الوصف: شجيرة أو شجرة معمرة دائمة الخضرة تنمو في المناطق الباردة، ويوجد منها ذكر وأنثى، وهي تشكل أغلب الغطاء الخضري ابتداءً من الطائف وحتى نهاية سلسلة جبال السروات جنوباً، ويقال أن أشجار العرعر تعمر مئات السنين، وهي من الأشجار الجذابة الظليلة وذات رائحة منعشة لما تحويه من كمية وفيرة من الزيوت الطيارة، كما أن للعرعر رائحة جميلة عند حرقه، ويعتبر نبات العرعر من النباتات عارية البذور.
يوجد عدة أنواع من العرعر أهمها: J.phoenicea وJuniperus Procera والنوع الأول هو الأكثر والمعروف لدى عامة الناس وله ثمار عنبية ذات لون أزرق إلى بنفسجي بينما النوع الثاني له لون بني واصغر عادة في الحجم من النوع الأول، وثمار العرعر لها طعم حلو تتلوه مرارة مع قبض يسير. تفرز أغصان وجذوع أشجار العرعر مادة راتنجية على هيئة دموع صغيرة تشبه في شكلها المصطكي إلا أن لونها أغمق.
– الاستعمالات :
يستعمل العرعر على نطاق واسع فيستخدم في المناطق التي ينمو فيها لتحضير القطران الأسود وتحضير زيت القطران والذي يسمى “صفوة”، ويستعمل القطران وزيته الصافي لأغراض كثيرة، فيستخدم في الجنوب لطلاء الأبواب والنوافذ وأزيار الماء الفخارية، وكذلك دهان الجزء الأسفل من جدران الحمامات القديمة، وكذلك كمطهر وقاتل للبكتيريا، كما تدهن به بعض سقوف المنازل الخشبية كمضاد للأرضة وهو نوع من النمل الأبيض الآكل للخشب، أما زيت القطران والمعروف بالصفوة فيستخدم على نطاق واسع لقتل القردان والبراغيث في الأغنام، وكذلك الجرب، وقتل القمل والصيبان الذي يتكون في شعر الرأس وهو من أفضل الأدوية في هذا المجال، تستخدم أوراق العرعر الطازجة شعبياً على هيئة منقوع لعلاج السل الرئوي في المناطق الذي ينمو فيه هذا النبات، كما تستخدم لبعض حالات الربو، بالإضافة إلى أن منقوع أوراق العرعر الجافة تخفف من اليرقان.
– ماذا قال الطب القديم عن العرعر؟
لقد ورد ذكر العرعر في وصفات فرعونية في بردية “هيرست” و”ايبرز” كوصفات علاجية لتسكين الآلام، وأمراض القلب، والصرع، ولعلاج التهابات المسالك البولية ولإدرار البول، ولتسكين المغص الكلوي، وضد حالات الحمى، ولإدرار الطمث ولإزالة آلام المفاصل والروماتيزم. موضعياً لعلاج الحروق، وصنع الفراعنة من ثمار العرعر شراباً ضد الدودة الشريطية ولعلاج النزلات المعوية ولعلاج السعال والربو، ومما هو جدير بالذكر أن العرعر جاء في عشرين وصفة معظمها لإدرار البول ولمنع الشيب في الرأس، وقال ابن سينا عن العرعر: “العرعر مسخن وملطف جيد لشدخ العضل وأوجاع الصدر والسعال، ينقي ويفتح السدد فيها، وهو للمعدة شراباً، جيد لضيق الرحم وأوجاعه”، وقال ابن البيطار: “العرعر مسخن ملطف لرفع ضرر لسع الهوام وطرد الهوام والذباب تدخيناً” وقال داود الأنطاكي: “العرعر حار في الأول وعوده بارد وثمره حار في الثانية وكله يابس في الثالثة يلحم الجراح ويحبس الدم ملطفاً، ويخفف القروح حيث كانت ويحلل الأورام ويجلو الأبخار وخصوصاً البرص طلاءً وشرباً. الغرغرة بطبخه يسكن أوجاع الأسنان وقروح اللثة ويشد رخاوتها، وثمره طرياً يشد ويلحم الفتق أكلا وضماداً وان عجن بالعسل ولعق ابرأ السعال المزمن. ثمره بالماء والخل وطبخه بالدهن لدهان الشعر يسوده ويمنع سقوطه، وكذا يجبر الكسر ورض المفصل وضعف العصب.
– أما الطب الحديث فيقول عن العرعر:
جيد لأوجاع الصدر والغازات المعوية والسعال وضيق الرحم، يستعمل مغلي ثمار العرعر بنسبة 25 حبة لكل كوب ماء، والجرعة المناسبة ثلاث أكواب يومياً.
يستعمل مشروب أوراق العرعر بنسبة 25 جم + 180 ملي ماء مغلي + 5 جم نترات البوتاسيوم + 15جم عسل نقي، والجرعة من 2 إلى 3أكواب يومياً، وذلك لعلاج عسر البول وحصوات المجاري البولية والاستسقاء.
يستعمل مغلي العرعر 20جم لكل كوب ماء، والجرعة من 3-4 أكواب يومياً، وذلك لعلاج الأمراض الجلدية المزمنة والبثور والدمامل.
يستعمل حب العرعر في المستحضرات الطبية أكثر مما يستعمل في المأكولات، ولكن هذا لا يمنع من أن نفيد من خواصه التي تجعل بعض الطيور تقبل عليه بنهم شديد إلى درجة تصبح معها لحومها ذات رائحة عطرية واضحة ومنفرة لدى الآكلين. ويُصنع في بعض بلاد أوروبا مسحوقاً من حب العرعر والشعير يشرب بدل القهوة.
ويستعمل حب العرعر في علاج رائحة الفم الكريهة وثقل المعدة، وذلك بأن يتناول المصاب من ست إلى عشر حبات، وأما زيت الهارلم الذي يستعمله المصابون بالمغص الكلوي فانه يُستخلص من تربنتين العرعر. ويفيد حب العرعر في علاج الشهقة حيث يؤخذ مسحوقاً ومذاباً في الماء بمعدل خمس وعشرين حبة في اللتر الواحد، ويمكن تحليته بالسكر.