بعد خلع ضرس العقل
محتويات المقال
خلع ضرس العقل
تُعرّف أضراس العقل على أنّها المجموعة الثالثة والأخيرة من الأضراس. وتظهر عند معظم الشباب في أواخر العقد الثاني وبداية الثالث من العمر، ويضطّر أغلب الناس إلى خلعها كونها تخرج بشكل غير لائق وغير صحي في معظم الأحيان، مع بقاء إمكانية ظهورها بشكل سليم عند البعض الآخر. وما يحدث عند ظهورها بشكل غير سليم أنّها تنمو بشكل أفقيّ إمّا إلى الداخل أو إلى الخارج، وهو ما يُنتج ضغطاً على الأسنان المجاورة وعلى عظم الفكّ وعلى الأعصاب، وتكون بذلك أيضاً عرضةً أكبر للتكسّر وما يتبعه من دخول للبكتيريا مُسبّبة بذلك العدوى، عندها يشعر المريض بأعراض تلك العدوى من ألم وانتفاخ وتشنّج في الفك، وتكون مهيّئةً أيضاً وبشكل أكبر للتسوّس وأمراض اللثة.[١]
الأمور التي يجب اتباعها بعد خلع ضرس العقل
تعتمد سرعة الشّفاء بعد خلع ضرس العقل على مدى صعوبة عمليّة الخلع، فتختلف بين ضرس العقل البارز بشكل كامل وذلك الذي يحتاج لعمليّة خلع بسيطة، وذلك المنغرز في عظم الفك. وبشكل عام، هنالك عدّة أمور ينصح باتّباعها بعد عمليّة خلع ضرس العقل؛ لتخفيف ما يُصاحبها من ألم ونزيف وتوّرم وغيرها، ومن هذه الأمور ما يأتي:[٢]
- في اليوم الأول:
- خلال السّاعات الأولى بعد الخلع يُنصح بالعضّ على قطع الشّاش الموضوعة مكان العمليّة والحفاظ عليها في موضعها، وعدم إزالتها قبل مرور ساعة بعد خلع ضرس العقل، مع إمكانيّة تغييرها قبل ذلك إذا كان النزيف شديداً، ويفضّل ترطيب قطع الشاش بالماء قبل وضعها للاستفادة منها بشكل أكبر.
- ينصح بتجنّب عدّة أمور: كالعبث بمكان العمليّة، أو المضمضة بشكل مبالغ به، أو تنظيف الأسنان بالفرشاة بشدّة، أو التدخين؛ لما لهذه الأمور من أثر في تأخير عمليّة شفاء الأنسجة وجفاف مكان العمليّة، ممّا يُهيّئها للنزيف بشكل أكبر.
- المحافظة على نظافة الفم؛ كتنظيف الأسنانباستخدام الفرشاة مع توخّي الحذر عند استخدامها على مكان الضرس المخلوع، والمضمضة مرتين أو ثلاث مرّات في اليوم خصوصاً بعد الأكل، كما وينصح بالمضمضة بالماء والملح بعد مرور 24 ساعة على إجراء العمليّة إذا كان هنالك نزيف بسيط.
- يُفضّل اللجوء للراحة بعد عمليّة خلع ضرس العقل، وتجنّب القيام بأي أنشطة مُجهدة؛ كحمل الأشياء الثقيلة والانحناء، لما لها من دور في زيادة الألم والنّزيف والتورّم، كما قد يعاني بعض الأشخاص منالدّوخة بعد الوقوف بشكل مفاجئ. وكذلك يُنصح بتجنّب إجراء التمارين الرياضيّة مدة 3 أو 4 أيام بعد عمليّة الخلع.
- من الشائع استمرار خروج القليل من الدم لمدة قد تصل إلى يومين بعد العمليّة، فيُنصح عندها بالضّغط على قطع الشاش وتغييرها كلّما لزم الأمر. أمّا إذا كان النزيف شديداً أو استمر لمدّة طويلة، فقد تكون قطع الشاش غير موضوعة بشكل صحيح على مكان الضّرس المخلوع، ويجب إعادتها لمكانها المناسب لإيقاف النزيف. أمّا إذا استمرّ النّزيف، فإنّه يُنصح بوضع الثلج عليها، أو استخدام قطع الشّاش المغموسة بالشاي لمدّة نصف ساعة؛ لأن مادة التانين الموجود فيه تعمل على تنشيط عمليّة تخثّر الدم.
