اشعار عن الصبر
محتويات المقال
الصّبر على المكاره طريقٌ للفوز والنّجاح، فكما يقال الصبر مفتاح الفرج، وهناك العديد من الآيات القرآنيّة الّتي تحدّثت عن الصّبر وعن جزاء الصّابرين، فقال الله تعالى في كتابه العزيز “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ”. وقال تعالى: “وَبَشّرِ الصّابِرينَ * الّذِينَ إذا أصَابَتَهُم مُصِيَبَةٌ قَالُوا إنّا للهِ وَإنّا إلَيهِ راجِعُونَ * أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتُ مِن رّبِهِم وَرَحمَةٌ وَأولئِكَ هُمُ المُهتَدُونَ”.
وكتب العديد من الشّعراء والحكماء عن الصّبر، وسنورد في هذا المقال بعض هذه الأشعار والحكم الّتي قيلت في هذا الموضوع.
مانع سعيد العتيبة
لأنّ التسامح نقطة ضعفي
فما زلت تحظى بودّي ولطفي
وما زلت تطعنني كلّ يومٍ
فلا يتصدّى لطعنك سيفي
أداوي جراحي بصبري الجميل
فلا القلب يساوي ولا الصّبر يشفي
وأسأل ما سرّ هذا الثبات
على عهد حبي فيشرح نزفي
لو أكن يا شقائي الضيف
رحيماً غفوراً لأشقاك عنفي
فلا تتخيّل بأنّك أقوى
وأنّي صبور على رغم أنفي
أنا هو بأس العواصف فافهم
لماذا أصونك من هوى عنفي
لأنّك لا تستطيع الصمود
إذا غاب عنك حناني وعطفي
أحبّك ما زلت رغم الخطايا
وتشهد بالحبّ دمعة حرفي
بكيت طويلاً بصمت انتظاري
فأنت انتصاري الأخير وحتفي
أحبّك واليأس لا يتناهى
أمام خطاي ونظرة طرفي
وأرض فؤادي إلى الغيث ظمأى
وما أنت إلا سحابة صيف
بخيل علي كريم على من
يماريك في قول زور وزيف
حبيباً تظلّ برغم دمائي
يلون كفّيك يا جرح كفي
ومهما يكن لن أصيح احتجاجاً
ولا لن أقول لسيفك: يكفي
أبو علي الأنباري
إذا اشتدّ عسر فارج يسراً فإنّه
قضى الله أنّ العسر يتبعه يسر
إذا ما ألمت شدّةً فاصطبر لها
فخير سلاح المرء في الشدّة الصبر
وإنّي لأستحيي من الله أن أرى
إلى غيره أشكو إذا مسّني الضرّ
عسى فرجٌ يأتي به الله إنّه
له كلّ يوم في خليقته أمر
فكن عندما يأتي به الدّهر حازماً
صبوراً فإنّ الخير مفتاحه صبر
فكم من همومٍ بعد طول تكشّفت
وآخر معسور الأمور له يسر
علي بن أبي طالب
اصبر على مضض الإدلاج في السحر
وفي الرّواح إلى الطاعات في البكر
إني رأيت وفي الأيّام تجربة
للصّبر عاقبة محمودة الأثر
وقل من جدّ في أمر يؤلمه
واستصحب الصّبر إلّا فاز بالظّفر
محمد بن بشر
إنّ الأمور إذا استدّت مسالكها
فالصّبر يفتح منها كل مرتجا
لا تيأسنّ وإن طالت مطالبة
إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا
عبد الله الحارثي
اصبر على الدّهر إن أصبحت منغمسا
بالضّيق في لجج تهوى إلى لجج
لا تيأسن إذا ما ضقت من فرجٍ
يأتي به الله في الرّوحات والدلج
فما تجرّع كأس الصبر معتصم
بالله إلا أتاه الله بالفرج
الامام الشافعي
دع الأيام تفعـل مـا تشـاء
وطب نفساً إذا حكم القضـاء
ولا تجزع لحادثـة الليالـي
فمـا لحـوادث الدّنيـا بقـاء
وكن رجلا” على الأهوال جلدا
وشيمتك السّماحـة والوفـاء
وإن كثرت عيوبك في البرايا
وسرّك أن يكون لها غطـاء
تستـر بالسـخـاء فـكـلّ
عيبٍ يغطّيه كما قيل السخـاء
ولا تـر للأعـادي قــط ذلّ
فإنّ شماتـة الأعـداء بـلاء
ولا ترج السماحة من بخيـل
فما في النار للظمـآن مـاء
ورزقك ليس ينقصه التأنـّي
وليس يزيد في الرّزق العناء
ولا حـزن يـدوم ولا سـرور
ولا بؤس عليـك ولا رخـاء
إذا ما كنـت ذا قلـب قنـوع
فأنت ومالـك الدّنيـا سـواء
ومن نزلت بساحتـه المنايـا
فـلا أرض تقيـّة ولا سمـاء
وأرض الله واسعة ولكـن إذا
نزل القضاء ضاق الفضـاء
ثلاث يعزّ الصبر عند حلولهـا
ويذهل عنها عقل كل لبيب
خروج اضطرار من بلاد يحبّها
وفرقة إخـوان وفقد حبيب
أحمد بن عاصم الأنطاكي
هوّن عليك فكل الأمر ينقطع
وخلّ عنك ضباب الهمّ يندفع
فكلّ همٍّ له من بعـده فـرج
وكلّ كرب إذا ضاق يتّسـع
إنّ البلاء وإن طال الزّمان به
الموت يقطعه أو سوف ينقطع
مدرك الشيباني
مستعمل الصبر مقرون به الفرج
يشقى ويصبر والأبواب ترتتج
حتى إذا بلغت مكنون غايتها
جاءتك تزهو في ظلمائها السرج
فاصبر وادم واقرع الباب الّذي طلعت
منه المطالع فالمغرى به يلج
بقدرة الله فارج الله وارض به
فعن إرادته الغماءتنفرج