تعريف تعاطي المخدرات
محتويات المقال
المُخدّرات
تُعَرّف المُخدّرات على أنّها موادّ تؤثّر في وظائف الجسم بشكلٍ سلبيٍّ، إذ يتمّ تناوُلها لأغراض غير طبيّةٍ أو علاجيّة، وتتسبّب بإحداث تأثيراتٍ خطيرةٍ وغير متوقّعة، ويعتمد تأثيرها في الجسم على عدّة عوامل منها؛ نوع وكميّة المادّة المُستهلَكة، بالإضافة إلى مكان ووقت التعاطي، وتعَدُّد الأنواع المُستَهلكة ودمجها معاً، والاختلافات الفرديّة بين الأشخاص مثل الوضع الصحيّ للشخص المُتعاطي وبُنيته الجسمانيّة.[١][٢]
فئات المُخدّرات
المُنشطات
تتسبّب المُنشّطات (بالإنجليزية: Stimulants) بإحداث فرطٍ في النشاط، وزيادة في سرعة نبضات القلب (بالإنجليزية: Heart Rate)، ونشاط الدماغ،[٣] ومن الأمثلة عليها ما يلي:
- الكوكايين: على الرغم من استخدام الكوكايين (بالإنجليزية: Cocaine) من قبل الأطباء كمخدّرٍ موضعيٍّ (بالإنجليزية: Local Anesthetic) في بعض الأحيان عند إجراء العمليّات الجراحيّة، إلّا أنّه يُعدّ من المنشّطات ذات التأثير الإدمانيّ القويّ، ويُعتبَر من الأدوية المحظورة، ومن الجدير بالذكر أنّه يُستخرج من أوراق نبتة الكوكا (بالإنجليزية: Coca Plant).[٤]
- الميثامفيتامين: يتميّز الميثامفيتامين بطعمه المُرّ، وبمظهر بلّوراته الشبيهة بفُتات الزّجاج أو الصخر المشعّ الذي يميل لونه إلى الأزرق، وقد يُستخدَم على شكل مسحوقٍ أو حبوب، ومن الجدير بالذكر أنّه يُشبه في تركيبه الكيميائيّ دواء الأمفيتامين (بالإنجليزية: Amphetamine) الذي يُستخدَم في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (بالإنجليزية: Attention-Deficit Hyperactivity Disorder)، واضطرابات النوم، وغيرها من الحالات الصحيّة.[٥]
الأفيونات
تُعتبَر الأفيونات (بالإنجليزية: Opioids) أحد أصناف الأدوية المُسكّنة للألم (بالإنجليزية: Painkillers) التي ترتبط بمستقبلاتٍ خاصة بها موجودة على الخلايا العصبية المنتشرة في الجسم والدماغ، مما يؤدي إلى تثبيطها لعمل الجهاز العصبيّ المركزيّ (بالإنجليزية: Central Nervous System)، وتؤثّر هذه الأدوية كذلك في عملية التنفس، وبالرغم من قدرتها على تسكين الألم إلا أنّها تُسبّب الشعور بالابتهاج والنشوة (بالإنجليزية: Euphoria)، الأمر الذي يجعل منها أدويةً قابلة للإدمان، وتجدر الإشارة إلى أنّ استخدامها لفترة قصيرة تحت إشرافٍ طبيٍّ لا يُسبّب الإدمان، ولكن إذا تمّ استعمالها دون وصفة طبية، أو لغرضٍ غير طبيٍّ، أو لفتراتٍ طويلةٍ لغرضٍ طبيّ قد يؤدي إلى إدمان الشخص لها، ومنها الأفيونات الصناعيّة مثل الفينتانيل (بالإنجليزية: Fentanyl)، والأوكسيكودون (بالإنجليزية: Oxycodone)، والكودايين (بالإنجليزية: Codeine)، والمورفين (بالإنجليزية: Morphine)، وهناك أيضاً الهيروين (بالإنجليزية: Heroin) الممنوع استخدامه.[٦][٣]
المُهلوسات
تُعتبَر المُهلوسات (بالإنجليزية: Hallucinogens) من المخدّرات التي تؤثّر في إدراك الشخص للمكان، والزمان، والواقع،[٣] ومن أنواع المواد المُهلوسة ما يلي:
- الماريجوانا: يشير مصطلح الماريجوانا (بالإنجليزية: Marijuana) إلى بعض الأجزاء المُجفّفة من نبات القنّب الهندي (بالإنجليزية: Cannabis sativa) مثل الأوراق، والأزهار، والبذور، والجذع، حيث يتم استخراج مُستخلَصاتٍ منها لاستخدامها كمادّة مهلوسة، وذلك لأنّ نبات القنّب الهندي يحتوي على موادّ تؤثّر في العقل مثل مادّة رباعي هيدرو كانابينول (بالإنجليزية: Delta-9-Tetrahydrocannabinol) وغيرها من المركّبات.[٧]
- السيلوسيبين: ويُسمّى السيلوسيبين (بالإنجليزية: Psilocybin) بأسماء أُخرى مثل الفطر السحريّ (بالإنجليزية: Magic Mushrooms) وغيرها، وذلك بسبب تواجده في أنواع معيّنةٍ من الفطر الموجود في المكسيك، وأمريكا الوُسطى، والولايات المُتّحدة الأمريكيّة، حيث يُستَخدم طازجاً أو بعد تجفيفه، ويُسب شعور الشخص بالابتهاج والنشوة بسبب تأثيره في مُستقبلات الناقل العصبيّ سيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin) في الجهاز العصبيّ المركزيّ.[٨]
