قصة زيد بن حارثة
لقد جاء الرسول صلى الله عليه وسلم برسالة الإسلام، فحملها وتحمّل الأذى في سبيلها، وقد كان الصحابة الكرام معه عليه السلام في هذه المعركة الكبيرة للدفاع عن الحق وحمايته من كيد الطغيان، وفي رفع رايته فوق كل الربوع، فلولا حفظ الله لدعوته بهؤلاء الرجال العظام لما استمرت، وهكذا يبقى الدين خالد بأناسٍ يحملون هم هذا الدين دومًا تماما كصحابة رسول الله. وقد ربّى الرسول الصحابة خير تربية وجعل كل واحدٍ ميزة واضحة تميزه فكما كان بلال بن رباح مؤذنهم، وكان ابن عباس حبر هذه الأمة، وكان أبو عبيدة أمين هذه الأمة، هكذا كان يربي الرسول صحابته وهكذا صنعهم عظماء، ومن هؤلاء العظماء الصحابي الجليل زيد بن حارثة وهو حِبُّ رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زيد بن حارثة هو:زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى بن امرئ القيس بن عامر بن النعمان بن عامر بن عبد ود بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحافِ بن قضاعة.
وأمه هي: سُعدى بنت ثعلبة بن عبد بن عامر بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن سلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيء بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان.
زيد بن ثابت هو الذي كان يلقب بزيد بن محمد وذلك أن الرسول عليه السلام كان قد تبنّاه بعدما اشتراه حكيم بن حزام لعمته خديجة بنت خويلد، وقد كان زيد قد ضاع من أهله عندما قدموا مكة وأُخذ وبيع في سوق عكاظ، وبعد أعوام يراه أقاربه في موسم الحج فيتعرفون عليه وياتي أبوه لافتدائه. وعندما قدم أبوه وعمه يخيرانه بين الرسول وبين أبوه، فقد اختار أن يبقى مع الرسول عليه السلام لما كان يلاقيه من معاملة طيبة لن يلاقيها في أي مكان آخر، فقالوا:” ويحك أتفضل العبودية على الحرية” فخرج وقتها الرسول عليه السلام للكعبة وقال :”يا أهل قريش اشهدوا هذا زيد ابني أرثه ويرثني” فاطمأن أبوه وعمه لهذا وعادا أدراجهما.
ولكن عندما جاء الإسلام لُغى التبني لما فيه من تداخل للأنساب، ونزلت الآية الكريمة : “ادْعُوهُمْ لِآَبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آَبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا “، فعاد نسب زيد لحارثة كما كان قبل أن يدعى ابن محمد.
جهاده رضي الله عليه:
- كان مع الرسول عليه السلام عندما ذهب للطائف
- شهد بدرًا وأحد والخندق وصلح الحديبة وخيبر
- خرج أميرًا لكتيبة اسمها (فردة)، وكان من الرماة المعروفين
تزوج من زينب بنت جحش: حيث زوجه الرسول لها فطلّقها زيد، ثم تزوجها الرسول لمقتضى شرعي أن ينهي مفهوم أن التنبي نفس البنوّة الحقيقة من حيث التعامل والميراث وغيرها وهذا خاطئ لذا كان زواج الرسول عليه السلام من (زوجة ابنه كما يدعون) كسرًا لهذه القاعدة.
استشهاده:
استشهد رضي الله عنه في معركة مؤتة في السنة الثامنة للهجرة ولما بلغ الرسول عليه السلام خبره قال:”اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد، اللهم اغفر لزيد”