حفظ زيت الزيتون
قدّمت لنا الطبيعة الكثير من النباتات التي من الممكن أن نستفيد منها بطرق مختلفة، حيث إنّه من الممكن تناولها نيئة أو طهوها أو تجفيفها، أو إستخلاص زيتها، فهنالك بعض أنواع الثمار التي تحتوي على زيوت ذات فائدة عظيمة للإنسان ومن أبرز هذه الثمار ثمار الزيتون، التي تعطينا زيت الزيتون، الذي يعدّ أهمّ الزيوت النباتية بالنسبة لنا.
زيت الزيتون هو عبارة عن ذلك الزيت النباتي الذي يتم استخلاصه من ثمار الزيتون، إمّا بضغطها أو بعصرها، وهذا الزيت متعدد الاستخدامات والفوائد، فكثيراً ما يستخدم في الطب لعلاج الكثير من الأمراض والمشاكل الصحية، كما كان يستخدم لإشعال المصابيح الزيتية قبل اختراع الكهرباء، وفي صناعة الصابون، بالإضافة إلى أنه يشكل غذاءً صحياً مفيداً لأجسامنا، وذلك لغناه بالدهون المفيدة للقلب، والفيتامينات المختلفة، ومضادات الأكسدة التي تقاوم السرطانات وعلامات الشيخوخة المبكرة، وقد أصبح زيت الزيتون أمراً أساسياً لا يخلو منه أي من المطابخ، فإمّا أن يتم استخدامه لطهي الطعام، أو أن يتم وضعه على السلطات والفتوش والمقبلات المختلفة لإضفاء نكهة لذيذة عليها، كما يعتبر أيضاً من الزيوت الفاتحة للشهي.
الكثير من الناس يلجأون إلى تخزين زيت الزيتون في منازلهم، لكن يجب مراعاة أن تخزين هذا الزيت تتطلب عناية واهتمام، بحيث يجب أن يتمّ إبعاده عن الضوء والحرارة، كونه حساس جداً وسريع التأثر بالضوء والحرارة، فعندما يتعرض لأيّ منهما فإنّ ذلك سيؤثر على طعم ولون وجودة الزيت، وخاصةً في حال كان الزيت يحتوي على تلك الشوائب الصغيرة والتي بقيت ضمن مكوناته خلال عملية الترشيح، فهذه الشوائب لها قدرة عالية على التأكسد كونها غنية بالسكر، فهي تتخمر بسرعة كبيرة، الأمر الذي يسبب تغييرات في طعم ولون الزيت.
لحفظ زيت الزيتون في المنزل لا بدّ من مراعاة نوعية الوعاء الذي سيخزن فيه، فعادةً ما يتم تخزينه في الصفائح المصنعة من مادة الستانلس ستيل الغير قابلة للصدأ، كونها تمنع تأكسده، أو في الصفائح الحديدية المبطنة من الداخل بمادة الإيبوكس، والتي تحول دون تأثير الحديد على جودة الزيت وارتفاع نسبة حموضته، أو الصفائح الحديدية المطلية بمادة الأنامل، والتي تحول دون التصاق الحديد بالزيت.
بشكل علم فإنّ الصفائح التي يخزن فيها زيت الزيتون يجب أن تكون ضمن المواصفات والمقاييس المتبعة لتخزين هذا الزيت، بحيث تكون مصنوعة من مواد لا تتفاعل مع الزيت، ولا تمتص الروائح، ويجب أن تكون هذه الأوعية معتمة حتى لا تسمح للضوء والحرارة بالعبور من خلالها إلى الزيت، كما يفضل أن تكون قوية ولديها قدرة عالية على تحمل الكدمات والصدمات، وفي حال الرغبة في حفظ زيت الزيتون في أوعية زجاجية يجب أن تكون ملونة ومعتمة، كي لا يصل كل من الضوء والحرارة إلى الزيت، كما يمكن حفظ هذا الزيت في أواني فخارية تدعى “الخابية”