جابر رضي الله عنه
جابر بن عبد الله هو من كبار صحابة الأنصار، كنيته هي (أبو عبد الله)، شهد مع أبيه بيعة العقبة الثانية، وكان يومها لا يزال صبياً صغيراً، كان من حفاظ الحديث والسنن، وروى عنه الكثير من العلماء، مثل: عمرو بن دينار، وعطاء، وغيرهم.
روى جابر الكثير عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعن الصحابة والخلفاء الراشدين (أبي بكر، وعمر، وعلي)، وكان مفتي المدينة في زمانه، وقد قعد يوم أحد استجابة لأمر أبيه؛ لرعاية إخوته.
نسب جابر بن عبد الله وكنيته:
يذكر أن نسب جابر بن عبد الله هو: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلمي من بني سلمة. وأمه من بني سلمة أيضاً، وهي نسيبة بنت عقبة بن عدي. أما أبوه فهو عبد الله بن عمرو بن حرام الصحابي الجليل، الذي استشهد في غزوة أُحد.
قصة إسلام جابر بن عبد الله:
كان إسلامه -رضي الله عنه- باكراً، فقد شهد مع أبيه بيعة العقبة الثانية، وذلك لما لقي الرسول -صلى الله عليه وسلم- نفراً من الأنصار، كان جميعهم من الخزرج، فدعاهم الرسول، وهداهم إلى الإسلام، فاسلموا، ثم عندما عادوا إلى المدينة عملوا على نشر الإسلام فيها، فتفشى الإسلام بين أهل المدينة المنورة، وقد كف بصر جابر عنه في آخر العمر، وقد كان من الحافظين والمداومين على السنن.
أثر الرسول في تربية جابر بن عبد الله:
كان عبد الله بن عمرو، وابنه جابر بن عبد الله من المبكرين في دخول الإسلام، وكان جابر يومها لا يزال صبياً؛ مما جعل له نصيب من عطف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ورحمته وحنانه الكبير، وكان النبي -عليه السلام- من المهتمين بجابر بن عبد الله، وكان مداوم علي السؤال عنه وعن حياته وظروفه، وكان يوجهه دائماً إلى الخير.
عن جابر قال: قال رسول الله: “إذا خطب أحدكم المرأة، فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل”. قال: فخطبت جارية من بني سلمة، فكنت أختبئ لها تحت الكرب، حتى رأيت منها بعض ما دعاني إلى نكاحها، فتزوجتها.
أهم ملامح شخصية جابر بن عبد الله:
حرصه على الجهاد:
لم يشهد جابر بن عبد الله بدراً ولا أحداً؛ وذلك لأن أبوه منعه من ذلك، واستأثر به لنفسه؛ ليبقى جابر الشاب يرعى أخواته الست، ولكن بعدما استشهد أبوه عبد الله بن عمرو في أحد، بادر إلى الجهاد، والمشاركة في الغزوات، حتى أنه لم تفوته بعد ذلك غزوة مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- ؛ ولذلك فقد كان جابر بن عبد الله من السباقين لاغتنام أول فرصة تسمح له بالقتال، والجهاد في سبيل الله، إعلاءً لكلمة الله، ونصرة للدين، قال جابر: “غزا رسول الله إحدى وعشرين غزوة، غزوت معه تسع عشرة غزوة، ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا، منعني أبي، حتى إذا قُتل أبي يوم أُحد لم أتخلف عن غزوة غزاها”.
بعض مواقف جابر بن عبد الله مع الرسول:
يقول جابر لما استشهد أبوه في أحد، أخذ يرفع الغطاء عن وجهه ويبكي، وقد كان الصحابة الكرام يمنعونه وينهونه عن ذلك، وكان هناك أيضاً رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولكنه لم ينهه عن ذلك، وجاءت عمته فاطمة هي الأخرى وأخذت تبكي، فقال الرسول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- : “تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه”.
وفاة جابر بن عبد الله:
تُوُفِّي جابر بن عبد الله سنة أربع وسبعين، وهو ابن أربع وتسعين سنة، وصلى عليه أبان بن عثمان.