حث عن الأسماك
محتويات المقال
الأسماك
الأسماك هي واحدةٌ من الفئات الخمس الأساسيّة للحيوانات الفقاريّة، بينما الأربعة الأخرى هي الثدييات، والزواحف،والبرمائيات، والطيور، وللأسماك زعانف تساعدها على السباحة وخياشيم تمكّنها من تنفس الأكسجين تحت الماء، وتتألف الأسماك مما يزيدُ عن 30,000 نوع، حيث يزيدُ عدد أنواع السمك عن أنواع كلّ المجموعات الأخرى مُجتمعة.[١]
وتتفاوت الأسماك كثيراً في الشكل واللون والحجم على اختلاف أنواعها، فقد تكون بشكل الديدان مُلتوية الأجسام، أو تكون مُفلطحة بحيث إنَّها تكاد تكون مُسطَّحة، أو تبدو مثل صخرة، وأصغرها حجماً لا يتعدى طولها سنتيمتراً ونصف، وأما أكبرها فهي قرشُ الحوت الذي يزيدُ طوله عن اثني عشر متراً.[٢]
وتعيش هذه الأسماك في كلّ المسطحات المائية على الأرض، في المياه شديدة البرودة بالقُطب الشمالي، وتعيش في المياه الاستوائيّة التي تكادُ تصل درجة الغليان، وفي الأنهار الجبليّة والجداول التي تجري تحت سطح الأرض، وإنّ من أنواعها ما يعيشُ أغلب حياته مدفوناً في الطين أو رمال قاع البحر، وللأسماك أهميّة كبيرة عند الإنسان، فصيدُها مصدر رزقٍ وغذاء للعديد من الناس، وقد يصطادها البعض للرياضة والتسلية، بينما يحتفظُ بها العديد من مُحبّي الحيوانات الأليفة بمثابة أسماكٍ للزينة، وقد تكونُ بعضها مؤذية للإنسان، حيث تُهاجم القروش وأسماك البيرانا والبركودة البشر في بعض الحالات، كما أنّ لدغات بعض الأسماك السامّة تتسبَّب الموت.[٢]
خصائص الأسماك
ليست كل الحيوانات التي تسكنُ البحار من الأسماك، فهي تنتمي إلى العديد من المجموعات، وأحد الاختلافات الأساسيّة بين الأسماك والعديد من مخلوقات الماء الأخرى أن لديها عموداً فقاريّاً وعظاماً (أو غضاريف) تدعمُ جسمها، ولكن العديد من حيوانات البحار هي لافقاريات عديمة العظام، فمن بينها القشريات، مثل السرطان والقريدس، أو الرخويات، مثل الأخطبوط والحبّار، أو كائنات أخرى كثيرة منها الديدان، وقناديل البحر، والإسفنج. وهناك بعض فقاريات البحار ليست من الأسماك أيضاً، فالعديدُ من الأشخاص يعتقدون بسبب التشابه في الشكل أن الحيتان والدلافين من الأسماك، ولكن هذه الحيوانات تُعتبر من الثدييات، وذلك لأنّها تفتقرُ للخياشيم، فهي تحتاجُ إلى تنفّس الأكسجين من الهواء الطلق، ومن ثمَّ تحبسُ أنفاسها طوال فترة وجودها تحت الماء لمُدّة قد تتجاوز الساعة، كما أن الحيتان من ذوات الدم الحار بينما الأسماك من ذوات الدم البارد (لا تستطيع تنظيم حرارة جسمها داخليّاً).[٣]
أنواع الأسماك
الأسماك هي حيوانات فقاريّة، وهي تنقسمُ إلى فئتين أساسيّتين بحسب تصنيف علماء الأحياء، وهُما الأسماك العظميّة والغضروفيّة، ومُعظم الأسماك تُعتبر عظمية، حيث يصلُ عددها إلى ما يقارب 24,000 نوع.[٤] والفارق الأساسيّ بين المجموعتين هو أنَّ للأسماك العظمية هيكلاً كاملاً من العظام يدعمُ جسمها، ويحمي أعضاءها الوظيفيّة، كما أنَّ لها أعضاءً خاصة تُساعدها على الطفو في الماء طوال الوقت، وهي تمثل أغلب أنواع السمك، وأما الأسماك الغضروفية وأهمّها أسماك القرش بكافَّة أنواعها والشفنين فليسَت في أجسامها سوى غضاريف طريَّة، وهي لا تستطيع البقاء عائمة إلا إذا استمرَّت بالسباحة بصُورة دائمة.[٥]
