تنظيم الوقت
نسمع كثيراً عن التنظيم الوقت، وما يجعل هذا الموضوع ذا أهمية بالغة لدينا هو عدم مقدرة الغالبية من أداء كافة الأعمال المنوطة به أو التي يرغب بفعلها في وقت زمني معين، لا سيما ان الحياة مليئة بالمسؤوليات المختلفة والتي من الواجب علينا مراعاتها حسب اولوياتها في الحياة لدى كل شخص.
يختلف الأشخاص بإستغلالهم لوقتهم بشكل عام سواءاً بالعمل أو بالحياة اليومية، وهناك من يركز على جانب العمل واستغلال كافة وقته من أجله، وهنالك من يقدس العلاقات الاجتماعية على حساب العمل، وفي حقيقة الأمر ان تركيز وقتك في عمل شيء معين دون شيء آخر قد يعرضك لمجموعة من العواقب انت في غنى عنها، لذلك عليك استغلال وقتك أفضل استغلال.
يكون ترتيب الوقت حسب الأهميّة والأولويّة للمهام الواجب أدائها وإنهائها، فليس هنالك أسلوي أو طريقة محددة لترتيب الوقت، ويعود ذلك لاختلاف الأشخاص أنفسهم، واختلاف حياتهم، وظروفهم اليومية واهتماماتهم أيضاً.
من أسهل طرق تنظيم الوقت انشاء جدول تحدد فيه مهامك اليومية الأهم فالأقل أهمية وهكذا، ومن ثم ستقوم بتقسيم ساعات العمل الخاصة بك أو ساعاتك اليومية، الى أقسام زمنية محددة (ساعة، 30 دقيقة، 15 دقيقة) ومن ثم ستقوم بتوزيع هذه المهام على تلك الأقسام، بعض المهام قد تأخذ اكثر او اقل من الفترة الزمنية المحددة وهذا أمر طبيعي ولا داعي للقلق بشأنه فمع الوقت ستتمكن من ادارة وقتك بشكل أفضل، ويجب تسجل الوقت الذي تم استهلاكه في انجاز كل مهمة على حدا، وبهذا سيكون لديك جدول مبدئي لمهامك والوقت اللازم لانجازها، وبهذا ستتمكن من القاء الضوء على وقتك الضائع في بعض المهام الصغيرة التي لا تستدعي الوقت الطويل منك، فتخيل انك تقوم فقط باهدار دقيقة واحدة من كل ساعة عمل لديك، ولنعتبر بأنّك تعمل 8 ساعات يومياً خمسة أيام بالإسبوع، هذا يعني بانك تضيع 160 دقيقة شهرياً، 1920 دقيقة سنوياً أي 32 ساعة، فتخيل ما يمكنك انجازه بهذا الوقت، وهذا مثال بسيط جداً فقط لثمانية دقائق يومياً، فكم سيكون لو كان 15 دقيقة مثلاً … وقس على ذلك.
في البداية قد يواجه العديد من الأشخاص صعوبات مختلفة في تنظيم أوقاتهم، فالبعض يقول أن تسجيل مهامه بحد ذاته اهدار للوقت، لكن هذا اعتقاد خاطئ، فمع الوقت ستتمكن من تحديد مهامك بشكل أسرع وستجني ثمار تخطيطك، والبعض يقول بأن الالتزام بتنظيم الوقت سيطفي عليك الشعور بأنك رجل آلي، وهذا ليس صحيحاً لأنك مهما حاولت تنظيم وقتك بشكل فعال لابد من مواجهتك لأمور عديدة ومفاجئة غير مخطط لها، وهنا ستأتي مهاراتك الحقيقة في ترتيب أعمالك حسب الأهمية بالإضافة للأمور الغير مخطط لها.
يلوم الكثير الآخرين على ضياع وقتهم ويلومون الظروف المحيطة كذلك، فلا تجعل هذا شيء ذريعة لك لتبرر اهدارك الوقت، فعليك التحكم بعلاقاتك مع الآخرين ببساطة وسلاسة، فحين يطلب منك الآخرين المساعدة وانت لديك العديد من المهام بامكانك الاعتذار بلباقة عن ذلك ما دام أنّه سيأخرك في إنجاز أعمالك.
وفي الختام سنذكر لكم بعض ايجابيات تنظيم الوقت:
- التغلب على الضغوطات النفسية في العمل أو في حياتك اليومية.
- قضاء وقت أكبر مع العائلة او للراحة والترفيه.
- تحسين الانتاجية وانجاز الأهداف.
- زيادة الوقت للتطوير الذاتي.
- الشعور العام بالرضى.