قصة الاسراء والمعراج قصيرة مختصرة
منذ الجهر بالدعوة، عانى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابه الكثير من أصناف التعذيب والتنكيل والسخرية والاستهزاء، وكان أبو طالب في تلك الفترة، يساند الرسول صلّى الله عليه وسلّم، بالإضافة إلى دعم خديجة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- لزوجها محمّد صلّى الله عليه وسلّم، عندما كان يمرّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بضائقة أو همّ، إلى أن جاء الحصار على الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- ومن آمن معه في شعب أبي طالب؛ حيث سعت قريش في هذا الحصار إلى تشديد الخناق على دعوة النبي صلّى الله عليه وسلّم، فمنعت عنه ومن معه التعاملات الاقتصادية، ومنعت أيضاً التناكح فيما بينهم؛ فلا يزوّجونهم ولا يتزوجون منهم، ولا يجالسونهم، وكان شرط قريش حينها تسليم رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لهم؛ ليقتلوه. بعد انتهاء الحصار في شعب أبي طالب، جاء العام الأكثر حزناً، حيث مرّت بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- في هذا العام مصيبتان كانتا من أشد ما أصاب النّبي صلّى الله عليه وسلّم،
وقد كان ذلك في العام العاشر للبعثة النبويّة الشريفة، وقد كانت أولاهما موت السند الاجتماعي لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وهو عمّه أبي طالب، ثمّ تلا ذلك بفترة قريبة جداً موت زوجة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- وسنده العاطفي؛ خديجة أمّ المؤمنين رضي الله عنها، فازداد الحزن في قلبه، وزاد تجرّؤ المشركين واستخفافهم بالرسول صلّى الله عليه وسلّم.[٤] بعد ذلك أراد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يبحث عمّن يناصره من غير قومه، ويعينه على نشر دعوته؛ فخرج -صلّى الله عليه وسلّم- طالباً قبيلة ثقيف في الطائف؛ لكنّهم كذّبوه، وطردوه، وأخرجوا سفهاءهم ومجانينهم؛ ليتبعوه بالحجارة حتى دمِيَت قدماه، فعاد إلى مكّة حزيناً، فلمّا ضاقت الأرض به بعد الحصار، وعام الحزن، وطرده من الطائف؛ اتّسعت السماء لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وجاءت رحلة الإسراء والمعراج؛ تمسح عنه أحزانه، وتخفّف ألمه وحزنه.المراجع