الفيزيائي نيكولا تيسلا العبقري الذي أضاء العالم
الفيزيائي نيكولا تيسلا العبقري الذي أضاء العالم
لرّجل الذي تواضعت مجلس عمادة ولاية “نيو يورك” الأميريكية على تلقيب يوم ميلاده، العاشر من يوليو، باسمه .. ” يوم نيكولا تيسلا”.
باسم السّلام والعلم لكل الشعوب، جمع نيكولا بين القوّة والإلهام وقدّم للعالم اختراعات غيّرت شكل مستقبل الأرض تمامًا. اشتُهِر تيسلا بمساهماته الفذّة المتفوقة على أقرانه في مجال التطوير العلميّ.
ألقى عدد من رجال الكونغرس الأميريكي خطابات نعي لنيكولا في العاشر من يوليو عام 1990 احتفالًا بالذّكرى الـ134 لوفاته. وأُلِّفت فيه العديد من الكتب تحكي قصّة حياته وإنجازاته العلميّة.
وُلِد تيسلا في عام 1856 في سميلجان لأب صربيّ أرثوذكسي وأمّه التي كانت تخترع أجهزةً منزليّة بنفسها. تلقّى تعليمه في ريلتشوله في كارلشدتات عام 1873، والمعهد متعدّد الفنون في جراتس في النمسا ثم في جامعة براج.
في البداية كان ينتوي التخصّص في الفيزياء والرَياضيات، لكن سرعان ما أدهشته علوم الكهرباء، فتوغّل في هذا المجال. بدأ مساره المهنيّ كمهندس كهربائيّ في شركة لخدمات الهواتف في بودابست عام 1881. وفي أثناء سيره مع أحد اصدقائه في حديقة المدينة، لمعت في ذهنه فكرة بناء محرّك يعمل بناء على مبدأ دوران حقل مغناطيسي، وقام فورًا برسم رسم بيانيّ على الرّمال باستخدام عصا شارحًا لصديقه أول قاعدة لتصنيع المحرّك الحثّي – induction motor ( بدون عاكس للتيار ) بناءً على هذه الفكرة.
عمل تيسلا في فرع شركة آديسون في باريس، حيث صمّم الدينامو الكهربيّ. بينما تمكّن في شتراسبورج عام 1883 أن يصمّم نموذج بدائيّ للمحرّك الحثّي واستطاع تشغيله بنجاح، ولكنّه للأسف عجز عن إقناع أحد في أوروبّا بجهازه الوليد، لذلك قبِلَ بفرصة سفر للعمل في مقرّ شركة توماس آديسون في نيو يورك..وقصى فيها الـ59 سنة الباقية من عمره.
اشتغَل تيسلا بمهمّتين رئيسيّتين، وهي تطوير خطّ إنتاج آديسون من الدينامو متوازيًا مع عمله في مختبر آديسون أيضًا في نيو جيرسي. وبرغم كل إساهامته لصالح توماس، إلا أنّه كان يتعرّض لإضطهاد بالغ منه ومن الكثير من روّاد الصناعة الكهربيّة آنذاك.
إليك أهم ما أنجزه وقدّمه نيكولا تيسلا للعالم، وكيف غيّر وجه الأرض بشكل لم يسبقه فيه أحد:
التّيار المتردّد: كان تيسلا مؤمنًا أنه بالإمكان بناء مولّدات طاقة كهربيّة تنتج تيار كهربائي متردد.وكان هذا موضع خلاف بينه وبين آديسون.
الضوء: بالطبع لم يخترع الضوء ذاته، ولكنه اخترع طرقًا تمكّن من توليده ونشره.
الأشعة السّينيّة: قامت الكثير من البحوث بشأن الإشعاع الكهرومغناطيسي والأيونيّ في أواخر ثمانينات القرن التاسع عشر، ولكنّها كانت ناقصة، وجاء تيسلا بتكملتها إيمانًا منه بأنّ كل شيء نحتاجه لفهم الكون موجود حولنا إفتراضيًّا لكنّ علينا تطوير أجهزة ومعدّات تمكنّنا من رؤيته رُؤيَ العين.
الرّاديو: من المتعارف أنّ جوليلمو ماركوني هو مُخترع الرّاديو وذلك عام 1943، ولكنّ تم إثبات أنّ تيسلا قدّم عرضًا يشرح فيه فكرة الرّاديو عام 1893.
أجهزة التحكُّم عن بُعد: وهذه الأجهزة نتيجة طبيعيّة لاختراع الرّاديو. وكانت أول براءة اختراع بهذا الصّدد هو نموذج لقارب تم إطلاقه عام 1898.
المُحرّك الكهربائيّ: وعُرِف اختراعه هذا بعد تصنيع وإطلاق أوّل سيّارة تمتلك محرّكًا كهربائيًّا. وسُمّيت السّيارة على اسمه.
الرّوبوت والإنسان الآلي: قاده تفكيره إلى أنّ جميعنا – نحن البشر وباقي الأحياء – نتحرّك ونتصرّف بناءً على دوافع خارجيّة، ومن هنا جاءته فكرة الرّوبوت مع تحفّظه على كونها ينبغي أن تمتلك حدودًا لا تتخطّاها. كانت رؤيته هو إنشاء سيّارات ذكيّة ومرافقين من الروبوتات وغيرها.
الليزر: وهذا الاختراع مثال جيّد لكيف يمكن لعقل بشريّ أن يضمّ الخير والشّر معًا. فقد استُخدم الليزر في إجراء عدد كبير من العمليّات الجراحيّة بجانب إسهامه في تطوير وسائل الإعلام الرّقمية بشكل عام. ولكنّه في ذات الوقت مكوّن أساسيّ في كثير من الأسلحة المُدمّرة.
توفّي تيسلا في 7 يناير 1943، وقامت الحكومة الاميريكيّة بتفنيد معمله وشقّته ومصادرة كلّ أبحاثه العلميّة التي نُشر بعضها من قِبل الفيدراليّة الأميريكيّة.