الفوائد الصحية للعنب الأحمر

العنب

يعرف العنب علمياً باسم (Vitis vinifera)، وهو نبات معترش يزرع في جميع مناطق العالم المعتدلة المناخ، إلا أنّ موطنه الأصلي يعتبر جنوب أوروبا وغرب آسيا، وتكون ثمار العنب بيضاوية أو كروية ذات لون بنفسجيّ مزرق غامق أو أحمر أو أخضر أو أصفر، وتكون حامضة أو حلوة المذاق (1)، ويعتبر العنب أحد أكثر المحاصيل الزراعية إنتاجاً في العالم (4).
ولقد ذكر العنب في القرآن في عدة مواضع، مثل قول الله تعالى: (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) سورة الرعد،4 .
ويحتوي العنب على كميات عالية من السكريات البسيطة، وتحديداً الجلوكوز والفركتوز (4)، كما أنه يحتوي على العديد من المواد الفعالة التي تشمل مركبات الفلاڤونويد (Flavonoids)، ومركبات التانين (Tannins) التي تشمل مركبات البروآنثوسيانيدين (Proanthocyanidins) التي تتضمن الكاتيكينات، والمركبات غير الفلاڤونويدية (Non-flavonoids) المعروفة باسم (Stilbenes)، ونواتج حمض الفينيل أكريليك (Phenylacrylic)، وبعض أحماض الفواكه مثل حمض التارتاريك والماليك والسكسينيك والستريك والأوكساليك (1)، وتعتبر الفلاڤونويدات (Quercetin) ،(Myricetin) ،(Resveratrol) المركبات المتعددة الفينول ومضادات الأكسدة الأساسية في العنب الأحمر (3)، ووجد أنّ كل 100 جم من العنب تحتوي على 63-182 ميكروجراماً من مركبات الفينول التي تتركز غالباً في القشور والبذور، وتعتبر مركبات البروآنثوسيانيدين الموجودة في بذور العنب من أقوى مضادات الأكسدة في الطبيعة (4).

التركيب الغذائي للعنب الأحمر

يمثل الجدول التالي التركيب التغذوي لوزن 100غم من العنب الأحمر أو الأخضر الأوروبي: (2)

العنصر الغذائي القيمة
الماء 80.54غم
الطاقة 69 سعرة حرارية
البروتين 0.72غم
الدهون 0.16غم
الكربوهيدرات 18.10غم
الألياف الغذائية 0.9غم
مجموع السكريات 15.48غم
الكالسيوم 10ملغم
الحديد 0.36ملغم
المغنيسيوم 7ملغم
الفسفور 20ملغم
البوتاسيوم 191ملغم
الصوديوم 2ملغم
الزنك 0.07ملغم
فيتامين ج 3.2ملغم
الثيامين 0.069ملغم
الريبوفلاڤين 0.070ملغم
النياسين 0.188ملغم
فيتامين ب6 0.086ملغم
الفولات 2 ميكروجرام
فيتامين ب12 0 ميكروجرام
فيتامين أ 66 وحدة عالمية، أو 3 ميكروجرام
فيتامين ھ (ألفا-توكوفيرول) 0.19ملغم
فيتامين د 0 وحدة عالمية
فيتامين ك 14.6ملغم
الكافيين 0ملغم
الكوليسترول 0ملغم

فوائد العنب الأحمر

نظراً لمحتوى العنب من مضادات الأكسدة، فقد وُجِد له ارتباط بخفض خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل أمراض القلب والشرايين ومرض السكري من النوع الثاني وبعض أنواع السرطان وغيرها من الأمراض المزمنة (4)، وسنتحدث فيما يلي عن أهم ما وجدته الأبحاث العلمية من فوائد للعنب الأحمر ومستخلصاته:

