جُزر البليار في القارةِ الأوروبيّة
محتويات المقال
جُزر البليار
هي جزرٌ توجد في القارةِ الأوروبيّة، وتحديداً في إقليم كاتالونيا الإسبانيّ، وتقع في البحرِ الأبيضِ المتوسط قُبالةَ السّاحل الشرقيّ من شبه الجزيرة الإيبيريّة، ويتكون أرخبيل البليار من جزر: مايوركا، وكابريرا، ومينوركا، وايبيزا، وفورمينتيرا، وتصل مساحة الجُزر الإجماليّة إلى 4492 كيلومتراً مربّعاً، وتقع على خط الاستواء، وبين خطي عرض 40 درجة و38 درجة باتّجاه الشّمال، وبين خطي طول 1 درجة و4 درجة باتّجاه الشّرق، وتتمتع الجُزر بالحُكم الذاتي، وتتّخذ من منطقة بالما دي مايوركا عاصمةً للجزر.
تاريخها
دخلت الشعوب الجرمانيّة والمُكونة من السوابيون، والوندال، والأنس الجُزر في عام 406 م، واستقروا بالقرب من جبال البرانس، وفي عام 429 م نُهِبَتْ الجُزر من قِبل القرطاجيين، وفي عام 534 م احتُلّتْ الجُزر من قِبلِ قواتِ جوستنيانو، والذي قام بدوره بِدمجِ المنطقة مع الإمبراطوريّة البيزطنيّة، وخضعت الجزر للعديد من الاحتلالات من قبل ملوك دينيا، والإمبراطوريّة المرابطيّة، والموحدين إلى أنْ جاء الفتح المسيحيّ للجُزر في عام 1203 ميلاديّة.
تمّ توسيع منطقةِ تاج أراغون خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر لِتصل إلى نحو البحر الأبيض المتوسط، وساهَمَ هذا الأمر في تشكل جزر البليار باسمها الحاليّ، وكانت نسبةُ الأراغونيين الذين يحكمون المنطقة يتحدثون باللغة الكاتالونيّة هي ثمانين في المائة، وقاد ملك أراغون جيمس الأوّل أسطولاً نزل في مايوركا عام 1229 للبدء بسلسلةٍ من المعارك لاحتلال المنطقة كاملة.
اعتمد جيمس في حروبه على القتل العشوائيّ؛ مما أدى إلى الإبادة الجماعيّة للسكّان، وقام العديد من المسلمين الناجين من أحداث القتل بتنظيم صفوفهم بالقرب من منطقة الجبال؛ وذلك لِغايةِ الحفاظِ على الثقافات العربيّة والإسلاميّة في المنطقة، وامتدت هذه الثقافات لِنصف قرن، وقدِّم أسطول ألفونسو الثالث وفرانكو إلى ميناء ماهون في يناير عام 1287 ميلاديّة؛ من أجل التفاوض مع أهل الجزيرة للاستسلام وأنْ تكون المنطقة تحت حُكمهم.
تاريخها الحديث
احتلت القوات البريطانيّة جزيرة مينوركا لمدّةِ خمسةِ أعوام، وكان ذلك في أعقابِ حرب الخلافة بين هابسبورغ، وبوربون على مايوركا، وفي عام 1936 ميلاديّة كانت بداية الحرب الأهليّة الإسبانيّة؛ مما أدى إلى انقسام الجُزر إلى قسمين، وتمكّنت الجمهوريّة الإسبانيّة الثانية في ذلك الوقت من احتلال جُزر فورمونتيرا، وإيبيزا، ومايوركا، وحاولت القوات السيطرة على مينوركا إلّا أنّ ذلك باء بالفشل.
في عام 1939م استطاع فرانكو الانتصار في حربِ مينوركا بعد مساعدةٍ كبيرةٍ تلقّاها من قبل هتلر وموسلينيّ، وَوَحَّد المنطقتين تحت حُكمه، وفي هذه العام سعت الجُزر مُتمثلةً بإقليم كاتالونيا للانقسام الكُليّ عن البلاد الإسبانيّة، ويَعتقدُ الكثير من السياسيين بأنّ الإقليم يقترب شيئاً فشيئاً من الانقسام.