كيف يستجاب الدعاء بسرعة

يحسّ المسلم في لحظاتٍ كثيرةٍ بحاجته للدّعاء ، فالدّعاء هو وسيلةٌ جعلها الله سبحانه و تعالى بينه و بين عباده تقرباً إليه و طلباً لرحمته و عطائه ، فالدّعاء حرزٌ مكينٌ و حصنٌ حصينٌ يلوذ به المؤمن حين تدلهمّ به الخطوب و تتكاثر حوله الهموم و المشاكل ، و كم من دعاءٍ أزال عن إنسانٍ همّه و فرّج كربه و تحقّق به الرّزق الوفير و السّعادة في الدّنيا و الآخرة ، و قد كان الدّعاء سلاح الأنبياء مع أقوامهم ، و من بين أدعية الأنبياء دعاء سيّدنا نوحٍ عليه السّلام إذ قال ( رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) ، و لا شك بأنّ دعاء الأنبياء متحقّق مستجابٌ ، لذلك لم يدعو سيّدنا محّمد عليه الصّلاة و السّلام على قومه بالهلاك أملاً بأن يخرج الله من أصلابهم من يؤمن بالله و اليوم الآخر .

أمّا دعاء المسلمين لربّهم فإنّ الله سبحانه و تعالى قد يستجيب لعباده في الحال ، أو قد يدفع عن صاحب الدّعاء الضرر ، أو يدّخر له دعاءه ليوم القيامة ، و لا شكّ بأنّ العبد المسلم إذا أراد أن يستجيب الله له دعاءه وجب عليه الأخذ بأسباب استجابة الدّعاء بأن يكون رزقه حلالاً طيّباً و مأكله و ملبسه حلال ، و كذلك أن يجتنب الذّنوب و المعاصي و يدعو الله بقلبٍ سليمٍ نقي ، و كذلك أن يدعو الله و هو موقنٌ باستجابة الدّعاء و لا يكون دعاه من قلبٍ غافلٍ لاه ، و قد جعل الله سبحانه أوقاتاً فضّل فيها الدّعاء منها الدّعاء بعد الصلوات ، و الدّعاء قبل طلوع الشّمس و قبل الغروب ، و الدّعاء في الثلث الأخير من الليل ، و في ليلة القدر و رمضان عموماً لأنّ هذه الأوقات هي مظنّة التّعرض لنفحات الله و رحماته و تكون فيها الفرصة أكبر لاستجابة الدّعاء .

و هناك الكثير من الأدعية المأثورة عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم ، و منها الدّعاء باسم الله الأعظم الذي إذا دعا به المؤمن استجاب الله دعوته ، و إذا سأل الله به تحقّقت مسألته ، و كذلك الدّعاء بأسماء الله الحسنى ، لقوله تعالى ( و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى