حكم الفرنسيون تونس
محتويات المقال
الاحتلال الأوروبي للوطن العربي
في بداية نهايات القرن التاسع عشر، وبدايات القرن العشرين، تمّ تقاسم الوطن العربي من قبل القوات الاستعمارية العظمى والتي خرجت من القارة الأوروبية، فصار كل جزء من الوطن العربي خاضعاً لدولة أجنبية معينة، تتحكم بمقدراته، وتعمل على تفتيته، ودب الفتن في داخله، فالمستعمِر لا يرعى في المستعمَر إلَّاً ولا ذمة، فكلّ ما يهدف إليه سلب ثرواته، وتجهيله لإحكام السيطرة عليه أكثر وأكثر.
في تلك الفترة كانت دول المغرب العربي من نصيب فرنسا، التي كانت تعتبر في تلك الفترة دولة عظيمة جداً، جيشها ومستعمراتها موزّعة في كافة المناطق، ومن ضمن بلدان المغرب العربي دولة تونس.
الاحتلال الفرنسي لتونس
بدأ الاستعمار الفرنسي للأراضي التونسية في العام ألف وثمانمئة وواحد وثمانين بعد أن عقدت المعاهدة التي عرفت باسم معاهدة باردو، وبدأ الموضوع بتراكم الديون على تونس، وعجز محمد الصادق الباي عن تسديدها ممّا أدّى إلى تكوين ما عرف باسم لجنة الكومسيون الدولية في العام ألف وثمانمئة وخمسة وثمانين ميلادية، والتي كانت تهدف للتحكم بكافة الموارد التونسية المختلفة، إلا أنّ هذه الفكرة لم تجد نفعاً مع الطامعين، وقد تنوعت الطرق التي استفادت بها الدول الدائنة لتونس من موارد الدولة ومقدراتها، ومن هنا بدأت فرنسا بالتفكير الجدي في الاستثمار في تونس في ظل بروز الحركات الاستعمارية الأوروبية وسعي الدول الأوروبية إلى تقاسم الشطيرة بينهم، فبدأت فرنسا تتعلل بأنها تهدف إلى حماية الحدود الجزائرية المشتركة بين تونس والجزائر، فاقتحمت القوات الفرنسية الأراضي التونسية، ثمّ استمرت بالتقدم إلى أن وصلت إلى العاصمة، وهنا فرضت معاهدة باردو والتي سمّيت بمعاهدة الحماية على الباي، والذي لزَّه خوفه على منصبه وعلى عرشه إلى التوقيع على هذه المعاهدة، صار بعد ذلك حاكماً صورياً، وأرسلت فرنسا مندوباً لها يقيم في تونس، وصارت الأمور كلها ترجع إليه.
مدّة الاحتلال الفرنسي لتونس
استمرّ الاستعمار الفرنسي لتونس منذ العام ألف وثمانمئة وواحد وثمانين ميلادية إلى العام ألف وتسعمئة وستة وخمسين ميلادية، وقد نالت تونس استقلالها بعد حركات عسكرية، وبعد العديد من الجهود الدبلوماسية، ومن هنا فقد دام استعمار فرنسا لتونس خمسة وسبعين سنة.
الاستعمار الفرنسي في الوطن العربي لم يقتصر على تونس، بل شمل أيضاً العديد من الدول الأخرى كالجزائر، والمغرب، وجيبوتي، ولبنان، وسوريا، ومن الملاحظ أن استعمار الدول كلها بدأ بحجج واهية لا أساس لها في حين كان الدافع الوحيد فقط هو استغلال الأراضي والمناطق أبشع استغلال، ونهب خيرات البلاد، وإبادة الشعوب عن بكرة أبيها.