وحقيقة حدوثها تبعاً لقناعة وجود القدرات الإلهية الأقوى من أي شيء.
- الموقف الفلسفي وأسلوبه: لو أمعنا النظر أيضاً في نفس الظاهرة السابقة، ظاهرة الرعد والبرق، لوجدنا أن الفلاسفة تميزوا عن غيرهم في تفسير الظاهرة، من خلال التأمل العقلي والفكري لديهم، والذي ينم عن مهارة في تفسير الظاهرة بتفكير فلسفي منطقي، وتحليله بأسلوب متناسق، وربط حدوث هذه الظاهرة في الظواهر الأخرى الموجودة في الكون، حيث إنّهم ربطوا الظواهر الجزئية ببعضها البعض، ولم يقفوا عن حد ظاهرة معينة، فكان يمتد لتفسير ظواهر الوجود ككل، فكان الفلاسفة ينظرون للمسألة نظرة شمولية، تدفعهم لمعرفة العلل التي وراء الظواهر المختلفة، لذلك عرف هذا الأسلوب بالمذهب الفلسفي، حيث اختلف تفسير الظاهرة من فيلسوف لآخر؛ بسبب اختلاف العقلية والعصر.
- الموقف العلمي وأسلوبه: لنفترض نفس الظاهرة التي ذكرناها البرق والرعب، فإن التفسير العلمي لهذه الظاهرة مختلف كلياً عن المواقف السابقة، فهنا يقوم العالم ببحث الأسباب المباشرة لحدوث الظاهرة، ولا ينظر لما وراء الظاهرة، حيث إنّه يستخدم التأمل العقلي المجرد، ويستخدم في كشف الظاهرة الحواس والأجهزة المختلفة، فهنا تقوم التجارب الكثيرة على تفسير الظاهرة، وللتوصل لقانون محدد خلف حدوثها.
فيفسر العالم حدوث الظاهرة، بتفريغ شحنات كهربائية لا تتجانس مع بعضها البعض، فيما بين الجزء الأسفل والأعلى في السحب، وينتج عنه ضوء وهو البرق، وينتج عنه صوت وهو الرعد، وبالتالي فإن النتائج العلمية التي ترتبت على هذا الاكتشاف يساهم في سيطرة الإنسان على الظاهرة من خلال تحاشي الصواعق الكهربائية. ونستخلص من كل هذه المواقف أن الأسلوب الخرافي قائم على البدائية غير المنطقية، والأسلوب الديني قائم على ربط الظواهر بقدرة الله عز وجل، أما الأسلوب الفلسفي فهو تأمل عقلي يشمل كافة الظواهر في الكون، بينما الأسلوب العلمي فهو قائم على العلم التجريبي الحسّي المختص فالظاهرة فقط دون الرجوع ما وراء الحدث.
موجز للعصور التاريخية للفلسفة
العصور التاريخية التي مرت فيها الفلسفة وتطورها، هي نفس العصور التاريخية العامة، وتنقسم لخمس عصور، وهي:
- العصر الشرقي القديم: بداية العصر القديم من قبل الميلاد للمسيح أي قبل آلاف السنين من عصرنا هذا، واستمرت الحقبة الزمنية له لمنتصف القرن السابع ما قبل الميلاد، ويتمثل هذا العصر في بداية الضمير الإنساني، كما وظهور فكره الأخلاقي وحكمته الدينية في الحضارات القديمة المتواجدة في بابل وأشور ومصر، كما في الصين والهند وفارس، ومن أبرز علماء هذا العصر: “بوذا، أخناتون، كونفوشيوس، وزرادشت، وغيرهم كثير”.
- العصر اليوناني القديم: بداية هذا العصر من المنتصف الثاني للقرن السابع ما قبل الميلاد، وامتد لأوائل القرن الخامس ما قبل الميلاد، وشهدت هنا الفلسفة النضوج على أيدي كل من أفلاطون وسقراط وأرسطو، ثم عادت للتدهور في نهاية العصر، وانطفأت شعلة الحضارة اليونانية.
- العصر الوسيط (المسيحي والإسلامي): ظهرت فلسفة المسيحية في القرن الخامس الميلادي، واستمرت ما يقارب منتصف القرن الخامس عشر، وكان جوهر هذه الفلسفة امتدادها للفيلسوف أفلاطون وأرسطو للحضارة اليونانية، لكنها أخذت الثوب المسيحي فقط، أما الفلسفة الإسلامية، ظهرت هذه الفلسفة بشكل تدريجي منذ ظهوره وحتى الهجرة التي بدأت في عام 622م، فبدأ المسلمون في بناء الحضارة الخاصة فيهم، واستمرت حتى القرن الثاني عشر الميلادي، وأخذت الفلسفة طابع ديني إسلامي.
- العصر الحديث: أخذت الفلسفة في الظهور لدي أوروبا والعالم الغربي، وهذا بدأ منذ منتصف القرن الخامس عشر الميلادي، أي مع بداية النهضة الأوروبية، واتسمت الفلسفة بالتطور على شكل جديد، ومن أهم فلاسفة هذا العصر: “الفرنسي ريكات، والإنجليزي بيكون”، وامتدت الفلسفة هنا لغاية نهاية القرن التاسع عشر.
- العصر الحاضر، أو ما يسمي بالقرن العشرون: وهذا العصر بدأ مع بداية القرن العشرين في أوائله، واستمر لحاضرنا ومازال، وهنا تطورت المذاهب الفلسفية وكثرت، وتعددت بشكل ٍواضح وملحوظ من العصور التي سبقها، وتسمّى المذاهب الفلسفية الحالية باسم الفلسفة المعاصرة، أو فلسفة القرن العشرين.