وتمتازُ الأسماك الغضروفية أيضاً بأنها عندما تتكاثر تُلقح بيوضها داخليّاً، ومن ثم تضعُ عدداً ضئيلاً من البيوض ضخمة الحجم، وتكون غنيَّة بالمُحّ الذي تتغذّى عليه الأجنّة الصغيرة، بل إنّ بعضها تلدُ صغارها أحياء بعد تفقيسهم داخلها، وأما الأسماك العظمية فإنَّ ذكورها تُلقّح البيوض بعد خروجها من جسم الأنثى، ويكون بيضهاصغيراً جداً (قد لا يتعدى قطره الملليمتر)، بينما عدده ضخم جداً، وهي لا توفّر رعاية أبويّة تُذكر لصغارها.[٤]
السّمات الأحيائية للأسماك
إحدى أهمّ ميزات الأسماك أنها قادرةٌ على امتصاص الأكسجين من الماء بخياشيمها، وهي تمتصّ الأكسجين، ومن ثم تُطلق ثاني أكسيد الكربون في الماء، ولكي يتنفس السمك لا بُدّ له من إدخال وإخراج الماء من خياشيمه عن طريق تحريك الفك، ولهذا تُرَى الأسماك وهي تغلق وتفتح أفواهها على الدَّوام، وبالمُقابل فإن هذه الحيوانات ليست قادرةً على تنفّس الأكسجين من الهواء الطلق، ولذلك فإنها (باستثناءات معدودة) تعجزُ عن الحياة خارج الماء، وللأسماك أعضاءٌ خاصَّة بتنظيم الملوحة في جسمها، حيث إنَّ الكلى والخياشيم تتكيف لتصفية الملح أو الاحتفاظ به بحسب موطنها، في حال كان بالمُحيط أو بالبحيرات والأنهار العذبة.[٣]
وتختلف حواسّ الأسماك بحسب حاجتها، فلو كانت تعيشُ قريباً من سطح الماء تكون لها عيونٌ صغيرة، ولو كانت تسكنُ الأعماق فإن عيونها تصبح كبيرة الحجم لمُساعدتها على التقاط الضوء الباهت في الأعماق، وفي غالبية أنواع السمك تكون هُناك عينٌ واحدة على كلّ جانب من رأسها، بحيث تستطيع رُؤية معظم مُحيطها، ولبعض الأسماك حاسة شمّ قوية جداً، فأسماك القرش تستطيع أن تشمّ الدماء في البحر بسُرعة شديدة لتُطارد ضحاياها، وليست لهذه الكائنات آذانٌ خارجية، وهي غير قادرةٍ على إصدار الأصوات إلا بتحريك عضلات جسمها.[٣]
القيمة الغذائية للأسماك
تُعدّ الأسماك المستخرجة من البحر من الأغذية المهمة التي يعتمد عليها الإنسان، لما لها من فوائد عظيمة وعناصر كثيرة يحتاج لها الجسم، ولأنها متوافرةٌ للعديد من سكان الدول الفقيرة الذين قد لا يكونُون قادرين على شراء اللحوم مُرتفعة الأثمان، وقد تفسدُ الأسماك بسرعة لو لم يتمَّ حفظُها، فالعديد منها تفقدُ صلاحيتها خلال اثنتي عشرة ساعة من صيدها في حرارة البلاد الاستوائية، ولذلك لا بُدّ من حفظها (بالتمليح أو التدخين أو التجفيف أو التخمير) لإيصالها إلى أكبر عددٍ من الناس، ويُعتبر لحم هذه الكائنات مصدراً مُمتازاً للبروتينات مُرتفعة الجودة، كما أن فيه كميات مُرتفعة من بعض المعادن، مثل الكالسيوم، والحديد، والفيتامينات مثل فيتامين أ وغيره.[٦]
ويتمُّ تصنيف لُحوم السمك إلى فئات بحسب قيمتها الغذائية، فالسمك الأبيض يكونُ خالياً تقريباً من الدهون (حوالي 1%)، وأما السمك الزيتي -ومنه السردين- فقد يحتوي على 25% من الدهون، ولكنه يكون غنياً بالفيتامينات، والأحماض الدهنية المُفيدة للإنسان بسبب قابليتها للذوبان في الدهون.[٦]