تعريف غاز الاعصاب
ماهو غاز الأعصاب بقلم: حيدر حسين علي غاز الأعصاب.. دقة التسمية والماهية: قبل الحديث عن ماهية غاز الأعصاب لابد من توضيح بشأن هذه التسمية ومدى دقتها. أن تسمية غاز الأعصاب ليست دقيقة بالمرة من الناحية النظرية حيث يجب الاستعاضة عنها بتسمية أعم لتكون غازات الأعصاب لوجود أنواع عدة من هذه الغازات وليس نوع واحد. غازات الأعصاب عموماً هي مركبات عضوية فسفورية تعمل على وقف عمل مادة “الكولين استيريز” الناقلة للنبضات العصبية في أجسام الكائنات الحية ويؤدي استنشاق كمية كبيرة منها لثوان قليلة إلى الوفاة بينما يؤدي استنشاق كميات أقل إلى ظهور أعراض عدة كآلام في العينين وتقلصات في عضلات الوجه والعضلات الأخرى وتشنجات عصبية و ظهور رغاوى حول الفم مصحوبة بإسهال وتبول لا إرادي. غازات الأعصاب.. النشأة والأنواع: هنالك أنواع متعددة من غازات الأعصاب سنتطرق لها باقتضاب في السطور القادمة من هذا المقال فيما سنركز الآن على نشأة هذه الغازات وصناعتها التي تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي حيث تم تحضيرها بواسطة مجموعة باير الصناعية الألمانية. ومن أهم هذه الغازات السارين والتابون والسومان ونوفي تشوك أما أشهرها فهو غاز الـVX الذي سيكون محوراً لهذا المقال.
غاز الـVX أو غاز الأعصاب: يعتبر غاز الـVX أو غاز الأعصاب سبباً وجيهاً لإطلاق هذه التسمية على غازات الأعصاب واختزالها في صيغة المفرد بدلاً من صيغة الجمع لخطورته كونه يعد أخطر أنواع السموم التي تم اكتشافها إلى حد الآن. يدخل غاز الأعصاب أو الـVX في صناعة الأسلحة الحديثة الفتاكة للتسبب بأكبر عدد ممكن من الخسائر في البشر والحيوانات والنباتات.ويصنف الـVX ضمن أسلحة الدمار الشامل وفقاً لقوانين ألأمم المتحدة ويعتبر من الأسلحة المدمرة للحياة بسبب تأثيراته التي تشمل جميع ألكائنات الحية.
الـVX …الماهية وأعراض الاستنشاق: الـVX سائل زيتي اخضر اللون عديم الرائحة يتحول إلى غاز بعد انفجاره مباشرةً لينتقل خلال دقائق في الهواء ليتسبب في نفوق كافة الكائنات الحية المستنشقة له. يؤثر الغاز بشكل مباشر على الأعصاب لذا فقد جاءت تسميته من ذلك حيث تشمل أعراض استنشاقه غشاوة في البصر وصعوبة في التنفس واختلاج العضلات والتعرق و التقيؤ والإسهال والغيبوبة والتشّنجات وتوقف التنفس الذي يؤدي في النهاية إلى الموت. الـ VX ..بدايات الاكتشاف والخطورة: لقد تم اكتشاف الـ VX أو غاز ألأعصاب عن طريق الصدفة عام 1954في مختبرات سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة ألأمريكية عن طريق مزج بعض الغازات عن طريق الخطأ ليولد بالنتيجة هذا الغاز الذي لم يتمنى البشر ولادته بالمرة. أن خطورة غاز الأعصاب تكمن في تأثيره على البشر و سرعة انتشاره حيث يتفاعل مع جزيئات الأوكسجين و يتزايد بسرعة هائلة حيث يكفي مقدار ملعقة شاي منه لقتل كل الكائنات الحية في دائرة نصف قطرها 150 كيلو متر مربع. تأثير الـ VX على الإنسان: أن غاز الأعصاب مادة قاتلة للبشر و يؤثر على الجلد والأعصاب بصورة رئيسية فحينما يتعرض الإنسان إلى جرعة منه يعاني من آلام شديدة في الظهر حيث يعمل الغاز على إيقاف الايعازات العصبية داخل النخاع الشوكي خلال مدة تتراوح بين 20-30 ثانية ما يقود إلى تشنج الضحية و عدم قدرتها على التنفس بسبب شل عضلة الحجاب الحاجز. ويشعر الإنسان بآلام حادة في المفاصل ويحس بانكسار العمود الفقري له خلال السعال الحاد الذي يؤدي بالنتيجة إلى تمزق الرئتين و تقيء الأحشاء الداخلية لجسم الإنسان عن طريق الجهاز الهضمي بعد ذوبان الجلد و سقوطه على الأرض.إن عمل الـ VX يتركز على زيادة سرعة عمليات الأيض في جسم الإنسان بمقدار عشرين ضعفاً عن سرعتها المعهودة ما يسبب الموت في النهاية.
النجاة من الـ VX: إن الطريقة الوحيدة للنجاة من هذا الغاز القاتل في حال التعرض له هي حقن الضحية بجرعة من مادة الأتروبين وهي مادة كيميائية تستعمل لتقليل سرعة عمليات الأيض في جسم الإنسان شريطة أن حقنه بها مباشرة في القلب لضمان سرعة انتقالها إلى بقية أعضاء الجسم و بعد وقت لا يتجاوز الـ20 ثانية من زمن التعرض للغاز لذا فأن النجاة من هذا الغاز تكاد تكون صعبة جداً إن لم تكن مستحيلة.