فوائد الفلسفة في حل الأمور الغامضة
إنّ الفلسفة هي أحد العمليات التي يقوم بها الإنسان والتي تهدف إلى الارتقاء بالتفكير الإنسان، ولا يمكن المقارنة بين الفلسفة وبين أي نوع آخر من أنواع العلوم المختلفة التي يعرفها الإنسان، كما أنّه لا يمكن تعريف الفلسفة بشكل دقيق أو بطريقة صحيحة إذ إنّ الفلسفة تعتبر أحد الأمور التي لا يوجد فيها ما هو صحيح وما هو خاطئ وتعتمد بشكل رئيسي على التفكير حتى أنّه توصف في بعض الأحيان بالتفكير في التفكير، فمن الممكن أن نوافق الفلاسفة على آرائهم ونظرياتهم أو نخالفهم ولكن لا يمكننا أن نفنّد أقوالهم تماماً، فإذا استطعنا القيام بذلك بتفنيد أقوالهم بالدليل والبرهان أصبح هذا ما يعرف بالعلم وليس بالفلسفة.
فتسعى الفلسفة إلى حلّ الأمور الغامضة في الحياة والتوصل إلى حقيقة الحياة وسبب الوجود، وسبب الوجود وحقيقة الحياة، ومع أنّ بعض الناس سيقولون إنّ الهدف من الحياة هو عبادة الله –وهو أمرٌ صحيح- إلّا أنّ الفلسفة قد تجيب على سبب وجود الإنسان بعينه، إذ إنّ كل إنسان له دور معين في المجتمع والتي تحدده فلسفته العقلية، فمن خلال الفلسفة نستطيع التوصل إلى أصل الأشياء كلها وأصل المعرفة والأمور الأساسية والقيم المختلفة في حياة البشر، بالإضافة إلى أهمية الحياة، فمن الممكن أن تقوم الأديان والشرائع المختلفة بتعديد الأسباب التي يكون الإنسان من أجلها مهمّاً في الحياة، وبأنّ كل إنسان مميزٌ عن غيره من البشر، ولكن الفلسفة تستطيع أن تغرس هذه الأمور التي تعمل الشرائع على تعدادها في الإنسان فينطلق الإنسان في الحياة بعد معرفته لأهميتها.
والفلسفة تعتبر أحد الأمور الموجود في كلّ البشر باختلاف أجناسهم وألوانهم ومستوى تعليمهم فلا مهرب منها على الإطلاق، ولكن تدريبها بالطريقة الصحيحة عن طريق تمرينها باستمرار وتطوير المنظومة الفكرية في المجتمع هي ما يؤدي إلى الاستفادة منها بالشكل الصحيح كما حصل في الحضارة اليونانية والحضارة الإسلامية والتي كانتا ممتلئتين بالفلاسفة العباقرة، فإنّ كبح جماح الفلسفة الموجودة في كلّ شخص منّا تتسبب في جعله كالآلة التي لا فائدة منها سوى تنفيذ ما يقال لها من أوامر، أمّا إفلات الزمام لها وتوجيهها في الطريق الخاطئ فيتسبب بالوصول إلى الجنون، أمّا العبقرية فهي ما يتولد من الفلسفة التي تكون منضبطةً بالطريقة الصحيحة.
فمن الممكن للفلسفة أن تقوم بتوضيح كلّ ما هو غامض في دماغ الإنسان عن طريق وصولها إلى دماغه ومخاطبته بشكل مباشر، بالإضافة إلى قدرتها على الإجابة عن جميع التساؤلات الغامضة التي تدور في الذهن، كمّا أنّنا من الممكن أن نستفيد من خبرات الأمم السابقة بشكل كامل عن طريق قراءة سير الفلاسفة وطرق تفكيرهم والتي تمسُّ كل النواحي في مجتمعاتهم.