طفلك الدفاع عن نفسه ، طريقه تعليم طفلك الدفاع عن نفسه
ففي حال وجد الطفل نفسه في موقف يستدعي منه الهجوم على شخص بالغ وله أضعاف حجمه، فالطفل لن يستطيع مواجهة ومجاراة قوة المهاجم، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الطفل لا يتلقى دروسا في الفنون القتالية للدفاع عن النفس. ويجب على الأهل أن يتحدثوا مع أطفالهم بكل صراحة مع عدم الاكتفاء بجملة “لا تتحدث مع الغرباء” والحرص على التفكير مع الطفل فى أكثر من سيناريو يمكن أن يتعرض له. فليس دائما الشخص المنحرف الذى يهاجم الطفل هو الشخص الغريب، فأحيانا يكون ممن يعرفون الطفل أو يعملون على اكتساب ثقته عن طريق سؤاله ما إذا كان رأى قطة أو كلبا تائهين فى الشارع.
كما يجب على الأب والأم تنبيه أطفالهما أن زى الشرطة يمكن أن يكون مزيفا، ولذلك فعندما يقترب من الطفل شرطى أو شخص بملابس الشرطة، فعلى الطفل أن يتوجه لأى مسئول سواء فى المدرسة أو خارجها للتأكد من هوية رجل الشرطة والذى بدوره سيتفهم تلك الحركة إذا كان صادقا، أما إذا كان رجل شرطة غير حقيقى فإنه سيلجأ لاستخدام القوة. كما يجب على الأهل أن يعلموا أطفالهم الصراخ فى حال تعرض لهم أحد.
يجب أن يدرك الجميع أن البنات والأولاد الذين يتعرضون لهجوم من شخص مجهول ويقررون مواجهته مباشرة، فإنهم بهذا الشكل قد يجعلون الموقف أسوأ لأنهم قد يجعلون الشخص الذى يهاجم الطفل أكثر غضبا وعنفا. إن أفضل ما يمكن أن يفعله الطفل فى حالة تعرضه لأى موقف هو أن يثق بحدسه لتجنب أى هجوم محتمل قبل أن يحدث. فعلى سبيل المثال، إذا كان الطفل مثلا يجرى فى فناء المدرسة وشعر أن هناك من يراقبه، فيجب على الطفل فورا أن يثق فى شعوره هذا ويعود إلى مكان به عدد أكبر من الناس.
وبالطبع، فهناك بعض الخطوات والإستراتيجيات التى يمكنك نقلها لطفلك حتى يكون مستعدا للدفاع عن نفسه:
– أولا احصري الأماكن التي من الممكن أن يتعرض فيها الطفل لمثل هذه المواقف، مثل حديقة عامة أو الباحة الأمامية للمنزل. ثم تخيلي بعض السيناريوهات السيئة وناقشي مع طفلك كيف يتوقع حدوث الخطر عند حدوث تصرفات محددة.
– ناقشى مع طفلك إستراتيجية أو اثنتين من الإستراتيجيات المخصصة للدفاع عن النفس والتى يمكن أن يستخدمها الطفل إذا تعرض للهجوم فى المنزل أو فى الحديقة العامة أو فى أى مكان آخر.
– نظمى اجتماعا عائليا للتحدث حول فكرة الدفاع عن النفس، فالتفكير الجماعي دائما ما ينتج عنه حلول أكثر.
– حددي لطفلك بعض الأماكن الآمنة التى يمكنه الذهاب إليها في حالة شعوره بخطر ما ليهرب إليها وتتمكنين من العثور عليه، ووضحي له أن أهم ما يشغله هو الوصول للأمان.
– اشتركى لابنك أو ابنتك فى صف لتعليم الدفاع عن النفس وتعليم الفنون القتالية.
– شددي على طفلك ألا يأخذ شيئا من أحد لا يعرفه، فكثير من المختطفين يغرون الأطفال بالحلوى والألعاب. ولا تبالغي في حرمانه من هذه الأشياء حتى لا يسهل خداعه بها. بل حاولي اختيار القليل من أكثرها فائدة، مع توفير البدائل الصحية لها.
وبما أن الوقاية خير من العلاج، ركزي على إبقاء طفلك آمنا من البداية، وخير طريقة هي مراقبتك له في جميع الأوقات، ولكن أحيانا لا تسمح الظروف بوجودك مع الطفل في نفس المكان، وهذه النصائح تساعدك على توعيته ليحسن التصرف:
– يجب أن يمشى الطفل دائما أو يجلس فى أماكن مفتوحة، مضاءة جيدا وتمتلئ بالناس مع العمل على أن يكون مدركا لكل الأماكن التي قد يختبئ فيها أشخاص خطيرون، مثل الجراجات، أو الأماكن المتطرفة البعيدة عن تواجد الأشخاص، أو شديدة الازدحام التي يصعب فيها تمييز الأشخاص أو الأصوات.
– كما يجب على الطفل ألا يسلك أي طرق جانبية ومجهولة، حتى لو كان الهدف اختصار الوقت والمسافات.
– على كل طفل أو مراهق أن يحرص على أن يكون خط سيره معروفا لدى أهله وأصدقائه، وإذا غير وجهته يجب أن يخبر والديه قبل التحرك للمكان الجديد.
– يجب أن تكون لغة الجسد عند الطفل توحى بثقته بنفسه وبأنه مدرك لكل ما يجرى حوله، فالمختطفون يبحثون عن الضعاف لتسهل سيطرتهم عليهم.
عند ركوب المواصلات العامة من الأفضل أن يجلس الطفل أو الشاب بالقرب من الباب أو النافذة وأن يكون متيقظا دائما.
– ذكري ابنك دائما بتسجيل أرقام العائلة في خدمة الاتصال السريع أو ال Speed Dial ليسهل الاتصال بهم في حال الطوارئ.
دروس الدفاع عن النفس والفنون القتالية:
إن دروس الدفاع عن النفس ستعلم الطفل كيف يقدر الموقف ويتخذ القرار السليم على أساس ما يراه أمامه. فدروس الدفاع عن النفس يمكنها أن تعلم الطفل كيف يهرب من قبضة أى شخص يمسكه أو يهاجمه أو حتى كيف يقوم بحركات مفاجئة
تربك المهاجم. ومن أهم الأشياء التى قد يستفيدها الطفل من دروس الدفاع عن النفس الثقة بالنفس والتدريب على الحركات المتبعة المختلفة.وندعو الله أن يحفظ أولادنا وبناتنا جميعا.