ما سبب غرق سفينة التايتنك
سفينة التايتنك
من الكوارث الإنسانيّة التي حصلت أوائل القرن العشرين حادثة الغرق الشّهيرة لسفينة التايتنك، فمتى حصلت تلك الحادثة ؟ وما هي الخسائر البشريّة التي نتجت عنها ؟ وما سبب تسميتها بالتايتنك؟.
صمّمت شركة وايت ستار السّفينة آر إم إس تايتنك لتكون واحدة من أكبر سفن الرّكاب في وقتها وأجملها تصميما، فلقد صمّمت لتتسع لعددٍ كبير من الرّكاب يصل إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة راكب، كما قسّمت السّفينة إلى أقسام تختصّ كلّ منها بطبقةٍ معيّنة من الناّس فهناك الدّرجة الأولى، والدّرجة الثّانية، والدّرجة الثّالثة ولكل درجة منها امتيازاتها وخدماتها، كما جهّزت السّفينة بقوارب نجاة تكفي لما يقارب من ألف وخمسمئة راكب، وتحتوي السّفنية على صالات رياضيّة، ومسبح، و مقهى فاخر، ومطعم يقدّم مختلف أنواع المأكولات والمشروبات، وتستخدم سفينة تايتنك وقود الفحم في حركتها وسيرها حيث تصل سرعة السّفينة إلى ما يقارب خمسة وأربعين كيلو متر في السّاعة، والسّفينة مجهّزة بعوامل أمان منها أنّ الأجزاء السّفليّة منها مقسّمة إلى أجزاء منفصلة عن بعضها بحيث إذا تسرّب الماء إلى مقصورة أمكن سحبه منها بدون أن يمتدّ إلى المقصورات الأخرى، ولقد بلغت الثّقة بمصمّمي السّفينة وقبطانها إدوارد سميث إلى الاعتقاد أنّ هذه السّفينة لن تغرق أبدًا مهما حصل، فقد سمّيت تايتنك وتعني المارد بسبب ضخامة حجمها وسرعتها الفائقة وعنصر الأمان فيها
غرق التايتنك
أبحرت السّفينة تايتنك من بريطانيا في شهر إبريل من عام 1912 ميلادي، وقد كان على متن السّفينة يوم إبحارها ألفين ومئتي راكب، وقد كانت تلك الرّحلة الأولى لسفينة التايتنك حيث ودّعها الكثير من النّاس في مظاهر احتفاليّة مهيبة، وفي أثناء الرّحلة تمتّع الرّكاب على السّفينة بمشاهدة عظمة تصميمها والاستمتاع بما وفّرته من خدمات ترفيهيّة، وقد أمضى الرّكاب فيها أربعة أيام وهم يتمتّعون في جوّ من البهجة والسّرور، وبعد مضي أربعة أيام من انطلاق الرّحلة شاهد مراقب السّفينة خيالا من بعيد ليتبيّن بعده أنّه جبل من جليد، وبعد أن وصلت الأخبار إلى قبطان السّفينة أمر ركابها بأن يتجهّزوا للنّجاة بأنفسهم، فجهّزت قوارب النّجاة التي لم تتّسع لكلّ الرّكاب حيث تمكّن فقط سبعمئة راكب من النّجاة بأنفسهم بينما لقي ألف وخمسمئة راكب مصرعهم.
إنّ العبرة التي يمكن أن يستفيدها الإنسان من هذه القصّة هي الإيمان بأنّ الله تعالى هو وحده الحافظ للإنسان من الأذى وهو الذي ينجّيه عند المخاطر والأهوال، قال تعالى:”قل من ينجّيكم من ظلمات البرّ والبحر تدعونه تضرعًا وخفية لئن أنجانا من هذا لنكوننّ من الشّاكرين، قل الله ينجّيكم منها ومن كلّ كربٍ ثمّ أنتم تشركون” صدق الله العظيم.