طريقة تربية الأرانب
محتويات المقال
الأرانب
الأرنب (بالإنجليزيّة: Rabbit) حيوانٌ صغيرٌ ينتمي إلى الثديّيات، من فصيلة الأرنبيّات، وطائفة أرنبيّات الشّكل، وتُطلَق كلمة أرنب على عدّة أجناسٍ يُقدَّر عددها بـ 52 جنساً، يُعرَف منها جنسان: الأرانب الحقيقيّة، والأرانب البريّة (بالإنجليزيّة: Hares). يُعدّ الأرنب من أمهر الحيوانات القافزة؛ وذلك بسبب رجليه الخلفيّتين الطّويلتين، ويتميّز بجسمٍ مغطّىً بالفراء، وأذنين طويلتين، وذيلٍ قصيرٍ، وله أربعة قواطع في فكّه العلويّ، تُمكّنه من التغذّي على الأعشاب، وهو من الحيوانات سريعة التّكاثر؛ إذ تحمل الإناث من 4-8 مرّاتٍ في العام، وتضع ما بين 3-9 أجنّةٍ بعد فترة حملٍ تمتدّ من 28-30 يوماً، وتصل الأرانب مرحلة البلوغ الجنسيّ بعد ستّة أشهرٍ، وتعيش من 3-4 سنواتٍ، وقد يُعمّر بعضها حتّى السّابعة.[١]
أهميّة الأرانب
تؤدّي الأرانب دوراً بيئيّاً واقتصاديّاً مهمّاً؛ وذلك لأنّها:[٢]
- تُعدّ جزءاً من السّلسلة الغذائيّة؛ فهي تتغذّى على النّباتات، كما تتغذّى عليها الحيوانات المفترسة، مثل: الثّعالب.
- لحوم الأرانب مصدرٌ للبروتين عالي الجودة؛ لأنّ كميّة الدّهون فيها أقلّ منها في الدّجاج، واللّحم البقريّ.
- يُستخدَم فراء الأرانب لصناعة الملابس، والأوشحة، والقبّعات.
- تمكن تربية الأرانب في المنزل؛ فهي حيواناتٌ أليفةٌ، هادئةٌ، واجتماعيّةٌ.
- يُستخدَم روث الأرانب وبولها الغنيّ بالنيتروجين سماداً؛ لزيادة خصوبة التّربة.
طريقة تربية الأرانب
العناية بالأرانب
تحتاج الأرانب عنايةً واهتماماً؛ فهي من الحيوانات الحسّاسة، وفيما يأتي أهمّ الأمور الواجب مراعاتها عند تربية الأرانب:
- توفير الماء والغذاء: تحتاج الأرانب إلى شرب ماءٍ نظيفٍ يوميّاً؛ حيث يحتاج كلّ أرنب مقدار كوبٍ من الماء تقريباً، كما يحتاج غذاءً متوازناً، ويمكن إطعام الأرانب عبوات الغذاء الجاهزة الّتي تُباع في المتاجر، أو المزج بين الأغذية الجاهزة، والبرسيم، والخضار، والحبوب، ويجب أن يحتوي غذاؤها على مقدار 14-16٪ من البروتينات، وما يقرب من 4٪ من الدّهون، و18٪ على الأقلّ من الألياف، ومن الممكن زيادة كميّة البروتينات للإناث الحوامل والمرضعات.[٣][٤]
- تقليم أظافر الأرانب بانتظام: فالأظافر الطّويلة تسبّب التقرّحات، وتكون عُرضةً للتمزّق والكسر.[٣]
- توفير مساحةٍ كافيةٍ للّعب والرّكض خارج الأقفاص، بالإضافة إلى التّدليل والملاطفة.[٣]
- عدم حمل الأرنب من أذنيه أو ساقيه: فالطّريقة الصّحيحة لحمل الأرنب تكون بلفّ الذراع اليُسرى حول جسم الأرنب، ودعم جسمه بوضع الإبهام على الكتف وباقي الأصابع تحته، واستخدام اليد الثّانية لدعم أسفل الجسم، مع تثبيت الأقدام باتّجاه الصدر.[٥]
- حماية الأرانب من:[٤]
- الحرارة.