- عقار إل إس دي: حيث يُعتبَر عقار ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك، اختصارا إل إس دي، (بالإنجليزية: LSD) من أقوى المواد الكيميائيّة التي تمتلك القدرة على تغيير المزاج، ويتمّ تصنيع بلّورات هذه المادّة – التي يتمّ تحويلها إلى مادّة سائلة عديمة الرائحة واللون – مخبريّاً بشكلٍ غير قانونيٍّ من حمض الليسرجيك (بالإنجليزية: Lysergic Acid) الموجود في فطر الإرغوت أو ما يُسمّى بمهماز الشيلم (بالإنجليزية: Ergot)، وتمتلك طعماً مُرّاً قليلاً، وبغضّ النظر عن الشكل المُستَخدم منها، فهي تتسبّب في عزل المُتعاطي عن الواقع بصورةٍ خطيرةٍ.[٩]
المُهدّئات والمُثبّطات
تُسمّى المهدّئات (بالإنجليزية: Sedatives) أيضاً مُثبّطات الجهاز العصبيّ المركزيّ (بالإنجليزية: Central Nervous System Depressants)، وتشمل عدّة أصنافٍ من الأدوية مثل؛ الباربتيورات (بالإنجليزية: Barbiturates)، والبنزوديازيبينات (بالإنجليزية: Benzodiazepines)، والأنواع الأُخرى من الأدوية المُنوّمة والمُهدّئة (بالإنجليزية: Sedative-Hypnotics)، وأدوية التخدير (بالإنجليزية: Anesthetics)، وبعض أنواع مُضادّات الهستامين (بالإنجليزية: Antihistamines)، وبعض المُركّبات العُشبيّة، ويُصنّف البعضُ الأفيونات على أنّها إحدى مجموعات المهدّئات والمُثبّطات كذلك، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الأدوية قد تُستخدم في بعض الحالات الصحيّة تحت إشراف الطبيب المختص، وإنّ استخدامها بدون وصفة طبية يُعتبر عملاً غير قانونيٍّ، لما تُسبّبه من إدمان ومشاكل خطيرة على صحة المُتعاطي.[١٠][٣]
أضرار المُخدّرات
ينتج عن تناول المخدّرات مشاكل صحية وسلوكية خطيرة، ومنها ما يلي:[١١]
- ضعف الجهاز المناعيّ (بالإنجليزية: Immune System)، وبالتالي زيادة احتماليّة الإصابة بالأمراض والعدوى.
- مشاكل في جهاز القلب والدوران (بالإنجليزية: Cardiovascular System)، مثل عدم انتظام ضربات القلب، والنوبات القلبيّة (بالإنجليزية: Heart Attack)، وإصابة الأوعية الدمويّة وصمامات القلب بالعدوى.
- الشعور بالغثيان (بالإنجليزية: Nausea)، والاستفراغ، وآلام البطن.
- زيادة إجهاد الكبد، مما قد يتسبّب بحدوث فشلٍ في الكبد (بالإنجليزية: Liver Failure).
- زيادة حالات الوفاة والعجز والإعاقة.
- التسبّب بمشاكل في الدماغ، مثل السكتة الدماغيّة (بالإنجليزية: Stroke)، والتشنّجات (بالإنجليزية: Seizures)، وفقدان التركيز والذاكرة، وعدم القدرة على اتخاذ القرارات.
- التسبّب بمشاكل سلوكيّة، مثل العدوانيّة، والهذيان، وجنون الارتياب (بالإنجليزية: Paranoia)، والتهوّر، وفقدان التحكّم بالذات.
- قد تتسبّب بإحداث مشاكل في الولادة (بالإنجليزية: Birth Defects)، مثل الولادة المبكّرة، أو انخفاض وزن الطفل المولود، كما أنّ بعض المواد قد تُحدث خطراً على صحّة الحمل.
الاعتماد النفسيّ والجسديّ
تتقارب مظاهر الاعتماد النفسي (بالإنجليزية: Psychological Dependence) مع مظاهر الاعتماد الجسديّ (بالإنجليزية: Physical Dependence)، ويُعتبَر من الصعب فصلها والتمييز فيما بينها، وقد يعاني الشخص من أحدهما أو كليهما، ويمكن القول أنّ الاعتماد الجسديّ والذي يُسمّى أيضاً بالإدمان (بالإنجليزية: Addiction) يُشير إلى اعتماد الشخص على مادّةٍ ما بهدف الحفاظ على قدرته في العمل، وأداء وظائفه بشكلٍ طبيعيٍّ، ومنع حدوث الأعراض الانسحابيّة (بالإنجليزية: Withdrawal Symptoms)، ويحدث عادةً عند الاستخدام المُتكرّر للمادّة بشكلٍ يوميٍّ على مدار أسابيعَ أو أكثر. أمّا الاعتماد النفسيّ، فهو شعور الشخص بالحاجة المُلحّة لاستخدام مادّةٍ مُعيّنةٍ بغضّ النظر عن الآثار السلبيّة المترتّبة على استخدامها، حيث تُصبح محور تفكيره، وعواطفه، وأفعاله، ومن الجدير بالذكر أنّ أيّ دواء يمكنه أن يُحدث اعتماداً نفسيّاً، إلّا أنّ الاعتماد الجسديّ محصورٌ بموادّ معيّنةٍ.[١٢]