الحرية
الحرية كلمة غاية في الجمال ، وهي السبب المباشر وغير المباشر في صراعات الجنس البشري على الأرض ، سواء الصراعات النفسية الخاصة ، أو الصراعات على حدود الأرض .
والحرية تعني إمكانيّة اتخاذ القرارات ، أو تحديد الخيارات دون أي قيدٍ أو شرط ، أي بمعنى آخر الحكم الذاتي دون قيد .
وجاء المفهوم ليعبر عن حاجة الفرد للتحرر ، من العبوديّة والتسلط من قيود أفرادٍ أو جماعات .
قسم الألماني ( إيمانويل كنت ) الحرية لنوعين ، “سالبة و موجبة” .
والحرية السالبة هي الحق الطبيعي للفرد في حرية اتخاذ قراراته .
أما الحرية الموجبة ، فهي التي تمنح أو تعطى للفرد للوصول إلى درجة الحرية السالبة ، وهي من الحقوق الأساسيّة للإنسان .
وأيضاً من أقسام الحريه (الداخليه و الخارجيّه) ، (الفردية و الإجتماعيّة) .
وكل تلك الأقسام ترتبط بـ (الإرادة الحرة) ، وهي القدرة على اختيار الفرد لحياته ورسمها ن والنضال والسعي من أجل اكتساب حريته .
وأثناء تناولي لمصطلح الحرية ، تذكرت مقولة الخليفة عمر بن الخطاب الشهيرة : “متى استعبدتم الناس ، وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا” .
نعم هذه العبارة هي اختصار للمعنى العام والشامل للكلمة ، فكلنا على هذه الأرض بشر ، نملك العقل للتفكير ، واتخاذ القرار باستقلالية عن عقول الآخرين .
دوماً ما رددت مقولة الألماني ايمانويل كنت حيث قال : “لا أحد يستطيع إلزامي بطريقته كما هو يريد” .
ونودي للحرية للتحرر من عدة ، أمور كانت السبب المباشر أو غير المباشر في تقييد حريات الأفراد ومنها :-
- الجانب العقلاني ، والذي شدد على التحرر من التحيز والعقائد .
- الحاجة للتحرر من بنيات اجتماعية (غير متطورة) .
الحرية والأمور الدينية :الإشكالية تكمن في الجمع بين العلم المطلق للخالق ، والحرية الفردية في الإختيار ، وكانت تلك الإشكالية السائدة والمستمرة في مختلف المدارس الفلسفيّة ، فجاء الدين ليضع حلولاً وسطية تثبت العلم المطلق للخالق حسب كل العقائد والشرائع الدينية ، مع حرية الإختيار للإنسان على اعتبار أنه وحده المسؤول عن حرية اختياراته ، وأفعاله وقراراته .
والكلمة الأخيرة هنا لي ، ففي عصر الحريات هذا ، ما زال القيد يلف مجتمعاتنا تحت مسمى التحضر ، الحرية لا تقتصر على المأكل والمشرب والملبس ، الحرية هي الإختيار دون خوف ، واحترام عقول الآخرين وأفكارهم ومشاعرهم .
الحرية الحقة هي تحقيق الذات ، والنضال من أجل تحقيقها بفك القيود عن الإمكانيات الحقيقية للفرد .