التدخين وعلاقته بالأرق
التدخين والنوم الهادئ لا يجتمعان
لا يخفى على أحد ما للدخان من أثرٍ سلبيٍ على صحة الإنسان بشكل عام، ومن العادات السيّئة التي يقبل عليها المدخنين كثيراً أخذ نفسٍ من الدخان وبعض السجائر قبل الخلود للنوم بفترة قصيرة، وقد تبيّن أنّ لهذا الأمر مضار وآثار سلبية على الصحة بشكل عام، والنوم بشكل خاص. حيث إنّ مادّة النيكوتين التي يتم استنشاقها عند التدخين تعمل بدورها على تحفيز الجهاز العصبي والمخ مما يعد سبباً في حدوث الأرق والاستيقاظ المتكرر أثناء الليل ورداءة النوم بالتالي، والشعور بالخمول أثناء النهار باليوم التالي
يُعدّ التدخين المزمن – بحد ذاته – سبباً من أسباب الشخير أثناء النوم ويزيد من مخاطر الإصابة بانقطاع التنفس أثناء النوم، ز السبب في ذلك هو ما يحدثه التدخين من احتقان وتهيج أغشية الفم والبلعوم. ومن المعروف طبياً أن التدخين سبب رئيسي بما يلي:
ارتجاع حموضة المعدة وما ينتج عن ذلك من أعراض السعال، وزيادة إفراز البلغم، وضيق التنفس خلال الليل، مما يؤدي إلى التململ أثناء النوم
أمراض الجهاز التنفسي، كمرض التهاب الشعب الهوائية الساد المزمن.
فقدان القدرة على التحكم في مرض الربو الشعبي (حساسية الصدر).
يتّبع كثير من المدخنين نمطاً غير صحي في حياتهم، فهم يعتادون على الإفراط في السهر وتناول المنبهات والعادات الغذائية السيئة، مما يضاعف من مشكلات النوم لديهم، وقد قام الأصباء والباحثون باجراء العديد من الدراسات لبيان الأثر السلبي للتدخين على طبيعة النوم، وقد تبين نتيجة لذلك أن المدخنين معظمهم يقضون وقتاً أطول في مرحلة النوم الخفيف، ووقتا أقصر في مرحلة النوم العميق، خاصة في الساعات الأولى من النوم، مقارنة بغيرهم من غير المدخنين، وذلك بسبب تأثير مادة النيكوتين المباشر والتي تحفز على الأرق، كما تبين للباحثين عند سؤالهم للمدخنين أن معظمهم غير راضين عن نومهم، ومن ناحية أخرى فإنّ للأعراض الانسحابية للنيكوتين أثرها على النوم أيضاً ، فهي من الممكن أن تسبب الشعور بالأرق خاصة لدى المدخنين الشرهين
بناءً على ما تقدم، ينصح المدخنين باتّباع استراتيجية الامتناع عن التدخين قبل النوم لبضعة ساعات باعتبار ذبك وسيلة من الوسائل التي تساعد على تحسين جودة النوم، والحد من مشكلة الشخير، والتخلص التدريجي من الاعتماد على النيكوتين، ثم التخلص من التدخين بصورة نهائية، رغم أنه بسبب رداءة النوم وتعكر المزاج والاضطرابات النفسية والبدنية، يصعب على الكثير من المدخنين الإقلاع عن هذه العادة السيئة، فيدخلون بذلك حلقةً مفرغةً يصعب الخروج منها، إلا بالرغبة الأكيدة والعزيمة القوية، واستشارة الطبيب المختص.