المذاكرة الصحيحة
لا يتحقق النجاح للطالب دون أن يكون مستعدا استعدادا صحيحا، والاستعداد الصحيح هو المذاكرة الفعّالة التي تؤتي ثمارها وقت الامتحان، ولا تكون المذاكرة بطول المدة التي يقضيها الطالب في الدراسة والحفظ؛ فقد يمكث الطالب وقتا طويلا، ولا يهدر دقيقة في سبيل الحفظ، لكنه يتفاجأ في الامتحان أنه ليس على درجة كافية من الحفظ والاستعداد، وقد تضربه خيبة أمل شديدة، تفقده تركيزه، فيضيع ما علق بذاكرته، وتحيط به المخاوف، ويزداد قلقا واضطرابا، فتكون النتيجة وخيمة لا ترضيه ولا ترضي أحداً. وهذه المشكلة تؤرق الطلبة دائماً، ويكاد جميع الطلبة يقعون في مستنقع القراءة أو المذاكرة غير الصحيحة وغير المجدية، فماهي الطرق الصحيحة التي ترسخ المعلومات في الذهن، وتساعد الطالب على استدعاء المعلومات في وقت الإمتحان؟
قبل البدء بعرض الطرق المناسبة والصحيحة للمذاكرة على الطلبة وكل من يتهيأ لأمر سواء أكان امتحان أو مقابلة أو حفظ اختياري أ ما يشبه ذلك أن يكون استعداده مبكّرا، وليس في آخر اللحظات قبل وقت الحاجة إلى تذكّر المحفوظ ؛ إذ على الطلبة أن يتابعوا الدروس المطلوبة أولا بأول، ولا يراكمون تلك الدروس فيصبح الإلمام به والإحاطة بها أمراً صعباً عسيراً، يخلق حالة من التهرّب من الدراسة بسبب كثرتها وحجمها المتراكم فوق رأسه، ولا يختلف هذا عن أيّ متقدم لامتحان من أيّ نوع كالمتقدمين للحصول على رخصة أو شهادة ما أو مقابلة من أجل توظيف أو غير ذلك من معاملات الحياة. إنّ المداومة والمواظبة على قراءة كل درس وفهمه في حين، وعدم تأجيل أي مسألة، وخاصة المسائل الصعبة التي يفرّ منها الطلبة عادة، فيؤخرونها إلى أجل غير مسمى، وهذا ليس حلا، بل يعد خطأ كبيرا؛ لأنّ عدم محاولة تقطيع المسألة ليسهل فهمها وإدراكها يزيد من صعوبة فهمها مرة واحدة قبل الامتحان.
إن تحقق هذا الأمر وظل الطالب على قرب من المادة المطلوبة فإنّه حين يقترب موعد الامتحان ويبدأ بالاستعدادات والتحضيرات الأخيرة يكون العمل منظما أكثر والمعلومات مستقرة في الذهن، ولا ينقص إلا مراجعتها وتثبيتها، وهنا يحسن بالطالب أن يتّبع الخطوات الآتية ليضمن حفظا وفهما أفضل:
1.تقسيم الموضوع أو الدرس إلى أقسام، وتدوين فكرة كلّ قسم، وصياغة أسئلة مختلفة على كلّ قسم، والإجابة عنها وخاصة الأسئلة التي لا تحتاج إلى استنتاج وتفكير كبير.
2.حفظ كل جزء على حدة، ويجب على الطالب أن يحرص كلّ الحرص على عدم ترك نقطة دون أن يكون قد تمكن منها تمكنا تاما، وكل طالب أدرى بنفسه، وإذا أقنع نفسه بتأخير مسألة أو جزء بذريعة صعوبته وغموضه فسينعكس ذلك عليه انعكاسا سلبيا في الامتحان أو حين يريد أن يفهمها لاقا. وحين يكون الطالب في خضمّ الحفظ يُفضل أن يحفظ كلمات مفتاحية، تعينه على تذكّر باقي النقطة، و أن يضع عليها خطا أو علامة، أو يدونها باختصار، فمن كتب قرّ ومن حفظ فرّ، وكلّما زادت العلامات والإشارات التي تذكّر بشيء ما فإنّ هذا أمر غاية في الفائدة. وقبل مغادرة هذا الخطوة والانتقال إلى ما بعدها لابدّ أن يتذكّر الطالب أن حفظ القوانين والمعادلات والقواعد حفظا ثابتا مهم، ولا يصحّ الاعتماد على أي وسيلة أخرى غير الحفظ التام.
3.مرحلة التسميع، وهي مهمة جدا؛ لأنها تسفر عن وجه الضعف والقصور في الحفظ، وعلى إثر ذلك يحدد الطالب مواطن الضعف، فيعمل على حفظها والتثبت منها، والتسميع يكون بين الطالب ونفسه، أو مع أحد الزملاء أو أحد الأخوة أو الأقارب
وعلى الطلبة أن يكونوا واثقين من أنفسهم وقدراتهم، و أن ترافق الثقة الطالب أثناء الحفظ والمذاكرة، ولا تغيب شمسها عنه أبدا، و أن يظل يشعر نفسه بقوته وتمكّنه وأن يساعده من حوله في ضخّ دماء الثقة في نفسه.