  • تحمل المركبات المتعددة الفينول الموجودة في العنب الأحمر صفات مضادة للالتهابات والأكسدة وتأثيرات وقائية للخلايا العصبيّة وتأثيرات وقائية لأمراض القلب (3)، ويحمل العنب بشكل عام تأثيرات مضادة للأكسدة بسبب محتواه من مادة البروآنثوسيانيدين، حيث وُجدت له تأثيرات مثبطة لجذور الأكسجين الحرة، كما وجدت دراسة أن نشاطه المضاد للأكسدة قد تفوّق على فيتامين ج وفيتامين ھ (1)، هذا بالإضافة إلى محتواه من مضادات الأكسدة الأخرى (4).
  • يحمل العنب صفات مضادة لتصلب الشرايين، حيث إنّ مادة البروآنثوسيانيدين تقلل من تراكم الخلايا الرغوية الناتجة عن الخلايا الأكولة الكبيرة (Macrophage-derived foam cells) في الآفات العصيديّة (Atherosclerotic lesions)، كما أنها تقلل من أكسدة الكوليسترول السيئ (LDL) التي ترتبط بتصلب الشرايين (1)، وقد وجدت بعض الدراسات الأولية أنّ شرب عصير العنب الأحمر يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين (6).
  • في دراسة أجريت لمعرفة تأثير عصير العنب الأحمر المركز، والذي يعتبر مصدراً مرتفعاً للمركبات المتعددة الفينول في عوامل خطورة الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في الأشخاص الذين يغسلون الكلى، والذين ترتفع لديهم فرصة الإصابة بهذه الأمراض بسبب ارتفاع الإجهاد التأكسدي وليبيدات (دهون) الدم وارتفاع مستوى الالتهاب (Inflammation) في الجسم، تم إعطاء 100 ملل من عصير العنب الأحمر المركز لستة وعشرين مريضاً ممن يغسلون الكلى وخمسة عشر شخصاً سليماً لمدة 14 يوماً، ووجدت النتائج ارتفاعاً في مستوى مقاومة الأكسدة في الجسم وانخفاضاً في مستوى الكوليسترول السيئ المتأكسد ومن مستوى الكولسيترول السيئ (LDL) والأبو ليبوبروتين ب-100 (Apolipoprotein B-100) في الدم في كلتا المجموعتين، في حين رفع تناول هذا العصير من مستوى الكوليسترول الجيد (HDL) والأبو ليبوبروتين أ-1 (Apolipoprotein A-1)، وعندما تم إعطاء المرضى مركز عصير العنب الأحمر لمدة 3 أسابيع إضافيّة وُجد لديهم انخفاض في مقياس للالتهاب يرتبط بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (5).
  • مقاومة السرطان والأورام، حيث إنّ مادة البروآنثيوسيانيدين تقلل من الإجهاد التأكسدي والجذور الحرة، وقد وجد نشاط مضاد للأورام يعزى للنشاط المضاد للأكسدة لهذا المركب في حيوانات التجارب (1)، وقد وجدت العديد من الدراسات ترابطاً بين تناول مكونات العنب وانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي والقولون، حيث وجد أنّ مضادات الأكسدة الموجودة في العنب تحفز موت الخلايا السرطانيّة، كما وجد أنها تمنع تكوّن السرطان وتطوّره في جرذان التجارب، ووجد لمضادات الأكسدة الموجودة في العنب تأثيرات مضادة للالتهابات يمكن أن تلعب دوراً في تأثيراتها المضادة للسرطان. كما وجد أيضاً أنّ مضادات الأكسدة الموجودة في العنب تعدّل مستقبلات الإستروجين، مما يؤثر بشكل خاص في السرطانات الحساسة لهذا الهرمون، مثل سرطان الثدي (4)، كما ويحمل المركب المتعدد الفينول (Myricetin) صفات مضادة للسرطان (3).
  • وجد أن مركبات الآنثوسيانيدين المستخلصة من بذور العنب تحفز نمو بصيلات الشعر (1).
  • وجد أن مادة الآنثوسيانيدين تحمي خلايا الكبد، حيث وجدت الدراسات أنها تحمي خلايا الكبد من تأثيرات عقار الأسيتامينوفين من ضرر حمض ال DNA وموت الخلايا (1)، كما وجدت بعض الدراسات الأولية دوراً للعنب في حالات تضرر الكبد ومرض الكبد الدهني غير الكحولي، إلا أنّ هذا الدراسات تحتاج إلى المزيد من الدعم العلمي (6).
  • تخفض مركبات البروسيانيدين ضرر نقص التروية (Ischemia) عن طريق كبحها لمركبات الأكسجين النشطة وخفضها للانقباض البطيني (1).
  • تحمل مركبات البروسيانيدين تأثيرات إيجابية على الأوعية الدمويّة، وتلعب هذه التأثيرات دوراً هاماً في الوقاية من تضرر الشبكية والإبصار المتعلق بمرض السكري (1).
  • تحمل المركبات المتعددة الفينول الموجودة في العنب الأحمر تأثيرات مضادة لمرض السكري ومخفضة لجلوكوز الدم، وقد وجدت دراسات أجريت على حيوانات التجارب أن المركب المتعدد الفينول (Quercetin) يحسن من حالات مقاومة الإنسولين ويرفع من مستوى الأديبونيكتين في النسيج الدهني والدم، حيث يعتقد أنّ ارتفاع الأديبونيكتين هو المسؤول عن تحسين مقاومة الإنسولين الذي يسببه هذا المركب (3).
ووجدت دراسة أجريت على فئران التجارب أن هذا المركب يخفض من جلوكوز الدم ومستوى السكر التراكمي، كما وجدت دراسة أخرى أنه يحمي خلايا البيتا في البنكرياس من التأثيرات السامة لمادة الستربتوزوتيسين المستخدمة لتحفيز السكري في حيوانات التجارب مما يعيد سكر الدم إلى مستواه الطبيعي (3).
ووجد لمركب (Myricetin) تأثيرات مضادة لمرض السكري أيضاً، حيث وجد أنّه يخفف من مقاومة الإنسولين ويخفّض من مستوى جلوكوز الدم عن طريق العديد من الميكانيكيّات، كما وجد له تأثيرات مشابهة للإنسولين في تحفيز دخول الجلوكوز إلى الخلايا الدهنية وفي تحفيز بناء الدهون المعتمد على الإنسولين (3).
ووجد للمركب المتعدد الفينول (Resveratrol)، الموجود بوفرة في قشر العنب الطازج والموجود أيضاً في بذوره تأثيرات خافضة لجلوكوز الدم والأكسدة الناتجة عن ارتفاع الجلوكوز، كما وجد أنّه يوفر حماية من تضرر الكلى الناتج عن مرض السكري، ووجد في جرذان التجارب أنّه يحسن من قدرة الخلايا على إدخال الجلوكوز عن طريق زيادة تكوين ناقل الجلوكوز (GLUT4) المعتمد على الإنسولين (3).
وبشكل عام يمكن استنتاج أن المركبات المتعددة الفينول المستخلصة من العنب الأحمر يمكن أن تشكل علاجاً بديلاً عن العلاج التقليدي لمرض السكري (3).
  • وجد أن مستخلص بذور العنب يحسن من أعراض مشاكل دوران الدم التي تسبب انتفاخاً في القدمين، مثل حالة (Chronic renal insufficiency) المعروفة بالقصور الوريدي المزمن (6).
  • وجدت الدراسات الأولية دوراً لمستخلصات العنب في تحسين الأداء الرياضي وأعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية وتحسين ضعف الإبصار أثناء الليل وتحسين البقع الجلدية الغامقة في الوجه وفي حالات دوالي الأوردة والبواسير والإسهال والكحة ومتلازمة الإرهاق المزمن وتقرحات الفم واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة والإمساك وغيرها من الحالات، ولكن تحتاج هذه الأدوار إلى المزيد من البحث العلمي (6). (6).
  • وجدت بعض الدراسات أنّ شرب عصير العنب يقلل من ضغط الدم في حالات ارتفاعه، كما وجد أنّ تناول العنب المجفف بالتفريز يخفض من ضغط الدم في الرجال المصابين بالمتلازمة الأيضيّة، ولكن لم تجد دراسات أخرى دوراً للعنب في خفض ضغط الدم، ويحتاج هذا التأثير إلى المزيد من البحث العلمي (6).
  • وجد أنّ تناول عصير عنب كونكورد (البنفسجي) يوميا لمدة 12 أسبوعاً يحسن من قدرات التعلم اللفظية في كبار السن المصابين بانخفاض القدرات العقلية المتعلقة بكبر السن (6).
  • وجد لمركبات (stilbenoids) الموجودة في العنب الأحمر دوراً في تقوية عمل جهاز المناعة (6).