- من الطبيعي حدوث تورّم في مكان الخلع، قد يصل لحدِّه الأقصى بعد مرور يومين أو ثلاثة أيام بعد العمليّة، ويمكن تخفيف حدّة هذا التورّم باستخدام الكمّادات الباردة أو تلك المحتوية على قطع الثّلج على الجانب الخارجي من الخد في الجهة المقصودة، توضع لمدّة 20 دقيقة ثم تُزال، وتُعاد الكرّة كل 20 دقيقة أخرى، وهكذا خلال اليوم الأول. وقد تُصرف أيضاً أدوية مُخصّصة لتخفيف التورّم.
- تناول مسكّنات الألم، إذ قد يشعر الكثير من الناس بالألم بعد خلع ضرس العقل، وقد يعاني البعض منالغثيان جرّاء تناول كميّات كبيرة من المُسكّنات، عندها ينصح بتناول كمّيات قليلة من الطعام للتّخفيف من الغثيان.
- تجنّب تناول الأطعمة الحارّة، وكذلك يُنصح بعدم استخدام الماصّة لبضعة أيام بعد العمليّة، وقد يتم اللّجوء في بعض الأحيان لاقتصار الوجبات على السّوائل والأطعمة المهروسة. وكذلك تجنُّب الأغذية التي قد تعلق بين الأسنان، كالأرز، والحبوب، والبندق، والفشار. ومع ذلك، يجب عدم إهمال الوجبات الرئيسة لأهميّتها في عملية الشّفاء.
- قد يعاني البعض من الغثيان والاستفراغ بعد العمليّة نتيجة إمّا لابتلاع الدم أو من المُخدّر أو بسبب مُسكّنات الألم، لكنّها تختفي وحدها مع الوقت، وقد يُساعد تناول القليل من المشروبات الغازية على التخلّص منها.
- في اليوم الثاني والثالث بعد العمليّة:
- المضمضة بالماء والملح مرّتين على الأقل يوميّاً؛ للمحافظة على نظافة الفم، وكذلك تنظيف الأسنان باستخدام الفرشاة، الأمر الذي قد يمنع الألم والتورّم من التطوّر، ومن المهم أيضاً تنظيف المنطقة المحيطة بمكان الخلع للمساعدة في عمليّة الشفاء.
- استخدام الكمّادات الحارّة الرّطبة على مكان الخلع بعد مرور يومين على العمليّة؛ وذلك لإزالة البقع السوداء أو الزرقاء أو الخضراء التي قد تظهر مكان العملية نتيجة للكدمات الحاصلة تحت أنسجة ضرس العقل المخلوع.
- قد تظهر حوافّ عظميّة في مكان الضرس المخلوع، وذلك أمر طبيعيّ، إذ إنّها أجزاء من العظم المحيط بضرس العقل. وقد تختفي الصغيرة منها بعد مرور أسابيع من العمليّة.
- استخدام المستحضرات المُرطّبة للمحافظة على رطوبة الشفاه؛ لما قد يلحقها من جفاف وتشقّق بعد العمليّة.
- علاج احتقان الحلق، وهو أمر من الشائع حدوثه بعد خلع ضرس العقل نتيجة لتورّم العضلات وصعوبة البلع، وقد يختفي وحده دون علاج بعد مرور ثلاثة أيّام.
- تحريك عضلات الفكّين؛ للتخفيف من التشنّج الذي يُصيبها، والذي قد يستمرّ لأسابيع بعد العمليّة.
الحالات التي يجب عندها خلع ضرس العقل
ليس بالضرورة خلع ضرس العقل في جميع الحالات؛ خاصّةً إذا كان سليماً وبارزاً بشكل كامل، ومتموضع بشكل صحيح نسبةً للأسنان المجاورة والمقابلة له. ووفقاً لجمعيّة أطبّاء الأسنان الأمريكيّة، فقد يكون من الضروري خلع ضرس العقل إذا صاحبه الشعور بالألم، أو إذا تعرّض للالتهابات المُتكرّرة، أو إذا تكوّنت فيه الخرّاجات، أو أَلحق ضرراً بالأسنان المحيطة به، أو إذا ظهر فيه ورم معيّن، أو إذا أدّى إلى أمراض في اللثّة، أو إذا تعرّض للتسوّس الشّديد.[٣]