الفريق هاشم: ان كنت لاتدري فتلك مصيبة
خاص السودان اليوم:
ولاية الخرطوم اكبر واهم ولاية في السودان ومشاكلها من الوضوح بحيث لايمكن إغفالها في أى حديث عن الخطط الحكومية والوعود بالاصلاح فكيف ان كان الحديث عن ولاية الخرطوم نفسها وليس حديثا عاما ؟ وكيف ان كان المتحدث هو السيد والي الخرطوم وهو المسؤول الأول عن الولاية والرعية ؟ وكيف ان كان قوله هذا أمام نواب الشعب وفي المجلس التشريعي ومع ذلك يغفل سيادته اهم مشكلتين تؤرقان مواطني الولاية وتسببان لهم الكثير من المعاناة؟ ماذا يقول السيد والي الخرطوم الفريق أول شرطة هاشم عثمان الحسين لجمهور ولايته وهم يرونه يمر في خطابه أمام المجلس التشريعي متجاهلا ذكر مشكلتي المواصلات والخبز ؟ هل تعلم ياسيادة الوالي بهذه المشكلة وتعرف أبعادها ولم تتحدث عنها أم أنك غافل عن إدراك أبعادها وغير عارف بتداعياتها ؟ ان كانت الأولي فتلك مصيبة وإن كانت الثانية فالمصيبة أعظم.
مشكلة المواصلات ظلت هي المرض المزمن الذي صعب علي كل حكومات الولاية علاجه فقط حكومة الدكتور عبد الحليم المتعافي حاولت قليلا ونجحت بشكل جزئي في ايجاد حل جزئي لهذه المشكلة واستطاعت أن تتماشي مع هذا المرض المزمن دون تركه يستفحل أو أن تنعكس اثاره السالبة علي المريض وجاءت حكومة الفريق هاشم فكانت الأسوأ من بين سابقاتها في علاج أزمة المواصلات ومع ذلك يمر سعادته في خطابه مرور الكرام دون التطرق لهذه المشكلة وكأنها غير موجودة فلماذا هذه الطريقة ياسعادتك؟!.
المشكلة الثانية والأهم هي قضية الخبز وهذه لاتحتمل إذ أن انعدام الخبز يعني الجوع والمرض والموت والحكومة التي تفشل في حل مشاكل الخبز لاتستحق البقاء إذ لابد من ذهابها غير مأسوف عليها وأي مسؤول يري منطقته غارقة في هذه الأزمة ولايفاتح مواطنيه في أسباب الأزمة ولايكون صادقا معهم ولايحدثهم عن رؤاه لحلها فانه ليس جديرا بالاحترام والاصغاء له مطلقا وان لم يحترم نفسه ويستقيل فلا شأن للشعب به وسعادة الوالي الفريق هاشم يلزم أن يكون عارفا أن الناس لن تغفر له إغفاله ذكر مشاكلها.