دور المسنين
محتويات المقال
مراحل نمو الإنسان
يمرّ الإنسان بمراحل مختلفة في حياته، فيبدأ بمرحلة الصغر وفيها يكون النموّ لجميع أعضاء الجسم ونموّ العقل والفكر، ثمّ يدخل في مرحلة الشباب ومرحلة التغييرات الفسيولوجيّة والنفسية المتسارعة في الجسم والفكر، ثمّ مرحلة النضوج الجسمي واكتمال نمو العظام والطول، ومرحلة النمو الفكري والعقلي والنضوج فيهما والتي في الغالب تكون بعد عمر الأربعين، ثمّ يصل لمرحلة الشيخوخة والكبر، وتعتبر من أخطر المراحل وأهمّها في عمر الإنسان، وتلزمها رعاية خاصة.
دور رعاية المسنين
أوجدت دور رعاية المسنين بشكٍل رئيسي لاحتواء كبار السن الذين لا أهل لهم أو الذين لم ينجبوا أي طفل، والذين توفّت عائلاتهم وصاروا وحيدين في هذا العالم، وهم غير قادرين على القيام بأمور حياتهم بشكل سليم. هذه الدور تهتمّ باحتياجات المسنين جميعها سواءً الصحية أو النفسية والاقتصادية وحتى الاحتياجات الاجتماعية؛ فالشخص المسن غير قادر على العمل وكسب المال والصرف على نفسه، فتوفر الدور اللوازم الأساسية للمسن، ورواتب ثابتة تحفظ له كرامته في كبره.
وتوّفر هذه الدور أيضاً التأمين الصحي بشكل شامل بسبب كثرة الأمراض والاعتلالات التي تصيب المسن، وتهتمّ بالاحتياجات النفسيّة وتحسينها لأنها تنعكس على الاحتياجات الاجتماعية والصحية، وتهتمّ الدور بتدبّر الزيارات وتنظيمها لكبار السن لتخفيف وحدتهم ولرفع معنوياتهم.
الإنسان بشكل عام بعد أن يصل مرحلة النضوج تبدأ وظائفه في التراجع بشكل تدريجي، وحين يصل الشخص لمرحلة طاعنة في السن تتراجع بشكل رهيب جداً وتتدنّى القدرات العقلية والجسدية لديه، وحينها يصبح الإنسان بحاجةٍ لرعاية خاصة، ليس فقط بسبب التراجع العقلي والجسدي بل أيضاً بسبب الضعف النفسي وتراجع الثقة بالذات؛ حيث يشعر من يصل لمرحلة الشيخوخة بتغيّرات مزعجة وشيءٍ غريب يحصل له، وبأنّه موجود بزمان غير زمانه حين كان شاباً وقادراً على فعل أي شيء بكل يسر وسهولة.
طب المسنين في دور رعاية المسنيين
هناك الكثير من الأمور التي يجب اتّباعها لمساعدة كبار السن ورعايتهم بقدر ما يمكن وبقدر ما يستحقّونه بعد حياتهم التي قضوها غالباً في مساعدة الآخرين، ولذلك ظهر علم كامل يُعرف بعلم الشيخوخة أو طب المسنين، ويعتبر هذا العلم أحد الفروع الطبيّة الرئيسيّة، ويهتمّ برعاية كبار السن جسدياً وعقلياً، ومساعدتهم في مواجهة الصعوبات التي تحدث بسبب التغييرات الجسدية والنفسية التي تحصل معهم وأحياناً تحصل بشكل مفاجئ وخطير.
اهتمّ هذا العلم بالعناية بالمسنين ومحاولة علاجهم بطرق مختلفة وغير مزعجة لمختلف الأمراض التي تصيبهم، وهو علم تابع لفرع الأمراض الباطنية في السابق، لكنه أصبح علماً منفرداً ومستقلّاً يهتم بشكل رئيسي بدور رعاية المسنين.