شعر عن المطر 2019
شعر عن المطر
المطر هو هبة السماء من الله تعالى للأرض ،وقبلة تجعلها دافئة تعطي الخير الكثير للبشر وذلك يعني السخاء والحنان وإخضرار الأوراق وتفتح البراعم والأمل بربيع متجدد يجعل الحياة أكثر إشراقاً وجمالاً،هو فرحة الأطفال وأمل الحصادين بموسم عطاء وخير ، حيث يأتي بعده ربيع يحقق الآمال ، وتكتسي الأرض برداء أخضر جميل يفرح به الإنسان .
كلمة مطر تعطيك الإحساس بتدفق في كل شيء من المشاعر والأحاسيس والرقة والشفافية فهو كلمة شاعرية استلهم منها الشعراء قصائدهم في الحب والجمال والعطاء هو النور الذي يضئ الأرض .
يشعرك المطر بنقاء وصفاء كل شيء حولك ، فيجعل المحبين يعيشون في عالم من الأحلام الوردية فيتخيل المحب نفسه ممسكاً بيد حبيبته ويسيران في عالم جميل تحت قطراته العذبة .
عاد المطر يا حبيبة المطر .. نزار قباني
عاد المطرُ ، يا حبيبة َ المطرْ ..
كالمجنون أخرج إلى الشرفة لأستقبلهْ
وكالمجنون ، أتركه يبلل وجهي ..
وثيابي ..
ويحولني إلى اسفنجة بحرية ..
المطر ..
يعني عودة الضباب ، والقراميد المبللة
والمواعيد المبللة ..
يعني عودتك .. وعودة الشعر
أيلول .. يعني عودة يدينا إلى الالتصاقْ
فطوال أشهر الصيف ..
كانت يدكِ مسافرة ..
أيلول ..
يعني عودةَ فمك ، وشـَعْرك
ومعاطفك ، قفازاتك
وعطركِ الهندي الذي يخترقني كالسيفْ .
المطر .. يتساقط كأغنية متوحشة
ومطركِ ..
يتساقط في داخلي
كقرع الطبول الإفريقية
يتساقط ..
كسهام الهنود الحُمرْ ..
حبي لكِ على صوت المطرْ ..
يأخذ شكلاً آخر ..
يصير سنجاباً .
يصير مهراً عربياً ..
يصير بجعة ً تسبح في ضوء القمرْ ..
كلما اشتدَّ صوتُ المطرْ ..
وصارت السماء ستارة ً من القطيفة الرمادية .
أخرجُ كخروفٍ إلى المراعي
أبحث عن الحشائش الطازجة
وعن رائحتك ..
التي هاجرتْ مع الصيف
المـطـر حـنّـت رعـــوده – حسين علي العتيبي
المـطـر حـنّـت رعـــوده وإلـتـعـج بـرّاقــه
صــدّق وهــذا أولــه فــوق الـثـرى دفـاقـي
جــاء سحـابـه حــادرٍ ممْـلـي تــدلاّ أعنـاقـه
وانتـثـر هملـولـه وســاق وسـقـى وإنـسـاقـي
مرحبـابـه عـــدْ عـيــنٍ للـحـيـا مشـتـاقـه
مرحبـا يـا إمفـرّج الضيقـه علـى مــن ضـاقـي
يــا هماليـلـه تـسـاقـي وأرفـقــي بـإدفـاقـه
أسـقـي الارض المحـيـلـه والـثــرا مشـتـاقـي
قـالـوا ان الـوسـم قـفّـا والـوســوم إشـفـاقـه
قلـت ربـي يـا عـرب هــو كـافـل الأرزاقــي
الكـريـم الـلـي يـجـود ولا بـخــل بـأرزاقــه
بـأمـره إتْـلـم الـمــزون ويـلـعـج الـبـرّاقـي
هــذي امـزونـه تهـامـل والـحـيـا بـإشـراقـه
كـل وادي سـال حتـى الـقـاع صــارت سـاقـي
وامتـلـت كــل الخـبـاري مــن زلال أوداقـــه
لـيـن عـقـب اسـبـوع بـيّـن بــاذره وادقـاقـي
ابشـروا يـا أهـل المـواشـي لا إكتـسـا بإرنـاقـه
ليتنـي مـا بعـت فــي هــاك السنـيـن إنيـاقـي
جـتْ منـاة اللـي شفوفـه مــن شـفـوف إنيـاقـه
ابـــدويٍ للـفـيـاض المـخْـضـره عـشّـاقــي
يـوم شـاف الوسـم صــدّق زال عـنْـه ارهـاقـه
مـن يلومـه غـيـر خـبْـلٍ خافـقـه مــا تـاقـي
مـيـتٍ قلـبـه وعـايـش فــي زمـانـه عـاقــه
شــفْ بـالـه لـبـسـه وتـسـكّـع الاسـواقــي
جعـل جنسـه فــي تنـاقـص قاطعـيـن السـاقـه
ليـن مــا يبـقـا لـهـم بـيـن الخـلايـق بـاقـي
الحـيـا نـبـتـه لقـلـبـي سـجّـتـه واشـواقــه
شوفـتـه تبهجـنـي وتبـعـد هـمــوم اعـمـاقـي
بـكـره إلـيـا نــوّر الـنـوّار بـيــن اوراقـــه
وإكتسـت جـرد الفيافـي هــي تـراهـا اشـواقـي
والــدلال وشـــبْ نـــارٍ بـالـدجـا شـعّـاقـه
وســط روضٍ ريــح نبـتـه ينـعـش الخـفّـاقـي
بـيـن خـطــلان الـيـديـن إمْتيّـهـيـن الـنـاقـه لابــةٍ بـيــن القـبـايـل مسـتـواهـا راقـــي
سـجّـةٍ تبـعـد هـمـوم المشْـتـحـن واغـلاقــه والمديـنـه بالحـيـا مـالـي علـيـهـا اخـلاقــي
هالليـالـي وقـتـهـا بـيــن الـلـيـال اذواقـــه مــا تـعـد مــن العـمـار بسـجّـة الأرفـاقــي
مــن تطـوفـه والله انــه مــا تـزيـن اخـلاقـه لـيـن يمـشـي وســط روضٍ زاهــي الأرنـاقـي
انشودة المطر-بدر شاكر السياب
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ …كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ …
وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء ؛
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر …
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر …
مَطَر …
مَطَر…
مَطَر…
تَثَاءَبَ الْمَسَاءُ ، وَالغُيُومُ مَا تَزَال
تَسِحُّ مَا تَسِحّ من دُمُوعِهَا الثِّقَالْ .
كَأَنَّ طِفَلاً بَاتَ يَهْذِي قَبْلَ أنْ يَنَام
بِأنَّ أمَّـهُ – التي أَفَاقَ مُنْذُ عَامْ
فَلَمْ يَجِدْهَا ، ثُمَّ حِينَ لَجَّ في السُّؤَال
قَالوا لَهُ : ” بَعْدَ غَدٍ تَعُودْ .. ” –
لا بدَّ أنْ تَعُودْ
وَإنْ تَهَامَسَ الرِّفَاقُ أنَّـها هُنَاكْ
في جَانِبِ التَّلِّ تَنَامُ نَوْمَةَ اللُّحُودْ
تَسفُّ مِنْ تُرَابِـهَا وَتَشْرَبُ المَطَر ؛
كَأنَّ صَيَّادَاً حَزِينَاً يَجْمَعُ الشِّبَاك
وَيَنْثُرُ الغِنَاءَ حَيْثُ يَأْفلُ القَمَرْ .
مَطَر …
مَطَر …
أتعلمينَ أيَّ حُزْنٍ يبعثُ المَطَر ؟
وَكَيْفَ تَنْشج المزاريبُ إذا انْهَمَر ؟
وكيفَ يَشْعُرُ الوَحِيدُ فِيهِ بِالضّيَاعِ ؟
بِلا انْتِهَاءٍ – كَالدَّمِ الْمُرَاقِ ، كَالْجِياع ،
كَالْحُبِّ ، كَالأطْفَالِ ، كَالْمَوْتَى – هُوَ الْمَطَر !
وَمُقْلَتَاكِ بِي تُطِيفَانِ مَعِ الْمَطَر
وَعَبْرَ أَمْوَاجِ الخَلِيج تَمْسَحُ البُرُوقْ
سَوَاحِلَ العِرَاقِ بِالنُّجُومِ وَالْمَحَار ،
كَأَنَّهَا تَهمُّ بِالشُّرُوق
فَيَسْحَب الليلُ عليها مِنْ دَمٍ دِثَارْ .
أصيح بالخليج : ” يا خليجْ
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! ”
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـه النشيجْ :
” يَا خَلِيجْ
يَا وَاهِبَ المَحَارِ وَالرَّدَى … ”
أَكَادُ أَسْمَعُ العِرَاقَ يذْخرُ الرعودْ
ويخزن البروق في السهولِ والجبالْ ،
حتى إذا ما فَضَّ عنها ختمَها الرِّجالْ
لم تترك الرياحُ من ثمودْ
في الوادِ من أثرْ .
أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر
وأسمع القرى تَئِنُّ ، والمهاجرين
يُصَارِعُون بِالمجاذيف وبالقُلُوع ،
عَوَاصِفَ الخليج ، والرُّعُودَ ، منشدين :
مَطَر …
مَطَر …
مَطَر …
وفي العِرَاقِ جُوعْ
وينثر الغلالَ فيه مَوْسِمُ الحصادْ
لتشبعَ الغِرْبَان والجراد
وتطحن الشّوان والحَجَر
رِحَىً تَدُورُ في الحقول … حولها بَشَرْ
مَطَر …
مَطَر …
مَطَر …
وَكَمْ ذَرَفْنَا لَيْلَةَ الرَّحِيلِ ، مِنْ دُمُوعْ
ثُمَّ اعْتَلَلْنَا – خَوْفَ أَنْ نُلامَ – بِالمَطَر …
مَطَر …
مَطَر …
وَمُنْذُ أَنْ كُنَّا صِغَارَاً ، كَانَتِ السَّمَاء
تَغِيمُ في الشِّتَاء
وَيَهْطُل المَطَر ،
وَكُلَّ عَامٍ – حِينَ يُعْشُب الثَّرَى- نَجُوعْ
مَا مَرَّ عَامٌ وَالعِرَاقُ لَيْسَ فِيهِ جُوعْ .
مَطَر …
مَطَر …
مَطَر …
في كُلِّ قَطْرَةٍ مِنَ المَطَر
حَمْرَاءُ أَوْ صَفْرَاءُ مِنْ أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وَكُلّ دَمْعَةٍ مِنَ الجيَاعِ وَالعُرَاة
وَكُلّ قَطْرَةٍ تُرَاقُ مِنْ دَمِ العَبِيدْ
فَهيَ ابْتِسَامٌ في انْتِظَارِ مَبْسَمٍ جَدِيد
أوْ حُلْمَةٌ تَوَرَّدَتْ عَلَى فَمِ الوَلِيــدْ
في عَالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، وَاهِب الحَيَاة !
مَطَر … مَطَر … مَطَر …
سيُعْشِبُ العِرَاقُ بِالمَطَر … ”
أصِيحُ بالخليج : ” يا خَلِيجْ …
يا واهبَ اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! ”
فيرجعُ الصَّدَى
كأنَّـهُ النشيجْ :
” يا خليجْ
يا واهبَ المحارِ والردى . ”
وينثر الخليجُ من هِبَاتِـهِ الكِثَارْ ،
عَلَى الرِّمَالِ ، : رغوه الأُجَاجَ ، والمحار
وما تبقَّى من عظام بائسٍ غريق
من المهاجرين ظلّ يشرب الردى
من لُجَّـة الخليج والقرار ،
وفي العراق ألف أفعى تشرب الرحيقْ
من زهرة يربُّها الرفاتُ بالندى .
وأسمعُ الصَّدَى
يرنُّ في الخليج
” مطر . مطر .. مطر …
في كلِّ قطرةٍ من المطرْ
حمراءُ أو صفراءُ من أَجِنَّـةِ الزَّهَـرْ .
وكلّ دمعة من الجياع والعراة
وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ
فهي ابتسامٌ في انتظارِ مبسمٍ جديد
أو حُلْمَةٌ تورَّدتْ على فمِ الوليدْ
في عالَمِ الغَدِ الفَتِيِّ ، واهب الحياة . ”
وَيَهْطُلُ المَطَرْ ..
رائحة المطر
رغم هدوء ليالي الشتــــــــاء..!
الا انك تجد [ضجيجاً] داخل قلبك
أينما ذهبت..عيونك لاتحكي .. سوى الحزن.تجلس،، وحيدا حائرا ،، بأحزانك
محملا بهمومك [وأشجانك]
في غرفتك المظلمه ،،لاتسمع سوى ،، صوت وقع [المطر]
على نافذتك..!
تتناثر قطرات [ المطر ]
بهدوء ورقه
وكأنها تهمس ،، في آذاننا
بصوت خافت
تفاءلوا.،
مازالت [الحياة] مستمره ومازال ،، الأمل ،، موجودا
مازالت ،،تلك القطرات،، تنهمر
وتطرق نافذتك بلطف ،،
فتذهب،، لتتأملها ،،عن قرب
وتقف،، أمام ،، النافذه.
تراقب،، جمال[ المطر ] فترتسم عليك،،
[الابتسامه]…