- الحيوانات المفترسة.
- الضّوضاء المفاجئة.
- أشعّة الشّمس المباشرة.
- الرّياح، والتيّارات الهوائيّة.
مسكن الأرانب
مواصفات المسكن المناسب للأرانب هي كما يأتي:[٦][٧]
- تحتاج الأرانب متوسّطة الحجم إلى أقفاصٍ واسعةٍ ومريحةٍ؛ بحيث يكون طول القفص 180سم ، والعرض 60سم، والارتفاع 60سم، بينما تحتاج الأرانب الأكبر حجما قفصاً أكبر، ما تحتاج مساحةً خارجيّةً مناسبةً للقفز واللّعب.
- يجب تزويد الأقفاص بقفلٍ خارجيٍّ؛ لحماية الأرانب من الحيوانات المفترسة، كما يجب أن يكون شَبَك القفص مُكوّناً من فتحاتٍ صغيرةٍ؛ لا تسمح للحيوانات المفترسة بمدّ مخالبها، وإيذاء الأرانب وهي داخل القفص.
- يجب أن تكون الأقفاص مرتفعةً عن الأرض؛ لحماية الأرانب من الرّطوبة.
- يجب أن تكون أرضيّة القفص صلبةً، ومن الممكن تغطيتها بمشمّع الأرضيّات، أو الفينيل؛ ممّا يُسهل تنظيفها.
- الأرانب حيوانات نظيفة، وغالباً ما تختار منطقةً معيّنةً لتكون مرحاضاً؛ لذا تمكن الاستفادة من هذا السّلوك الطبيعيّ للأرانب، وتدريبها على استخدام صندوق الفضلات، وهو عبارة عن صينيّة، أو أيّة علبةٍ مناسبةٍ تتمّ تعبئتها بمادّةٍ ماصّةٍ، وطبقةٍ من القشّ.
تكثير الأرانب
تُعدّ تربية الأرانب من المشاريع السّهلة والمربحة، خاصّةً إذا تمّ الاعتناء بها بشكلٍ صحيحٍ؛ لأنّ الأرانب شديدة الحساسيّة للأمراض والظّروف البيئيّة، لذا عند التّجهيز لتربية الأرانب يجب التأكّد من مجموعةٍ من الأمور، وتحديدها بوضوحٍ، ومنها:[٨]
- تحديد الهدف من تربية الأرانب، واختيار السّلالات المناسبة التي تلبّي الاحتياجات الخاصّة للمربّي، ومنها:
- أرانب شينشيلا: من الأرانب متوسّطة الحجم، تُربّى من أجل فرائها، وبوصفها حيواناتٍ أليفةً؛ فهي مطيعةٌ ولطيفةٌ.
- الأرانب الأمريكيّة: هي أرانب كبيرة الحجم، تُربّى من أجل اللّحوم والفراء.
- الأرنب الفلمنكي العملاق: هذه السلالة هي كُبرى سلالات الأرانب، وتوجد منها سبعة ألوانٍ تتدرّج ما بين الأسود والأبيض، تُربّى هذه الأرانب من أجل اللحوم، والفراء، والعرض، وكحيواناتٍ أليفةٍ، وهي ذات طبيعةٍ لطيفةٍ ومطيعةٍ، إلّا أنَّ تكلفة تربيتها مرتفعة.
- أرانب الأنجورا: تُربّى هذه الأرانب بسبب صوفها الذي يمكن غزله؛ حيث تُصنَع منه الملابس النّاعمة والخفيفة، وهناك عدّة أنواعٍ من أرانب الأنجورا، منها الأنجورا: الإنكليزيّة، والفرنسيّة، والعملاق، والحرير.
- أرانب هملايا: هي أرانب بيضاء صغيرة الحجم، تُربّى من أجل العرض، وللاستخدام في المختبرات؛ نظراً لصغر حجمها، وتكلفة تربيتها المنخفضة.
