بماذا لقب عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب المكنى بأبي حفص هو أمير المؤمنين وثاني الخلفاء الراشدين المبشرين بالجنة ومن أعظم الصحابة وأرفعهم قدراً ومنزلة فقد كانت له مكانة كبيرة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم وفي زمن أبي بكر الصديق وعندما تولّى رعاية شؤون المسلمين وأصبح خليفتهم بعد موت أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وقد أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم لقب الفاروق إذ فرق الله به بين الحق والباطل.
وقد أطلق الرسول صلى الله عليه وسلم لقب الفاروق يوم إسلامه فقد بدأت قصة إسلام عمر الفروق عندما أقدم على قتل الرسول عليه الصلاة والسلام إلّا أنّه في طريقه علم بإسلام أخته فاطمة بنت الخطاب وابن عمه سعيد بن زيد فانطلق إليهما على الفور، وفي ذلك الحين كان خباب بن الأرت رضي الله عنه جالساً معهما يعلمهما القرآن وحينها دخل عمر الفاروق عليهم وضرب سعيد بن زيد وأخته فاطمة ضربة شقت وجهها فسقطت منها الصحيفة التي كانا يقرآن منها، فأراد قراءة ما فيها لمعرفة السبب الذي جعلهما يكفران بآلهة قريش ويدخلان في الإسلام إلا أنّ أخته فاطمة أبَت أن يقرأها إلا بعد أنّ يتوضأ، وعندما توضأ عمر رضي الله عنه وقرأ ما في الصحيفة والتي كانت تحوي على الآيات الأوائل من سورة طه والتي هزت عمر بن الخطاب بكل جبروته وهو ما جعله ينطق بالشهادتين على الفور لعلمه أنّ هذا ما هو بقول البشر.
وطلب بعدها عمر ممن معه بأن يرشدوه على مكان محمد رضي الله عنه وهذا ما فعله خباب بن الأرت والفرح يملأ قلبه فقد كان إسلام عمر بن الخطاب قد جاء بعد إسلام حمزة بن عبد المطلب بثلاثة أيام واللذان كانا يعدّان من أقوياء قريش وأشدهم بأساً وعزيمة، فعندما طرق عمر الباب على المسلمين في دار الأرقم ارتعب المسلمون فطلب حمزة من الرسول عليه السلام أن يمسكه ويقتله فأبى عليه السلام وعندما دخل قام الرسول صلى الله عليه وسلم بإمساكه فقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام من أشد الناس بأساً وقوة فقد كانت قوته عليه السلام تعادل الثلاثين شخصاً والأربعين في روايات أخرى وهذا ما يظهر في السيرة النبوية في العديد من الغزوات والمواقف.
فبعد أن أمسك الرسول صلى الله عليه وسلم بعمر بن الخطاب قال: أما آن الأوان يا بن الخطاب وعندها نطق عمر بالشهادتين وعمت الفرحة بين المسلمين وعندها قال عمر بن الخطاب للرسول عليه السلام على الفور: “يا رسول الله ألسنا على الحق؟ “، فأجابه: “نعم”، قال عمر: “أليسوا على الباطل؟ “، فأجابه: “نعم”، فقال عمر بن الخطاب: “ففيمَ الخفية؟ “، قال النبي: “فما ترى يا عمر؟”، قال عمر: “نخرج فنطوف بالكعبة”، فقال له النبي: “نعم يا عمر”، وعندها انطلق المسمون للمرة الأولى منذ نزول الوحي في مكة وقد علا تكبيرهم على شكل صفين على رأس الأول عمر بن الخطاب وعلى رأس الثاني حمزة بن عبد المطلب ومحمد عليه الصلاة والسلام في الوسط من دون أن يستطيع الكفار المساس بهم لرباطة جأش عمر وحمزة رضي الله عنهما وحينها قام عليه السلام بتسميته رضي الله عنه بالفاروق فقد فرق الله به بين الحق والباطل وبين مرحلتين مهمتين من مراحل الإسلام وهما الدعوة السرية وانطلاقة الإسلام الأولى وهي الدعوة الجهرية.