الفنان الكبير إبراهيم حسين … يوم حزين من الحلة شالو
السودان اليوم:
بعد رحلة معاناة مع المرض أغمض الفنان إبراهيم حسين (ابن كسلا ) إغماضته الأخيرة أمس الأول السبت وإبراهيم أجاز صوته عبر الإذاعة القومية بحضور الموسيقار برعي محمد دفع الله بتشجيع من الشاعر إسحاق الحلنقي ووقتها طلب الراحل من الفنان محمد الأمين أن يصيغ له لحن أغنيته زائعة الصيت ساعة الغروب بيد أن ود اللمين نصحه بأن يلحنها بنفسها لتصنع الأغنية الفرق الكبير في مشواره الفني.
أجاز الفنان الراحل إبراهيم حسين في مطلع الستينيات صوته بأغنيات محلية من شرق السودان كيف لا والرجل أحد المبدعين الذين أنتجتهم مدينة كسلا وأول عمل قدمه بعد الأغنيات المحلية كانت أغنية بعنوان (هاجرة) الموسيقار أنس العاقب هو ايضاً من ابناء مدينة كسلا وجمعته علاقة حميمة مع الراحل وقال بعد الترحم عليه :التقيت إبراهيم بمدينة كسلا في مطلع الستينات ووقتها كان إبراهيم يتربع على سدة عرش الأغنية السودانية وعرف بترديده لأغنيات الفنان عثمان حسين ببراعة شديدة وكان يعمل وقتها ترزي رجالي حيث كنا نذهب اليه برفقة الملحن المعروف رحمة الله عليه الفاتح كسلاوي وكنا نردد جميل الأغنيات.
الفنان إبراهيم حسين هو ومجموعة من المطربين مثل محمد الأمين ومحمد مسكين وغيرهم جاءوا الى الساحة الفنية عبر مهرجان المديريات الذي كان ينتج المبدعين آنذاك وبعد فوزهم وجدوا ترحاباً كبيراً في أم درمان حيث توجد دار الإذاعة.
الأغنية الوسيطة
من واقع خبرته الموسيقية والغنائية يقول الموسيقار أنس العاقب إن الفنان إبراهيم حسين كان يتمتع بصوت رخيم برز بصورة لافتة في أداء الأغنيات الوسيطة بمعنى أن الأغاني التي يرددها ليست بالطويلة ولا القصيرة كما شكل تركيبة فنية بين أغنيات الشرق المحلية والأغنية الحديثة ونجومية الفنان إبراهيم حسين لم تقف عند حدود السودان فقط بل امتدت الى خارج السودان حيث عرفه جمهور شرق ووسط افريقيا، فأغنياته كانت محببة الى قلوبهم ساعة الغروب.
أغنية ساعة الغروب جمعت بين الشاعر إسحاق الحلنقي والفنان الراحل إبراهيم حسين حيث قال عندما علمت برغبة إبراهيم بترديده لأغنية ساعة الغروب التي لحنها حسين في ظروف وصفها بالغريبة وهي أن ولادة لحنها جادت به قريحته في خور أبوعنجة الرابض بمدينة أم درمان ويومها كان إبراهيم برفقة الحلنقي وما أن فارقه وذهب كلا منه إلى حال سبيله طاف بخاطره اللحن ثم بدأ في الترنم به وسرعان ما اكتملت ولادته وسارع بتنفيذه موسيقياً حيث ادخلت عليه الفرق بعض الجمل الموسيقية ومن ثم حققت الأغنية الكثير من النجاحات وتعتبر تلك الأغنية من أكثر الأغنيات التي لازمت نجوميتها نجومية الفنان الراحل إبراهيم حسين.
نجمة نجمة
من أروع أغنيات الفنان الراحل إبراهيم حسين نجمة نجمة التي برعت في أدائها الفنانه الشابة مكارم بشير التي قالت إن الفنان إبراهيم حسين عبرلها عن سعادته لترديدها أغنيته التي تعتبرها من أجمل الأغنيات التي قدمتها بمشوارها الغنائي وتحديداً عبر أحد مواسم برنامج أغاني وأغاني بشهر رمضان كما لديه ايضاً أغنيات رائعة مثل رحلتو بعيد نسيتو ..والريد والحنان …وخلاص يا قلبي كان خاصم
ألحان رشيقة.
الناقد الفني مصعب الصاوي قال للجريدة إن أكثر ما يميز الفنان الراحل إبراهيم حسين هو أنه جاء الى الساحة الفنية عبر مهرجان الأقاليم هو من كسلا وصالح الضي من بورتسودان وثنائيته مع الشاعر اسحاق الحلنقي فكلاهما من مدينة واحدة أي (بلدياته) وحتى مزاجهم واحد وهو الذي شجعه على إجازة صوته بالإذاعة وبشره الموسيقار بشير عباس بخبر إجازة صوته وكان ذلك في ستينات القرن الماضي ويضيف الصاوي أول عمل قدمه للناس كان أغنية ساعة الغروب التي كانت فاتحة التعامل بينه والحلنقي وبعدها توالت الأعمال مثل نجمة نجمة وغيرها وأكثر ما يميز إبراهيم حسين هو ألحانه ومتداولة بين الناس لأنها اتسمت بالرشاقة والفرايحية والبهجة وأغنياته من شدة رشافتها كانت العروس ترقص على أنغامها لذلك يمكننا القول إن جمال المفردة مع خفة اللحن كتب لها الخلود .