- عند البدء بتزويج الأرانب تجب مراعاة الأمور الآتية:
- إذا كانت الأرانب للبيع أو العرض فيجب أن يكون الذّكور والإناث من السّلالة نفسها؛ لأنّ السّلالات المختلطة تكون أقلّ جودةً، وذات قيمةٍ ماديّةٍ قليلةٍ.
- بالإمكان خلط السّلالات أثناء التّزاوج؛ إذا كانت الأرانب تُربّى من أجل اللحوم، أو لتكون حيواناتٍ أليفةً، أو من أجل التجارب الجينيّة .
- عدم السّماح بتزاوج الأخوة والأخوات، بينما يمكن السّماح بالتّزاوج بين الأمّ والأبناء، والأب والبنات، أو أبناء العمومة.
- اختيار الأرانب السّليمة الخالية من علامات الأمراض، وذات الوزن المثاليّ، وتجنّب اختيار الأرانب المريضة والعدوانيّة للتّزاوج.
- تزويج الأرانب في سنٍّ مناسبةٍ: يمكن البدء بتزويج الإناث عند وصولها مرحلة النّضج؛ أي عندما تصل عمر 5-6 شهورٍ للسّلالات الصغيرة ومتوسّطة الحجم، وعمر 8-9 شهورٍ للسّلالات كبيرة الحجم، أمّا الذكور فيمكن البدء بتزويجها بعمر 6 شهورٍ للسّلالات الصّغيرة، و7 شهورٍ للسّلالات المتوسّطة، و9 شهورٍ للسّلالات الكبيرة.
- نقل الأنثى إلى قفص الذّكر؛ لأنّ قفص الأنثى يحمل رائحتها، ممّا يُشتّت الذّكر، وقد يحاول تعليم المكان، ومن الممكن أن يبدآ بالتشاجر، لذا تُترك الأنثى فترةً كافيةً في قفصه، ثمّ يُفصَلان بعد التأكّد من نجاح عمليّة التزاوج، ويمكن تكرار هذه العمليّة في وقتٍ لاحقٍ في اليوم نفسه؛ لضمان حدوث التّلقيح.
- تهيئة صندوق للولادة دون سقفٍ داخل قفص الأنثى، وتزويده بقشٍّ طريٍّ، وتِبنٍ، أو نشارة الصّنوبر؛ لتبدأ الأنثى بصنع جحرها، حيث ستنتف شعر صدرها وبطنها؛ لتملأ الجُحر، كما يجب التأكّد من وجود شبكةٍ من الأسلاك أسفل الصّندوق؛ لتصريف البول عن طريقها، ووضع أوراقٍ أسفلها؛ لامتصاص البول.
- يجب عرض الأنثى الحامل على الطّبيب البيطريّ إذا لم تلد بعد 32 يوماً من التّزاوج؛ لأنّ استمرار الحمل لفترةٍ طويلةٍ قد يُنتِج أجنَّةً ميتّةً.
- العناية بالأنثى والمواليد بعد الولادة، وذلك عن طريق:
- الحرص على تغذية الأنثى المرضعة جيّداً؛ حيث يمكن تقديم الأغذية الجافّة والخضار للأمّ، والتوقّف تماماً عن تقديم الخضروات لها إذا أصبح روثها ليّنًا.
- تنظيف القفص من البول والبراز بانتظامٍ، والتأكّد أنّ الهواء نظيفٌ وصحيٌّ، وتغيير القشّ كلّ بضعة أيّامٍ.
- يجب أن تكون درجة الحرارة في قفص الولادة 100 درجة فهرنهايت؛ أي 37.8 درجةً مئويّةً تقريباً في الأسبوع الأوّل من الولادة، وبعد ذلك يمكن أن تتراوح حرارة القفص بين 60-75 درجة فهرنهايت أي 15.6-23.9 درجةً مئويّةً تقريباً.
- تَفقُّد الأرانب الصّغيرة يوميًا، والتأكّد أنها تأكل طبيعيّاً، وتكتسب الوزن على فتراتٍ منتظمةٍ، وإلّا فقد يتوجّب إعطائها مكمّلاتٍ غذائيّةً.
- تُفطم الصغار بعد 6-8 أسابيع، ويوضع الطّعام خارج قفص الولادة؛ حتّى تأكل الأرانب الصّغيرة بحريّةٍ، ويجب التأكّد من حصولها على كميّاتٍ كافيةٍ من الطعام، والماء، ومن الممكن إضافة المضادّات الحيويّة إلى المياه؛ لتحسين صحّة الجهاز الهضميّ للأرانب.
- توفير أماكن مناسبةٍ للأرانب الوليدة، وفصل الإناث عن الذّكور عندما تصل عمر 10 أسابيع، يجب توفير مساحاتٍ كافيةٍ للأرانب الشابّة؛ لأنّ التزاحم قد يؤدّي إلى الشّجارات بينها، وتعرّضها إلى الجروح.
تطعيم الأرانب
تحتاج الأرانب تطعيماً سنويّاً ضدّ مجموعةٍ من الأمراض، ومنها:[٩]
- مرض رام المخاطي: مرضٌ مُعدٍ يسبّبه فيروس من عائلة الفيروسات الجدريّة، وينتشر هذا المرض عن طريق الاتّصال المباشر، وعن طريق الحشرات، مثل: البعوض، والقراد، والعثّ،والقمل، والبراغيث، وأيضاً عن طريق سوائل الأرانب المصابة، مثل: إفرازات العينين، والأنف، كما يمكن أن تنتقل عن طريق الخدوش والجروح.
- من أعراض هذا المرض: التهاب العينين وتورّمهما، وتورّم حول الرّأس والأذنين والأعضاء التناسليّة، وصعوبة التنفّس، ومن الممكن الوقاية من هذا المرض عن طريق إعطاء مطعوم مرض الرام، ومكافحة الحشرات التي تتسبّب بنقل المرض، ولا يوجد علاجٌ فعليّ لمرض رام المخاطيّ، إلا أنّ المعالجة الدّاعمة يمكن أن تمنح الأرنب فرصة البقاء على قيد الحياة، وقد يشمل العلاج تنظيف العيون من الإفرازات، وإجبار الأرنب على الأكل إذا فقد شهيّته، وتزويده بالسّوائل؛ لحمايته من الجفاف، بالإضافة إلى المضادّات الحيويّة.
- المرض النزفيّ الفيروسيّ VHD: ينتقل هذا المرض عن طريق الاتّصال المباشر بين الأرانب، وأيضا من خلال الأسطح الملوّثة، مثل: الفراش، والأقفاص، والملابس، ومن أعراض المرض: صعوبة التنفّس، وارتفاع درجة الحرارة، والكسل والخمول، والتشنّجات، والشّلل، وفقدان الشهيذة، ونزيف في الأنف، وفي بعض الحالات قد لا تظهر أعراضٌ واضحةٌ، ومن الممكن الوقاية من المرض عن طريق تطعيم الأرانب بعمر 12-14 أسبوعاً، ومن الجدير ذكره أنّه لا يوجد علاجٌ لهذا المرض؛ فهو مرض قاتلٌ، حيث تموت أغلب الأرانب في غضون أيّامٍ من الإصابة به.
مرض تولاريميا
مرض حُمّى الأرنب أو تولاريميا هو مرضٌ يصيب الإنسان عند اتّصاله بأرنبٍ مصابٍ، ومن أعراضه: الصّداع، وآلامٌ في العضلات، وفقدان الوزن، وتضخّم العقد اللّمفاويّة أعلى الفخذ أو الإبطين، وضيقٌ في التنفّس، وحمّى، وقشعريرةٌ، وتعرّقٌ، وتصلّب المفاصل، ويُعالَج مرض تولاريميا بالمضادّات الحيويّة، إلا أنّه قد يؤدّي إلى موت المُصاب. [١٠]