المراجع

(1) بتصرّف عن كتاب Fleming T./ PDR for Herbal Medicines/ 2nd Edition/ Medical Economics Company/ Montvale 2000/ Pages 363-365.

(2) بتصرّف عن USDA/ National Nutrient Database for Standard Reference Release 28/ The National Agricultural Library/ USA/ ndb.nal.usda.gov/ndb/foods/show/2240?manu=&fgcd=.

مقالات ذات صلة

(3) بتصرف عن مقال Pandey K. B. and Rizvi S. I. (2014) Role of Red Grape Polyphenols as Antidiabetic Agents Integrative Medicine Research/ 3/ 3/ Pages 119-125.

(4) بتصرف عن مقال Zhou K. Z. and Raffoul J. J. (2012) Potential Anticancer Properties of Grape Antioxidants Journal of Oncology/ 2012/ e-Publication.

(5) بتصرف عن مقال Castilla P. et al. (2006) Concentrated red grape juice exerts antioxidant, hypolipidemic, and antiinflammatory effects in both hemodialysis patients and healthy subjects American Society for Clinical Nutrition/ 48/ 1/ Pages 252-262.

(6) بتصرف عن مقال WebMD/ Grape/ 2009/ www.webmd.com/vitamins-supplements/ingredientmono-472-grape.aspx?activeingredientid=472&activeingredientname=grape.

(6) بتصرف عن مقال Preidt R./ WebMD/ Blueberries, Red Grapes May Boost Immune Function/ 2015/ www.webmd.com/food-recipes/20130917/blueberries-red-grapes-may-boost-bodys-immune-function.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى