الهضاب
تتكوّن الكرة الأرضيّة من جزئين أساسين وهما: اليابسة والماء، حيث تشكّل الماء النسبة الأكبر من مساحة الكرة الأرضيّة، بما فيها البحار، والمحيطات، والأنهار، والينابيع، والبحيرات. بينما تختلف مظاهر الأرض وتضاريسها على اليابسة، وتتنوّع بإختلاف العوامل المؤثّرة في الأرض؛ فلدينا السهول، والجبال، والوديان، والصحاري، والهضاب، والتلال، والغابات، والأغوار، وغيرها من مظاهر الأرض في اليابسة. هنا سنتحدّث عن الهضاب وتعريفها، وأنواعها، والعوامل المؤثرة في تكوينها، وما أهي أشهر الهضاب في العالم.
الهضاب هي عبارة عن أراضي مرتفعة ومسطّحة، تمتد على مساحات واسعة تصل إلى المئات من الكيلومترات المربّعة. وللهضاب قمم كقمم الجبال والتلال أيضاً، وهي تمتاز عن الجبال والتلال بأنّها تتجانس في إرتفاعاتها بين الأجزاء المختلفة للهضبة. ويحيط بالهضبة جانب منحدر أو أكثر من جانب، وهي غالباً ما تهبط إلى الأرض المحيطة بها بشكل فجائي، فيبدو المنحدر على شكل حائط. بعض الهضاب قد ترتفع فيها جانب أو أكثر من جانب عن بقيّة المستوى العالم للهضبة، حيث أنّ حاجز الهضبة يكون صلباً، ومنحدراتها مائلة بشدّة، وبذلك فإنّ بعض الهضاب أحياناً يكون سطحها واضحاً ويكون شكل الهضبة يشبه “المنضدة”.
أمّا العوامل الأساسية التي تساعد في تكوين الهضاب بكل أنواعها فهي مختلفة، ولكنها تتلخص بالآتي: أوّلا قد تكون طبيعة التكوين السطحيّ للهضبة ودرجة تماسك الهضبة وصلابتها، وثانياً فإنّ المياه الجارية السطحيّة تؤثّر في تشكيل الهضبة، وثالثاً فإنّ التباين والإختلاف الكبير في درجات حرارة الطقس في الليل والنّهار في اليوم وإختلاف الحرارة بين فصل الصيف والشتاء.
هناك أنواع مختلفة من الهضاب التي تشكّلت بفعل عدّة عوامل، من هذه الأنواع:
أوّلاً: هضاب الرفع: هي عبارة عن هضاب تكوّنت بسبب حركات الرفع التي تحدث من باطن الأرض، حيث أدّت حركات الأرض هذه إلى رفع أجزاء معيّنة من الأرض، لتشكّل الهضاب المستوية. ومن الأمثلة على هذه هضاب الرفع: هضبة النقب في فلسطين، وفي الهند هناك هضبة الدكن.
ثانياً: الهضاب البركانيّة: وهي عبارة عن هضاب تكوّنت بسبب تجمّع مواد بركانيّة تسمّى اللافا وقد انصهرت على سطح الأرض وتجمّدت على شكل أفقيّ. ومن الأمثلة على هذا النّوع من الهضاب: هضبة اليمن في شبه الجزيرة العربيّة، وفي سوريا هناك هضبة حوارن، وفي إثيوبيا هناك هضبة الحبشة.
ثالثاً: هضاب التّعرية: وهي عبارة عن هضاب تكّونت بسبب الرياح والأمطار والمياه الجارية السطحيّة من المناطق المرتفعة، وهي هضاب شبه مستوية. ومن الأمثلة على هضاب التّعرية: في شبه الجزيرة العربيّة لدينا هضبة نجد، والهضبة الإفريقيّة الكبرى في قارّة إفريقيا والتي تمتاز بكثرة أحواضها، ووديانها الجافّة، وحافاتها القاريّة، وكتلها الجبليّة.